الثورة أون لاين – تحقيق – فؤاد العجيلي – جهاد اصطيف:
اليوم يحتفل “نفق المشاة في حي السريان بحلب” بمرور 19 عاماً على إنشائه وما زال مغلقاً أمام حركة المشاة، وللنفق شجون وشؤون وقصص وحكايا ومعاناة تطرقت إليها صحيفة الثورة بتاريخ / 4 / أيار / 2020 ضمن تحقيق بعنوان “نفق المشاة في حي السريان بحلب.. دشنوه منذ 18 عاماً وتركوه بلا مشاة ومحلاته عرضة للفساد” وحتى الآن لم يتحرك أي ساكن اللهم إلا كذر الرماد في العيون وإجراءات على عينك يا تاجر.
*دشنوه و”دشروه”..
من المعروف أن النفق أنشئ لتخديم المشاة بشكل عام وطلاب المدارس بتلك المنطقة بشكل خاص، ولدى توجهنا إلى المكان قبل أيام أول ما لاحظنا وجود تراكم من القمامة وكأنها لم ترحل منذ مدة طويلة، فضلاً عن أن أبواب النفق كانت أيضاً مغلقة أمام حركة المشاة في الاتجاهين، والأنكى من ذلك تجد وكأن المكان أصبح حماماً ” دورات مياه “
للعموم لقضاء الحاجة ومن السهل جداً رصد مثل هذه الحالات لأنها ربما تتكرر أمام ناظريك في أي لحظة، وهنا رب سائل يسأل، لماذا إذاً بني هذا النفق وتم تدشينه منذ 19 عاماً ولم يستفد منه أحد حتى الآن – بحسب لوحة التدشين – بتاريخ / 5 / تشرين الأول / 2002، وحتى الآن لم يوظف للغاية التي أنشئ من أجلها.
*معاناة الأهالي والمارة..
أحد أولياء التلاميذ الذين التقيناهم قرب النفق قال: أضطر كل يوم أن أترك عملي كي أوصل ولدي إلى المدرسة، فلا يمكن تركه يأتي وحيداً لأن في ذلك خطراً عليه خوفاً من السيارات – ذهاباً وإياباً – وقد مللنا من هذه المسألة ونريد حلاً جذرياً لها.
فيما عبرت إحدى الأمهات عن صعوبة المجيء كل يوم دوام ونترك المنزل كي نوصل أبناءنا للمدرسة على حساب وقتنا وأعمالنا، وفي النهاية لا بد من إيجاد حل نهائي كون النفق موجود ولا يحتاج إلا للتنظيف والعناية بين الحين والآخر.
أحد المسنين من المارة قال: أنا أعاني كثيراً لأنني يومياً أحتاج قطع الشارع بالاتجاهين كون طبيعة عملي تفرض علي ذلك، ومنذ سنوات نطالب بضرورة فتح النفق أمام المشاة والطلبة لما يشكل ذلك من طمأنينة سواء للأهالي أم للطلبة والمارة بشكل عام، نأمل أن يبقى النفق مفتوحاً على الدوام حرصاً على سلامة الجميع.
* مجلس المدينة يرمي الكرة..
وللاستفسار حول هذا الموضوع التقت ” الثورة أون لاين رئيس شعبة الإيجار في مديرية الأملاك بمجلس مدينة حلب” نوار شريح الذي عقب على موضوع النفق بالقول: بداية تقوم شعبة النظافة بمجلس مدينة حلب بتنظيف النفق من الطرفين كلما اقتضت الضرورة وبين الحين والآخر وتم مخاطبة شعبة الإنارة في مجلس مدينة حلب لتزويد النفق بالطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة الشمسية وهذا الأمر يتابع على أن ينجز بأقرب وقت كي يبقى النفق مناراً باستمرار.
وأضاف شريح أن مفاتيح النفق هي الآن موجودة لدى معاون مدير مدرسة مازن دباغ بغية تسهيل مرور الطلاب عبر النفق بالاتجاهين وحرصاً على سلامتهم وهذا ما نحرص عليه جميعاً، حيث تم التأكيد على مستثمر النفق الذي تمت مخاطبته بضرورة التقيد ببنود العقد الموقع معه خاصة بالنسبة لمرور الطلبة والمارة بشكل عام.
*رحماني: إجراءات عاجلة..
نائب رئيس مجلس المدينة المهندس “أحمد رحماني” أوضح أن النفق بعهدة المستثمر وقبل عام ونصف تقريباً اتخذ قرار بتسليم مفتاح النفق لمدرسة مازن دباغ، مؤكداً أن هناك إجراءات عاجلة يتم العمل عليها خاصة مايتعلق بأمور النظافة والإنارة.
* تحية لرجال المرور..
قبل الختام علينا أن ننوه بالمبادرة التي يقدم عليها عناصر شرطة المرور كل يوم بالتزامن مع قدوم وانصراف الطلاب والتلاميذ من مدارسهم، إذ يتركون تقاطع الإشارات الأربعة الذي لا يبتعد كثيراً عن المكان ويقومون بتنظيم السير ذهاباً وإياباً بالاتجاهين لحين الانتهاء من قدوم أو انصراف التلاميذ والطلاب مع ذويهم طبعاً لأنهم بكل تأكيد لا يطمئنون دون إيصال أبنائهم بأنفسهم إلى مدرستهم أمام هذه الحالة التي تؤرق الأهالي في تلك المنطقة منذ سنوات!.
*برسم محافظة حلب..
ويبقى التساؤل الذي يطرح نفسه بقوة ونضعه برسم محافظة حلب: ما الغاية من إنشاء النفق طالما لم يتم استخدامه لمرور المشاة، وهل الغاية هي فقط جباية الأموال وغض الطرف عن المستثمر ولو كان ذلك على حساب سلامة المواطنين..؟؟.
تصوير خالد صابوني