الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
خمسة شهداء فلسطينيين ضحايا مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس وجنين، لتضاف إلى سلسلة الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال في سياق جرائم التطهير العرقي التي تمارسها حكومات العدو المتعاقبة في إطار حربها المفتوحة على الوجود الفلسطيني، حيث أدانت الأوساط الفلسطينية هذه المجزرة البشعة، داعية المجتمع الدولي إلى ضرورة محاسبي حكام العدو الصهيوني على ارتكابهم هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
الرئاسة الفلسطينية اعتبرت في بيان لها أن هذه الجرائم امتداد لمسلسل الانتهاكات والإعدامات الميدانية المتواصلة بحق أبناء شعبنا، مؤكدة أن استمرار هذه السـياسة، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع وإلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وحملت الرئاسة الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية المباشرة عن هذا التصعيد وتداعياته، مطالبة المجتمع الدولي، بمغادرة مربع الصمت على عمليات الإعدام المباشرة التي ينفذها الاحتلال بحق أبناء شعبنا، إلى مربع الفعل واتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
من جهتها قالت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان مماثل إن المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق خمسة مواطنين في محافظتي القدس وجنين تصعيد متعمد، بهدف خلط الأوراق والأولويات، بما يخدم أجندة “إسرائيل” الاستعمارية، معتبرة أن هذه المجزرة ترتقي إلى مستوى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، كجزء لا يتجزأ من جريمة التطهير العرقي التي تمارسها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة في إطار حربها المفتوحة على الوجود الفلسطيني.
وأشارت الوزارة إلى أن هذه الجريمة هي ترجمة للمواقف والتصريحات التي يطلقها علنا المسؤولون الإسرائيليون لنشر ثقافة الكراهية والعنصرية والاحتلال ومعاداة الشعب الفلسطيني والتنكر لحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، وطالبت محكمة الجنائية الدولية بسرعة البت بتحقيقاتها بجرائم الاحتلال، وصولا لمحاسبة ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.
بدوره قال المجلس الوطني الفلسطيني: إن هذه الجريمة جاءت نتيجة مباشرة لعدم معاقبة مجرمي الحرب في الكيان القائم بالاحتلال وقادته من مدنيين وعسكريين وأمنيين، وجماعات المستوطنين، بحسب اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 والبروتوكولين الملحقين بها، داعيا إلى ملاحقة مجرمي الحرب في حكومة الاحتلال ومعاقبتهم على جرائمهم.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت عن استشهاد ثلاثة مواطنين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت عنان، شمال غرب القدس، والشهداء الثلاثة، هم: أحمد زهران، ومحمود حميدان، وزكريا بدوان، وجميعهم من بلدة بدو، شمال غرب القدس المحتلة، بعدما حاصرت قوات الاحتلال غرفة زراعية بمنطقة خلة العين في بلدة بيت عنان، وأطلقت النار والقذائف باتجاهها.
وأفادت وكالة وفا نقلا عن شهود عيان قولهم أن دوي انفجار ضخم سمع في محيط منطقة خلة العين، وأشاروا إلى أن طائرات مسيرة حلقت في أجواء قرى شمال غرب القدس.
وقد عم الإضراب الشامل قرية بدو وأغلقت المحال التجارية أبوابها بشكل كامل، وتجمع العشرات من أبناء بلدات وقرى شمال غرب القدس، أمام منازل الشهداء الثلاثة، الذين لا تزال قوات الاحتلال تحتجز جثامينهم.
كما استشهد الأسير المحرر أسامة ياسر صبح (22 عاما)، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وشاب آخر، ما زال مجهول الهوية، وأصيب أربعة آخرون، خلال مواجهات في بلدة برقين غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
وذكرت وكالة وفا نقلا عن مصادر أمنية قولها أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة برقين، وداهمت منزل المواطن محمد الزرعيني، وفتشته وعبثت بمحتوياته، قبل أن تعتدي عليه بالضرب وتعتقله، مشيرة إلى أن مواجهات عنيفة اندلعت في البلدة بين الشبان وقوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي باتجاههم، ما أدى إلى إصابة أربعة منهم.
وفي وقت لاحق، أعلن مستشفى ابن سينا في جنين، عن استشهاد الشاب صبح، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال في بلدة برقين، كما أعلن محافظ جنين أكرم الرجوب عن استشهاد شاب آخر في بلدة برقين، مجهول الهوية، وما زال جثمانه محتجزا لدى قوات الاحتلال.
وفي قرية كفر دان، أصابت قوات الاحتلال شابا بالرصاص الحي، واعتقلت الشاب أحمد عدنان عابد، خلال مواجهات أعقبت اقتحام القرية، كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية جنوب جنين، واعتقلت الشاب علاء أحمد عبد القادر أبو الرب، بعد أن داهمت منزله وفتشته.
وشيعت جماهير جنين، جثمان الشهيد أسامة صبح، من أمام مستشفى ابن سينا، إلى مسقط رأسه بلدة برقين، ورددوا الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا.
في الأثناء اقتحم 651 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية من شرطة الاحتلال.
وأفادت “الأوقاف الإسلامية” في القدس المحتلة، بأن المستوطنين المقتحمين أدوا طقوسا تلمودية في باحات المسجد الأقصى، فيما أبعدت شرطة الاحتلال المصلين من مسارات المستوطنين لتسهيل عملية الاقتحام.
وقد شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية في محيط الحرم الإبراهيمي، لتأمين اقتحام المستوطنين، ونصبت الحواجز العسكرية على المفارق والمداخل المؤدية للحرم، وأعاقت حركة المواطنين ووصولهم إليه.