الثورة أون لاين – حلب – جهاد اصطيف :
احتفل اليوم في متحف حلب الوطني بإزاحة الستار عن تمثال ” عين التل” بعد إعادة ترميمه بالكامل من قبل البعثة الإيطالية.
” الثورة أون لاين ” وعلى هامش الاحتفالية التقت مدير عام المديرية العامة للآثار والمتاحف نظير عوض والذي أكد أن متحف حلب الوطني يعد من أجمل وأهم المتاحف على مستوى العالم، وكذلك على المستوى المحلي لما يحتويه من تحف فنية مهمة جدا تعود لأغلب المواقع والتلال الأثرية أو الممالك المهمة في سورية.
وأضاف عوض أن مناسبة إزاحة الستار اليوم عن تمثال ” عين التل” إنما يذكرنا بيوم إعادة افتتاح متحف حلب الوطني قبل عامين بعد توقف العمل فيه لفترة طويلة نتيجة الحرب الظالمة التي شنت علينا، وذلك بجهود الأصدقاء والعاملين في المديرية العامة ووزارة الثقافة رغم التحديات الكبيرة التي لها علاقة بالعرض وسواها وبحضور نخبة من كبار العلماء والخبراء أمثال البروفيسور باولو ماتيه واستيفاني ماتسوني والبرفيسورة مارينا بوتشي من جامعة فلورنسا.
ولفت عوض إلى أن مناسبة اليوم تتمثل بقيام مجموعة من الخبراء من جامعة فلورنسا بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف وخبرات من حلب بترميم واحد من أهم القطع الفنية الأثرية المكتشفة وهو تمثال آرامي يعتقد أنه لأحد ملوك حلب بتلك الفترة التي لعبت دورا مهما وكبيرا في العالم الآرامي مع مدينة دمشق، منوها برمزية إزاحة الستار عن التمثال، خاصة بحضور الأصدقاء الطليان الذين لم ينقطعوا عن دعم المديرية العامة للآثار والمتاحف طيلة فترة الحرب وقدموا لها العون بكافة أشكاله، كما زاروا أغلب النشاطات التي تم تنظيمها خلال السنوات الماضية، والأهم أنهم لعبوا دورا مهما في أوروبا من خلال إقامة العديد من النشاطات التي نبهت العالم إلى حقيقة ما يحدث في سورية من تعد إرهابي همجي على الآثار السورية التي تعتبر كما قلنا من أهم الآثار في العالم والتي لديها ” ٦ ” مواقع مسجلة على لائحة التراث العالمي.
البرفيسورة ماريا بوتشي المختصة بالآثار القديمة من جامعة فلورنسا قالت : إن الغاية من احتفالية اليوم في متحف حلب الوطني هي إزاحة الستار عن تمثال ” عين التل” الذي يعود للألف الأول قبل الميلاد، مشيرة إلى أن فريقها جاء إلى سورية قبل شهر تقريبا وإلى حلب قبل أسبوعين لتوثيق التمثال الذي تضرر في العام ٢٠١٥ وانكسر إلى ثلاثة أجزاء ، حيث تم ترميمه بالكامل على أن يعرض في بهو متحف حلب الوطني.
وعبرت بوتشي التي تعمل في سورية منذ العام ١٩٨٦ وفي حلب تحديدا عن سعادتها وفريق العمل لما تم إنجازه اليوم المتمثل بترميم أهم قطعة فنية بحلب، وتمنت أن يكون هناك مشاريع مستقبلية أخرى مع الجانب السوري وأن تعود الفرق الأثرية إلى سورية ليستمروا في عملهم بكافة المواقع الأثرية.
بدوره أحمد عثمان أمين متحف حلب الوطني وأمين متحف الشرق القديم أوضح أن تمثال ” عين التل” هو من أهم التماثيل المعروضة في المتحف ويعود لأحد ملوك حلب، حيث كان معروضا في الحديقة الداخلية بالمتحف وبعد تعرضه للضرر نتيجة قذيفة غادرة قمنا بحمايته بكافة السبل وبمبادرة من الجانب الإيطالي قام بتمويل وترميم هذه القطعة الأثرية تمهيدا لعرضها في بهو متحف حلب الوطني.
تصوير: خالد صابوني