عندما يفرض الأسرى الفلسطينيون إرادتهم على جبروت الاحتلال

الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:

مَن يعشق الإرادة يصنع المعجزات، ومَن يعشق الحرية يطوع المستحيل، ومَن ذاكرته متقدة لا ينسى أن المستقبل ينتظره، فكيف إن كان هناك شعب يرفض وجود محتل سرق أرضه وهجَّر أبناءه وأسر مقاوميه!.
هذه حال الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الصهيوني، حينما يتحول السجان إلى طليق، والمقاوم إلى سجين، لكن هذه المعادلة المقلوبة لم ولن تدوم، فالمقاومة أعادت تصحيحها حتى تسترجع ما سرق من أرضها المحتلة وحتى تنتصر لأسراها وتعيد لهم نور الشمس الذي حرموا منه.
فجرائم المحتل ووحشية أساليبه، لم تثن شعبنا الفلسطيني عن النضال والمقاومة والتحرر من نير وقهر المستعمر ليثبتوا أنهم قادرون على اجتراح المعجزات وصنع المستحيل في وجه آلات تدميره وعنصريته، حتى السجون بتحصيناتها القوية لم تكن قادرة على إطفاء جذوة المقاومة التي ستبقى متقدة في نفوس ووجدان كل الأحرار والمناضلين والمقاومين الذين يمتلكون الإرادة والعزيمة على التحدي وإلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني الذي يجب عليه أن يتحمل تبعات إرهابه وإجرامه بحق الشعب الفلسطيني.
ولنا في عملية نفق الحرية التي نفذها الأسرى الفلسطينيون الستة، قبل أن تعيد سلطات الاحتلال اعتقال أربعة منهم، العبرة في أن الأسرى خلف قضبان العدو قادرون على إحداث انقلاب في موازين الاحتلال المتغطرس، حيث تلك العملية وارتداداتها والمناخات الوطنية والثورية التي خلقتها، ساهمت بتعزيز منجزات الحركة الأسيرة التي انتزعتها عبر نضال طويل ومرير، رغم رد فعل الاحتلال الإسرائيلي الانتقامي وفقدان صوابه وتبني إجراءات انتقامية مضاعفة بحق الأسرى، ومحاولة استغلال هذا الحدث لتنفيذ ما عجز عن تنفيذه سابقاً لجهة الانقضاض على منجزات الحركة الأسيرة، ولكن تداعيات العملية البطولية للأسرى أجبرت سلطات الاحتلال على الخضوع لمطالب الحركة الأسيرة، والمتمثلة في المقام الأول بإلغاء العقوبات الجماعية المضاعفة التي فرضتها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى بعد العملية التي نفذها أبطال “نفق الحرية.
منذ نحو ثمانية عقود لا يزال الاحتلال الإسرائيلي يمارس أبشع أنواع الإرهاب والإجرام بحق أبناء الشعب الفلسطيني وبدعم من الولايات المتحدة والغرب الاستعماري وتواطؤ من المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية لا سيما التي ترفع شعارات الدفاع عن حقوق الإنسان وحرياته، وبرغم تلك العقود الطويلة من الوجع والألم لا يزال الفلسطينيون يتشبثون بحقوقهم وأرضهم وحريتهم التي بذلوا من أجلها دماءهم وأرواحهم، والتي استطاعوا بإرادتهم أن يضيئوا لها قبساً في آخر النفق المظلم حتى من خلف القضبان.
ليل السجون وظلمة الاحتلال لن تدوم ولن تطول ما دام الإيمان بالحرية والخلاص والتحرير متقداً في نفوس الفلسطينيين للانتصار على ظلم المحتل بل نستطيع أن نؤكد أن المحتل هو أسير ورهين إرهابه وإجرامه عندما يخاف من أي تحركات وإشارات تعلنها المقاومة وتنفذها في سياق مسيرتها النضالية، الأهم في هذا كله أن السجين أصبح حراً، والسجان بات أسيراً لطغيانه وجبروته ووحشيته.

آخر الأخبار
مكافحة الترهل الإداري على طاولة التنمية في ريف دمشق من "البيت الأبيض": أبرز مكاسب زيارة الشرع ضمن لعبة التوازن السورية ترميم مستشفى درعا الوطني متواصل.. وإحداث قسم للقسطرة القلبية تبادل الفرص الاستثمارية بين سوريا والإمارات الشرع في واشنطن.. وغداً يلتقي ترامب في البيت الأبيض بين غلاء الكهرباء و الظلام..ماذا ينتظر السوريون في الأيام القادمة؟ توقيع سوريا لاتفاقيات الامتياز خطوة أساسية في إعادة بناء البنية التحتية للطاقة تدمير 1.5 مليون شجرة زيتون في إدلب.. جريمة صامتة تهدد الأمن البيئي والغذائي التعنيف النفسي في المدارس بحلب... ظاهرة بحاجة للعلاج ماذا بعد مرحلة تبادل الرهائن في خطة ترامب للسلام في غزة؟ القطط السوداء تقف بوجه المدفعجية الريال يهزم برشلونة في كلاسيكو السلة الأوروبي الأثر الوقائي للحجامة على الصحة العامة الزراعة على ضفاف البحر تحبو بفعل الحاجة واستمرار العيش لا بالجدوى!! حلب تبحث مع المنظمات الدولية والمحلية مسارات التنمية المستدامة ريباكينا تهزم سابالينكا وتتوّج في الرياض الأسطورة الصربي دجوكوفيتش يتألق في أثينا رغم تعادله.. البايرن يواصل زعاته للبوندسليغا مارسيليا يتصدّر الليغ آن القانون أولاً..العدالة تمهّد الطريق لعودة الاستثمار