الثورة أون لاين – جهاد اصطيف:
“مهرجان القطن” تقليد عريق طالما تميزت به مدينة حلب، ذلك المهرجان الذي تستعد له حلب حالياً بانطلاق دورته الثامنة والخمسين يوم العاشر من شهر تشرين الأول المقبل، والذي يتضمن عروضاً وثائقية عن تاريخ مهرجان القطن وعرضا مسرحيا لفرقة المسرح الإرشادي، وتكريماً للفلاحين المتميزين على مستوى القطر.
• تظاهرة اقتصادية..
“مهرجان القطن” دون شك هو تظاهرة اقتصادية تبرز به أهمية ودور محصول القطن في الاقتصاد السوري، كمحصول مهم واستراتيجي، يؤمن احتياجات المعامل السورية، ولطالما كانت سورية هي الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك كامل السلسلة الإنتاجية الخاصة بمحصول القطن، والتي تبدأ من الزراعة ثم التصنيع والتسويق، فالقطن السوري يتميز بميزات مرغوبة لصناعة النسيج في دول العالم، لأنها أقطان متوسطة التيلة، خاصة وأن سورية كانت قبل الحرب الإرهابية الظالمة التي شنت عليها تصدر المحصول للكثير من دول العالم.
• فرحة بالذهب الأبيض..
وعودة إلى المهرجان الذي يعد بحد ذاته تظاهرة اقتصادية اجتماعية، هو بالوقت نفسه فرح الفلاحين واحتفالهم بقطاف القطن، وهو يحمل بين طياته الكثير من الأبعاد الاجتماعية والتاريخية والثقافية، ففرح أهالي حلب بالمهرجان إنما يأتي نظراً لارتباطه بتاريخ المدينة وعراقتها ومكانتها كعاصمة زراعية بالإضافة إلى أنها عاصمة اقتصادية.
•تكريم للفلاحين الفائزين..
وللحديث عن هذا المحصول الاستراتيجي واستعدادات حلب للاحتفال بمهرجان القطن “الثورة أون لاين” التقت بداية المهندس “وليد رزوق” مدير مكتب القطن الذي قال: عادة يرتبط مهرجان القطن في سورية بموسم حصاد القطن، الذي بدأت فعالياته منذ عام ١٩٥٤، حيث كان سكان حلب يحتفلون في موسم القطاف، ويتخلل المهرجان حفل كرنفالي يمر من ساحة سعد الله الجابري، ويشارك في المهرجان العديد من الجهات العامة والخاصة، فيما سيقام “مهرجان القطن” الثامن والخمسون هذا العام برعاية وزير الزراعة ويتخلله تكريم الفلاحين الفائزين بأفضل إنتاج قطن على مستوى القطر ونشاطات عدة تتضمن أفلاما وعرضاً مسرحياً لفرقة المسرح الإرشادي.
ولفت “رزوق” إلى أنه تم زراعة مساحة 29.305 هكتارات على مستوى القطر بإنتاج مقدر ٨٧٩١٥ طنا حيث قدرت زراعة المناطق الآمنة ب ٥٥٦٧ هكتاراً بإنتاج مقدر ب ١٦٧٠١ طن، ويتم التحضير حالياً من قبل مكتب القطن والمؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان من أجل استلام المحصول وقد صدرت عدة قرارات لتسهيل عملية استلام القطن من الفلاحين ومن أهم تلك القرارات الموافقة على استلام مادة الأقطان ضمن شلول مصنعة من مادة ” البولي بروبلين” في حال تعذر وصول الشلول النظامية لبعض المحافظات، حسب ما جاء في القانون ٢١ الناظم لزراعة القطن، كما تم اعتبار كامل المساحات المزروعة مساحات مرخصة نظراً للحاجة الماسة لاستلام كامل كميات الأقطان المحبوبة عملاً بأحكام القانون ٢٩ لعام ٢٠١٤.
وأوضح مدير مكتب القطن أن الخطوة التي أقدمت عليها الحكومة مشكورة مؤخراً على رفع سعر القطن من ١٥٠٠ إلى ٢٥٠٠ ليرة سورية للكيلو غرام الواحد جاء تشجيعاً للفلاحين من أجل تسليم إنتاجهم، علماً أنه تم افتتاح محالج حلب اعتباراً من اليوم بغية استلام محصول القطن.
*الخطة المستقبلية..
بين “رزوق” أنه تم التخطيط لزراعة مساحة ٥٧٣٠٠ هكتار على مستوى القطر ضمن خطة العام القادم والإنتاج المقدر 171.900 طن والمخطط في المساحات الآمنة ١٣١٤٦ هكتارا والإنتاج المقدر 48.438 طنا وأن وزارة الزراعة تعمل على زيادة هذه المساحة نتيجة رفع سعر القطن.
• زيادة تكاليف الإنتاج..
بدوره بين المهندس رضوان حرصوني مدير الزراعة بحلب أن المساحة المخططة لزراعة القطن هذا العام وصلت إلى ١١ الفا و٣٢٢ هكتارا، فيما بلغت المساحة المرخصة نحو ألفان و٥٦١ هكتارا موزعة على خمس مناطق زراعية وحسب مصدر الري ضمن المناطق الآمنة في محافظة حلب.
وعن المساحة المزروعة لفت “حرصوني” أنها بلغت نحو ٣٧٤ هكتارا، بإنتاج متوقع ١٢٤٣ طنا من القطن المحبوب، أي ٣.٣ طن مردودية الهكتار الواحد، مؤكدا أن عدم تنفيذ الخطة بالشكل الأمثل مرده إلى ارتفاع مستلزمات الإنتاج وزيادة تكاليف إنتاج القطن.
وأكد “حرصوني” أن الحالة العامة للأراضي التي زرعت حتى الآن جيدة، حيث أجريت العمليات الزراعية من تعشيب، ري، تسميد ومكافحة وهي في طور تفتح جوزات القطن، كما أنه تم تقديم الإرشادات الزراعية المناسبة للمزارعين طول فترة الزراعة والتواصل مع الدوائر الزراعية المعنية بهذا الشأن.
• الاستعداد للاستلام..
بدوره أشار المهندس “عادل الخطيب” مدير عام المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان أن المؤسسة اتخذت كل الإجراءات اللازمة لتسويق كامل محصول القطن للموسم الحالي وأنهت الاستعدادات اللازمة لتسويق المحصول من كافة المحافظات، مشيرا إلى أن المركز في جبرين على أتم الاستعداد لاستلام القطن اعتباراً من اليوم.