الثورة أون لاين _ حمص- رفاه الدروبي:
فيلم الرحلة 17 أول فيلم يعكس نتفاً من الأحداث الحقيقية للحرب السورية حيث سجّل أحداث مرحلة في ظلِّ ظروف صعبة لمدة ساعة واحدة أعدَّه وأخرجه علي إسماعيل الماغوط. سيناريو وحوار حسن مصطفى تمّ تصويره في ستة أيام ويعد الفيلم الروائي الأول للمخرج من إنتاج المؤسسة العامة للسينما.
عرض على مسرح قصر الثقافة بحمص بحضور مخرج العمل وعدد من الممثلين والشخصيات الحقيقية من ضباط الجيش العربي السوري في حصار عام 2014 بمحافظة الرقة.
العمل يجسَّد واقعاً أليماً عاشه جنودٌ سوريون واجهوا فيه الجوع والعطش والبعد عن الأهل يعتصر قلوبهم والفيلم يقدّم حالة توثيقية لكتيبة الحرب الالكترونية للفرقة 17 والتعاون لكسر حصارهم فيما تعمد الماغوط الدخول لأعماق الحالة الإنسانية بأسلوب إخراجي جديد “ديكو دراما” والانتقال من حالة تمثيلية إلى أخرى توثيقية من خلال ظهور الأشخاص الحقيقيين مع تدرج وقائع مشاهد الفيلم لتأكيد ما جرى وفق نمط سينمائي لم يستخدم من قبل في الأفلام السورية الروائية كي يعكس جوانب من رحى الحرب الأليمة إضافة إلى عرض رحلة المغامرة لإنقاذ ضباط مصابين بمساعدة أبناء الرقة.
أتت حركة الكاميرا بسيطة تسلط الضوء على شخصيات العمل بشكل عادي دون أن يستخدم المخرج تقنيات جذابة سوى ملاحقة شخصيات الحدث بتأنٍ روائي يتخلله خيالهم وفق منولوج داخلي يحاكي الواقع بحركة كاميرا تسير مع الأحداث وكأنها شخص عادي يروي ويشارك الحدث وظروف إضاءة خافتة أو معدومة في ظل ليل دامس بملابس ومؤثرات صوتية تناسب الحدث بينما الشخصيات الحقيقية تروي حكاية درامية مأساوية لتتحول إلى راوٍ لأحداث بدلاً من الكاتب ويكونون شهود عيان يطلقون التنهدات وأنيناً يرافقه آهات وجع لأمل شفيف يلوح بالأفق تكون خاتمة الفيلم ويتبعه موجة من التصفيق مع عبارات قاسية اللفظ رددتها شخصيات العمل “هل تسمع الأنين والوجع لا ماء ولا دواء ولا أطباء ومخدر المريض يكون بالعض على قطعة قماش للتخفيف من الأنين والوجع” ومع مرور أحداث الفيلم يلجأ المخرج لإلهاء المشاهد والتخفيف من وقع الأحداث الصعبة بمنولوج داخلي وأحدهم يرقص الباليه برفقة فتاته بينما الجرحى الثلاثة عائدون بعد إنقاذهم يحلمون أنَّهم بين الأهل والأولاد.
الشخصيات الحقيقية متمثلة بالمقدمين شادي أحمد ومحمد حمود أبو يعقوب وأكّدا أنّ الفيلم عكس الأحداث الحقيقية ووثقها وأوصلها للجمهور بصورة رائعة بسبب الضغوط والفترة القصيرة لتصوير الفيلم لم نكن نتوقع أن يكون بالشكل الحالي وأظهر حقيقة القصة لما حدث معهما لافتين أنّ المخرج والممثلين أبدعوا في تصوير شخصيات الواقع وروح العمل حيث رافقوهما في كافة مراحل إنجازه.
المخرج الماغوط تحدث أنَّ الفيلم يعتبر تجربته الروائية الطويلة الأولى وقد عكس حالة توثيقية وإنسانية واقعية مبيناً أنّه استطاع من خلال الفيلم الدخول إلى مكنونات الشخصيات وحالتهم الحسيّة والخروج من الإطار التقليدي للأفلام الحربية واللجوء إلى أماكن السريالية من خلال الجندي الفنان الراقص وسرح بخياله فتم إسقاط مشاهد على لوحات عالمية كلوحة العشاء الأخير دلالة على الولادة الجديدة لهم وتتزامن العروض مع المحافظات الأخرى.
الفنان وضاح حلوم أشار أنّ الفيلم يقتنص زاوية من معاناة حصار عاشتها شخصيات حقيقية من ضباط الجيش العربي السوري في الرقة بأحداث مكثفة.
الفنان طارق نخلة لفت أنَّ أعضاء الفريق حضّروا للعمل مدة سنة ونصف وبدؤوا بروفات طاولة مع المخرج قبل شهر و أردف نخلة أنه حاول تخفيف وزنه قبل العمل وإطالة شعر رأسه ولحيته دون اللجوء إلى وسائل مكياج متبعاً دورات قتال قريب ليكون الفيلم متقناً أثناء أحداثه، وكان من المقرر تصوير مجرياته بمدة نصف شهر تم اقتصارها إلى ستة أيام بسبب جائحة كورونا وامتدت ساعات التصوير إلى مدة أطول.