لتقل إدارة جو بايدن العدوانية ما تشاء عن محاربتها المزعومة للإرهاب، وليتحدث مسؤولو خارجيتها كما تشتهي رياح أشرعة سفنهم الاستعمارية عن حرصهم على السوريين وحرياتهم، وليملؤوا الفضاء الإعلامي بكلّ هذا الكمّ الهائل من التصريحات المزيفة والأقوال الفارغة حول الحل السياسي في سورية، وليوزعوا ما يشاؤون من الوعود الخلبية لأدواتهم العميلة مثل قسد وغيرها، فخطواتهم على الأرض لا تشي إلا بدعم الإرهاب، واستعمال الأدوات الرخيصة ليوم معلوم ثم التخلي عنها ولفظها.
فمن يروّج لمحاربة الإرهاب ومطاردة عناصر تنظيم “داعش” المتطرف لا تقوم قواته الغازية لأراضي الجزيرة السورية على نقل دفعة جديدة من إرهابيي هذا التنظيم الإرهابي من سجون ميليشيا “قسد” الانفصالية إلى قاعدتهما غير الشرعية في الشدادي تمهيداً لاستثمارهم وارتكابهم للجرائم بحق السوريين.
ومن يدعي حرصه على السوريين ومستقبلهم لا تقوم قواته المحتلة بتدوير عناصر هذه التنظيمات المتطرفة وإعادة إنتاجها لاستثمارها من جديد، والإيعاز لها بارتكاب جرائم جديدة ضد السوريين، ونشر الفوضى الهدامة التي تخدم مخططات واشنطن والكيان الصهيوني الاستعمارية.
ومن يروج كلّ مرة أنه على وشك الانسحاب من الأراضي السورية، وأن هذه الخطوة ستكون التالية بعد الانسحاب من أفغانستان، لا يقوم بخرق كلّ القوانين والشرائع والأعراف الدولية ويعتدي على السيادة السورية، وتلقي طائراته بصواريخها وقنابلها فوق رؤوس الأبرياء، ولا يدعم الميليشيات الانفصالية، ويمدها بالسلاح والمال، ويبارك خطواتها المشبوهة.
من يدعي هذا وذاك لا يواصل حصاره للسوريين ويحاول تجويعهم وفرض سياساته وشروطه العدوانية عليهم، ولا يسرق ثرواتهم، ولا يحتلّ أرضهم، ولا يتخذها منطلقاً لتدريب الإرهابيين ونقلهم إلى مناطق شتى داخل سورية وخارجها لاستثمارهم هنا وهناك بما يخدم مخططاته الشريرة.
البقعة الساخنة -بقلم مدير التحرير أحمد حمادة