الثورة اون لاين – نهى علي
بدأت ملامح جديدة للاهتمامات الرسميّة، ببناء هادئ لمقومات اقتصاد المعرفة و تأهيل الكوادر الوطنية لتولّي الريادة في هذا القطاع الناشئ الذي لفحته الأزمة بشكل عميق و تسببت بنزيف حادّ للكوادر، إضافة إلى تجميد الخطط التي كانت قد أعدت له قبل العام 2011، بل والتسبب بفجوة تقنية هائلة بات ترميمها مطلباً إستراتيجياً ملحّاً تمليه ضرورات واستحقاقات تنموية على مختلف المستويات الاقتصادية وحتى الخدمية.
وشرعت وزارة الاتصالات والتقانة بجملة برامج منظمة هادفة لاستدراك الفجوة التقنية، تسير حالياً بشيء من البطء بسبب ظروف الحصار وضعف الموارد، إلّا أن تطبيقات سياسات إعداد الكوادر تسير بوتائر جيدة نسبيًا، فقد كشفت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، عن 22 مشروعاً ابتكارياً، يعمل عليها 78 مبتكراً من طلاب الجامعات السورية، الذين عرضوا ابتكاراتهم على اللجنة المختصة في الجمعية وتم قبولها ضمن حاضنات الابتكار.
ووفقاً لمصادر الجمعيّة، يستقبل برنامج العمل الريادي في حاضنات الابتكار، الشباب المبتكر لمدة تراوح 12 شهراً، يتم خلالها تقديم مختلف وسائل الدعم للمبتكرين لإنجاز مشروعاتهم التي تم تبني بعضها من دول أجنبية، بما أن الحاضنات وسيلة لتمكين الشباب المبتكر من إتمام مشروعه في بيئة عمل محفزة، حيث يستفيد من التوجيه الملائم، وتأمين المكان والبيئة المناسبة للعمل فضلا عن الأدوات.
وتقدّم الحاضنات احتضاناً فيزيائياً للطلبة أصحاب المشروعات المبتكرة، حيث تستقبل الحاضنات أصحاب المشروعات للإقامة في الأماكن المخصصة، مع تأمين كافة سبل العيش، حتى يتم إطلاق المشروع والاستفادة منه لصالح المبتكرين.
وأطلقت الجمعية مشروع الحاضنات في أربع محافظات، هي دمشق وحلب وحمص واللاذقية، وتستعد لتوسيعها في المحافظات الأخرى، لاستيعاب أكبر عدد من المبتكرين، وتسهيل وصولهم لمراكز الجمعية.
وتقدم الحاضنات للمبتكرين الشباب، فرصة عرض ابتكاراتهم وتسويقها، من خلال المشاركة في المعارض المتخصصة، وعرض المشروعات على الجهات الصناعية وغيرها لتبنيها، من خلال الترويج لها في مختلف المحافل العلمية والصناعية، فضلاً عن التأكد من سلامة الابتكار تقنياً، وعدم وجود خلل في التصميم أو التطبيق ما يزيد من مصداقية الابتكارات، ويرفع ثقة الراغبين بتبنيها بجودتها، ومطابقتها للمعايير، كونها تتم برعاية جهة معروفة، ما يعزز تبني الابتكارات الجديدة في الصناعات أو التطبيقات العصرية.
وتضيف المصادر..أن الجمعية تستهدف الابتكارات العصرية الجديدة، القابلة للتسويق والتطبيق الحقيقي على أرض الواقع، والتي تخدم شريحة معينة أو تحل مشكلة محددة، لتطبيقها في المجال الصناعي، أو الابتكارات الإلكترونية والذكاء الاصطناعي والتطبيقات التي تشكل حلولا لمشكلات، أو وسائل معرفية وخدمية جديدة، تقدم خبرات مبتكرة يستفيد منها عدد من الجمهور.
ويتوزع الطلبة على عدد من الابتكارات، حيث تعمل مجموعة من الطلبة على ابتكار محدد، خصوصاً أن بعض الابتكارات تحتاج خبرات متنوعة في المجالات التقنية، فضلاً عن التسويق والبرمجة وغيرها.
وتدعم الجمعية إضافة إلى الابتكارات، مشروعات التخرج النوعية لطلبة الهندسة المعلوماتية والإلكترونية، وذلك بتمويلها وتأمين مستلزماتها لتمكين الطلبة من تنفيذ مشروعاتهم، وألا تحد الإمكانات المادية من طموح الطلبة واتساع ابتكاراتهم..هذا وسيكون للبرنامج الجديد أفق واسع في عالم الابتكار، كونه مبني على فكرة مبتكرة أساساً وهي تراكمية الدعم.
وتدعم الجمعية عدد من المشروعات ضمن موازنة محددة في كل عام، وتكون بذلك قد حصلت على الأدوات المطلوبة التي تستعيدها بعد إنجاز المطلوب من المشروع، وبالتالي تتمكن من تحقيق تراكم في المعدات والأجهزة التقنية يمكنها الدعم ونسبته.
وكانت تقارير سابقة أشارت إلى أن الجمعية تمكنت من دعم ستة مشروعات العام الماضي، وتدعم 12 مشروعاً العام الجاري، ضمن الخطة التي اعتمدتها، فضلاً عن طبيعة المشروعات وتقييمها، لتلقي الدعم الملائم وفقاً لكل مشروع ومدى ملاءمته لمتطلبات الابتكار، وخدمته لشريحة من الجمهور، ودعم الحلول المبتكرة.
يذكر أن خطط الجمعية تتقاطع مع خطط وزارة التعليم العالي للتوسع في أعداد الطلاب الجدد المقبولين في كليات المعلوماتية في الجامعات السورية، من أجل استدراك النقص الكبير الحاصل في هذا القطاع على مستوى الكوادر.