“الزراعة الرأسية” لنظام غذائي متوازن.. توفر الماء والمساحات وتضاعف الإنتاج

الثورة أون لاين – تحقيق – حسين صقر:

لكونها صديقة للبيئة، يمكن استخدامها لزراعة الكثير من النباتات باستخدام نظام غذائي متوازن بشكل علمي، تعد وسطاً حاملاً للمواد المغذية وحافظاً للماء، وتزرع دون تربة، كما وتساعد على التخلص من المشكلات الخاصة بقلة خصوبة التربة وعدم ملاءمتها لنمو النبات والظروف المناخية القاسية وقلة الموارد المائية، وغيرها من المشاكل التي تواجه الزراعة العادية، هذا النوع من الزراعة يسمى الزراعة العمودية أو الرأسية.

 *تجربة ناجحة..

المزارع “يعقوب سلمان” الذي طبق هذا النوع من الزراعة قال عن هذه التجربة: اتبعت نوع زراعة ما يسمى “رفع المهاد” وهي الزراعة التي تتم عن طريق طمر النباتات لارتفاع المتر وذلك لكي يعطي مساحة لتفرع الجذور حيث يزيد الإنتاج وهي خاصة بالنباتات التي تعطي جذورها درنات مثل البطاطا.
وقال: يغمر المجموع الجذري للنباتات في محاليل سائلة تحتوي على العناصر الغذائية الكبرى الآزوت، الفوسفور، البوتاسيوم، الكبريت، الكالسيوم والمغنزيوم، وكذلك العناصر المغذية الصغرى الحديد، الكلور، المنغنيز، البورون، الزنك والنحاس بالإضافة إلى استخدام الوسائط الخاملة مثل الحصى والصوف الصخري كبديل للتربة لتوفير الدعم للجذور.
وأوضح أنه أظهرت عدة دراسات بأن الزراعة المائية مقارنة بزراعة التقليدية يمكن أن تزيد الغلة في وحدة المساحة المزروعة بالخس بنحو 11 ضعفاً وتستهلك كمية من المياه أقل بـ 13 مرة من الكمية المستهلكة في الزراعة التقليدية كما أنها زادت إنتاجية بذار البطاطا لأكثر من 40 درنة بدلاً من 10 درنات في النبات الواحد ونظراً لهذه المزايا فإن الزراعة المائية تعتبر النظام الزراعي السائد المستخدم في الزراعة الرأسية.

*زراعة الفريز..
فيما يخص زراعة الفريز قال: اعتمدت هذه الطريقة على وجود 12 حوضا في البيت المحمي وكل حوض يحتوي على 24 عمودا وكل عمود يحتوي على 8 قوارير فلينية للزراعة (تحوي كل قارورة على 4 شتلات) والقوارير البيضاء ترتكز على قارورة سوداء من البلاستيك حيث يمر خلال القوارير أنبوب لتصريف الماء الزائد إلى أنبوب الصرف الرئيسي المتصل بالخزان.
قبل البدء بعملية الزراعة يتم تقصير الجذور إلى حوالي 5 سم ومن ثم اختيار الأفضل وتزرع والتربة الأنسب لها هي التربة الرملية الطينية وتكون نسبة حموضة التربة (PH=5.5-7).
عملية الري والتسميد: هناك خزانات للمياه وكل خزان يحتوي على 2500 ليتر، يعمل نظام الري أوتوماتيكيا بمعدل 12 دقيقة يومياً، تبدأ عملية التسميد بعد أسبوعين من زراعة الشتلات حيث يتم استخدام طريقة الري بالتسميد وهي عملية تمرير الأسمدة المذابة مسبقاً في خزان المياه أثناء الري على جميع النباتات ويتم وضع الأسمدة كل ثلاثة أيام.

*بيئة معزولة..

“الثورة” تواصلت مع الباحثة والمهندسة الزراعية “مارلين القبيلي” والتي تحدثت عن هذا النوع من الزراعة، حيث أكدت أنها أحد نظم الزراعة المحمية المتقدمة حيث تزرع النباتات تحت أعلى درجات الحماية في بيئة معزولة عن البيئة الطبيعية وفيما ذلك التربة حيث لا تزرع النباتات في تربة أو أرض زراعية مفتوحة في الهواء وإنما تزرع في طبقات مكدسة فوق بعضها البعض في هياكل معينة مثل ناطحات السحاب أو مستودعات معد استخدامها كما تستخدم الإضاءة الصناعية كبديل عن الإضاءة الطبيعية.

*تقنيات حديثة..
وأضافت تستخدم في الزراعة العمودية التقنيات والأساليب الحديثة للزراعة مثل تقنيات التحكم في الضوء والرطوبة ودرجة الحرارة والتسميد..إلخ، كما وتستخدم بعض المزارع العمودية تقنيات زيادة ضوء الشمس الطبيعي بواسطة العاكسات المعدنية، وأسلوب الزراعة بدون تربة مثل الزراعة المائية، وكل التقنيات والأساليب الزراعية التي من شأنها تحسين نمو النباتات.

36.jpg

*مضاعفة الإنتاج..
وأوضحت القبيلي أن الهدف من الزراعة الرأسية هو مضاعفة الإنتاج في وحدة المساحة لتحقيق أعلى عائد ممكن، مشيرة أن المحاصيل فيها لا تتأثر بالظروف البيئية المتقلبة لذلك لا يوجد خسائر فيها.
وأضافت أن من إيجابياتها زيادة كمية الإنتاج، وتقليل الإصابة بالحشرات والأمراض، بالإضافة لانعدام الحاجة للمعدات الزراعية، وترشيد استهلاك مياه الري والأسمدة، توقير العمالة والجهد وإنتاج محاصيل في غير موسمها ما يؤدي لتوفرها على مدار العام، كما تمنع نمو الأعشاب التي بدورها تنافس النباتات على امتصاص المواد الغذائية، وزيادة انتاج المحاصيل العضوية بما أنه يتم إنتاجها في بيئة داخلية جيدة التحكم دون استخدام مبيدات كيميائية.

*صديقة البيئة..
ونوهت الباحثة الزراعية أن تلك الزراعة آمنة وصديقة للبيئة، ومن أنواعها الجدارية وهي خاصة بالنباتات الزاحفة والمتسلقة، وزراعة رفع المهاد: وهي الزراعة التي تتم عن طريق طمر النباتات لارتفاع المتر، بالإضافة لتفاصيل أخرى، بالإضافة للطابقية والجدارية، وقالت إن من تطبيقاتها الزراعة المائية.

*مشاريع نفذت..
ونوهت “القبيلي” أن ثمة واقعاً لتطبيق تقنيات الزراعة الرأسية في سورية
حيث توجد عدة مشاريع في الساحل نفذت في عدة مناطق بانياس- القرداحة، كما تم تنفيذ مشاريع تخرج لعدد من طلاب كلية الهندسة الزراعية في جامعة تشرين في مجال الزراعة المائية، بالإضافة لافتتاح منشأة للزراعة العمودية في مدينة حلب بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والتي قد تحقق خطوة جيدة لتشجيع هذه الزراعة في سورية.

*أوساط بديلة..
وفي هذا السياق قال المهندس “ظهير يوسف صالح”المدير الفني في شركة الراوند لصناعة الأسمدة و خبير الزراعة في الأوساط البديلة: قمت بتطبيق التجربة وهي أحد نماذج الزراعة خارج التربة أو الاستثمار في الأوساط البديلة.
وأوضح مع أن هذه الزراعة ليست النموذج الأفضل، لكنها جيدة، وأنظمتها ليست متوافرة في سورية وجاهزة كباقي دول العالم، ولكن نسعى لمحاولة تجهيزها، وقريباً سوف يكون هناك شركة خاصة لإنتاج تلك الأنظمة دون تربة، وأضاف صالح أن أحد الأنظمة المعتمدة فيها الزراعة العمودية، وتستخدم فيها أنابيب الصرف الصحي بقطر ثمانية و10 إنشات، حيث يتم ترتيبها لإرواء الشتلات، ثم تجهيز الوسط البديل لتجميع الماء الزائد والمغذي، ثم ملء الأنابيب في الوسط البديل بعد وضعها بشكل عمودي، والذي يمكن أن يكون رملاً أو حصى أو الخفاف الأسود أو أحد الفلزات المستخدمة، وهناك البرليت وهو أفضل المواد وأغلاها ثمناً.
وأشار صالح: وهكذا تتم الزراعة في الثقوب المحدثة والسقاية من أعلى الحوض الذي يرتفع بحدود واحد ونص حتى 1.80 سنتيمتر في محلول مغذ متكامل يحتوي على جميع ما يحتاجه النبات من عناصر يبلغ عددها نحو 13 عنصراً غذائياً.

35.jpg

*استغلال للمساحات الضيقة..
وقال “صالح”: هناك أيضا أحواض إسمنتية لزراعة البندورة تُملأ بنفس الأوساط، موضحاً أنه من فوائد الزراعة في الأوساط البديلة استغلال المساحات الضيقة مثل شُرف المنازل والأسقف والمناطق قليلة الخصوبة أو التي تعاني من مشكلات في التربة، إضافة إلى ذلك تقلل من نسبة استهلاك الماء والأسمدة، حيث يمتص النبات جميع عناصر التغذية أو يعود الماء إلى الخزان في نهاية الحوض، وأشار يجب التمييز بين السماد والمبيد، فالأول للتغذية، والثاني لمكافحة الحشرات.

*لا أثر سلبيا لها ..
وهناك من يربط بينهم على أنها مواد كيماوية، حيث في الحقيقة كلها مواد كيميائية، لكن هناك منها الضار والنافع، فالنبات يمتص المعادن المشتركة مع الإنسان، ولا يوجد أي أثر سلبي لها، وهو ما يجب أن نذكره في أي منشور أو مقال.
وقال: إن المبدأ الأول للتغذية النباتية أن النبات يعمل على تعويض نقص المعادن و الماء والأملاح، وطالما يمتص الماء فهو لا يحتاج إلى امتصاص أي مادة عضوية أخرى على الإطلاق، بل يصنع المواد العضوية التي يحتاجها، و هي المواد الموجودة نفسها في التربة والتي نستخدمها في التغذية.

آخر الأخبار
الشعار يبحث تحديات غرفة تجارة وصناعة إدلب شراكة لا إدارة تقليدية.. "الإسكان العسكرية" تتغير! حمص.. 166 عملية في مستشفى العيون الجراحي أسواق حلب.. معاناة نتيجة الظروف المعيشية الصعبة مهارات التواصل.. بين التعلم والأخلاق "تربية حلب": 42 ألف طالب وطالبة في انطلاق تصفيات "تحدي القراءة العربية" درعا.. رؤى فنية لتحسين البنية التحتية للكهرباء طرطوس.. الاطلاع على واقع مياه الشرب بمدينة بانياس وريفها "الصحة": دعم الولادات الطبيعية والحد من العمليات القيصرية المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات