الثورة أون لاين:
عندما جف معجون الحناء الداكن على رأسها ورقبتها، قامت روندا بارتو بتحريك ذراعيها في الهواء كما لو كانت تستخدم سيفاً عظيماً… نظرت “بارتو” لنفسها في المرآة وجدت نفسها تشبه المحاربين القدماء بخوذتها من الحناء ذات تصميم أشجار كرمة متدخلة ونقوش متقاطعة وكأنها ترتدي “خوذة زرد” التي كان يرتديها فرسان العصور الوسطى.نظرت بارتو لتاجها “من الحناء” بإعجاب وقالت لنفسها..”الآن أنا أميرة محاربة”، “أنا مستعدة لخوض معركة محاربة السرطان مرتدية خوذتي”.كانت السيدة البالغة من العمر 57 عاماً، المصابة بسرطان الثدي، قد جلست بصبر لأكثر من أربع ساعات، حيث تركت رأسها العارية من الشعر لأنامل لين هيثرنجتون بيكر تضع عليها تصاميم الحناء المعقدة ليكسوها تاجاً رائعاً من الحناء شاهدته بارتو كأنه خوذة زرد المحاربين القدماء والتي ستستعين بها فى معركتها لمحاربة السرطان، كانت بارتو متعبة بنهاية العملية، إلا أنها شعرت بالسعادة.
حيث أُصيبت بارتو بسرطان الثدي وبدأت العلاج الكيميائي منذ فترة قريبة، واضطررت لحلق رأسها عندما بدأ شعرها يتساقط، فأصبحت ترتدي القبعات والأوشحة أو تضع شعراً مستعاراً، والآن تاج الحناء، وبارتو هي واحدة من عدة نساء صنعت لهن بيكر تيجان الحناء.
حيث تقوم لين هيذرينجتون بيكر بتصميم ورسم تيجان الحناء على فروة رأس النساء اللاتي فقدن شعرهن بسبب العلاج الكيميائي… مجاناً، حيث كانت أول امرأة محاربة سرطان رسمتها بيكر حاملاً، فصممت لها أيضاً تصميماً رائعاً بالحناء على بطنها يتماشى مع تاجها الحناء. و.تستخدم بيكر زخارف الدانتيل المتداخلة، الأزهار، الكيرليكس لاسي، الدوائر وتقاطعاتها فى تصميمات تيجان الحناء، والتي تلقى إعجاباً كبيراً وإقبالاً لافتاً من محاربات السرطان وعائلاتهن..
وتستخدم بيكر الحناء تحديداً، لأنها مادة طبيعية ليس لها تأثير الصبغات الكميائية وتأثيراتها الضارة، خاصة في وضع صحي شديد الحساسية كوضع محاربات السرطان.تؤكد بيكر ، 39 سنة،عبر صفحتها الرسمية على إنستجرام أن ما تفعله شيء رائع، فهو يرفع الروح المعنوية بشدة لمحاربات السرطان ويرسل لهن رسائل ذهنية إيجابية مذهلة بالجمال وحب الحياة والطبيعة والأمل فى المستقبل.
لين هيثرنجتون بيكر فنانة فطرية لم تدرس الفن، انتقلت إلى كولومبوس من كليفلاند بولاية أوهايو بعدما مرت بطلاق صعب وأصبحت أماً وحيدة لثلاثة أطفال. فكانت بحاجة إلى الحصول على دخل إضافي لتغطية نفقاتهم. فحولت منزلها لحضانة خلال النهار، وأصبحت تكسب دخلاً إضافياً من رسومات الحيوانات الأليفة، ثم قامت بالرسم على الوجوه على أساس تطوعي للكنائس والمدارس، ثم بدأت تجربتها للرسم على أجساد عارضات الأزياء ومانيكانات الإعلانات، وبعض السيدات طالبنها برسم الحناء على بطونهن ما قبل الولادة كصرعة منتشرة بين الأمهات الشابات.. ثم بدأت بيكر قصتها مع رسم تيجان الحناء بعد أن أعطاها أحد الأصدقاء مقالاً عن آخرين يقومون بعمل مماثل، وعندما التقت محاربات السرطان أعجبت بهن فهن “جميعهن نساء قويات ومذهلات بشكل لا يصدق”، ورسم تيجان الحناء يجعلها تشعر وكأنها جزء من تجربتهن فى محاربة المرض”.تقول بيكر “اكتشفت أنه بعد فقدان شعرهن، ترتدي الكثير من النساء وشاحاً أو شعراً مستعاراً لتغطية رؤوسهن، وتاج الحناء يجعلهن سعداء، هن يبدين في غاية الجمال”. “أنا فخورة جداً بأنني جزء من رحلة هؤلاء النساء وأن أمنحهن تلك الابتسامة الجميلة والمزيد من الثقة”.
وعن أكثر الرسومات التي تطلبها محاربات السرطان تقول بيكر: “معظمهن يطلبن تصميمات تقليدية تشبه الدانتيل والأزهار المتداخلة ورسومات فرس البحر على الظهر، ومؤخراً طلبت إحداهن تصميم طائر طنان”.
تقدم بيكر تيجان الحناء المجانية للنساء اللواتي فقدن شعرهن أثناء العلاج الكيميائي، حيث أعلنت عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي:
“إذا كنت في منطقة كولومبوس وكنت أنت أو أي شخص تعرفه مريضاً بالعلاج الكيميائي وترغب في الحصول على تاج حنة مجاني، فيرجى الاتصال بي. هذه خدمة مجانية أقدمها للمساعدة في جعل يومك أكثر إشراقاً”.
![](https://thawra.sy/wp-content/uploads/2022/02/photo_٢٠٢٢-٠٢-٢٥_٢١-٥١-٢٣-150x150.jpg)