يقوم عالمنا الحالي كله تقريباً على الرياضيات، ووسط هذا العالم توجد فسحات من الوقت يستغلها كلّ في مجاله واختصاصه وهواياته، لكن كم هي نسبة من يعطون للرياضة فرصة في حياتهم، ويمارسونها بشكل يومي ولا يكتفون بالتفرج عليها كوسيلة ترفيه؟.
فكرة الإنسان الرياضي قديمة جداً ترجع للعصر الفرعوني والبابلي وربما أقدم من ذلك، حتى وصلنا إلى زمن يعد فيه كل نشاط جسدي رياضة، فالسباحة رياضة والمشي والجري وحتى الرقص، وبهذا تحولت الرياضة إلى ظاهرة ثم إلى سلوك منتظم في المجتمعات المتطورة، لكنها للأسف لم تتحول إلى سلوك منتظم عندنا، قد تكون ظاهرة عندنا خاصة لدى المراهقين الذين يودون الحصول على أجسام قوية ورشيقة، لكنها لدى الراشدين مجرد حلم مضى مارسوه ولم ينجحوا فيه.
محلياً نقول إننا متأخرون بفارق هائل عن العالم المتطور في مفهوم الرياضة، فأنت لا ترى هنا إلا في النادر من يركض في المساحات المفتوحة والفسيحة مساءً أو صباحاً! وهذه الرياضة مجانية يمكن ممارستها باي شكل!! فالرياضة حياة، وهناك مئات الأنواع منها ويمكنك أن تختار النوع الذي يناسبك، ولكن كيف لأطفالنا أن يجعلوا الرياضة سلوكاً؟ وحصة الرياضة في المدرسة وهمية لا قيمة لها يقضيها كفسحة في باحة المدرسة، وكيف لشاب أن يمارس رياضة منتظمة وهي لا توجد في منهاجه أصلاً؟! بينما طلاب الجامعات في الدول المتقدمة يحصلون على منح للدراسة في أرقى الجامعات بسبب سلوكهم الرياضي وتفوقهم الرياضي، وعندنا يُطلب من الشاب في الجامعة أن يكون كلّ شيء عدا أن يكون رياضياً؟ وعندنا لا دوريات خاصة بالجامعات والمدارس بشكل منتظم ومتفوق.
نعيد التذكير بالقول إن الرياضة هي الأقل تكلفة، والأكثر فائدة، فهي تعلم الأخلاق، والانضباط، والقوة، وتمنح الذين يمارسونها ترفيهاً ممزوجاً بكلّ الفائدة البدنية والفكرية والنفسية.
ما بين السطور -سومر حنيش