رئيس فرع الدراسات النفسية والدعائية في الإدارة السياسية للثورة: حرب تشرين انتصار تاريخي كسر الهالة العسكرية والسياسة والإعلامية للعدو

الثورة أون لاين – لقاء ميساء الجردي:

لقد أحدثت حرب تشرين التحريرية آثار ونتائج كبيرة هزت العالم أجمع، وغيرت من نظرة المجتمع الدولي نحو العرب، والقضية الأساسية في هذه الحرب أن قرار المبادرة انتزع من يد العدو، لذلك فإن تأثيرات هذه الحرب كانت كبيرة على كافة الأصعدة، واليوم ونحن نعيش ذكرى هذه الحرب العظيمة كان لنا وقفة مع العميد الركن محمد الصالح رئيس فرع الدراسات النفسية والدعائية في الإدارة السياسية، الذي بدأ حديثه بتوجيه الرحمة لأرواح الشهداء والتمنيات بالشفاء للجرحى والعودة المظفرة للمفقودين، والنصر الدائم والأبدي للجيش العربي السوري.
وأكد العميد الصالح للثورة أون لاين في لقاء خاص أن الحديث عن حرب تشرين التحريرية يحتاج لمساحات واسعة من الزمن، وانعكاساتها تأخذ بإسقاطات ما قبل الحرب حيث كانت الحالة المعنوية تقع تحت تأثير خسارة سنة 1967 التي تركت أثراً عميقاً على الصعيد الشعبي والعسكري، إلا أن القيادة الحكيمة استطاعت في عام 1973 أن تحقق قفزة نوعية في حرب تشرين التحريرية على الصعيدين المعنوي والعسكري من خلال معالجة حالة الإرباك والخذلان التي عاشها المقاتل في تلك الفترة مع الشعب، وكذلك في رد الاعتبار للأمة العربية.
وبين العميد الصالح أن تشرين التحرير بانتصاراتها العظمية، أصبحت علماً للأجيال القادمة وعززت ثقة المقاتل السوري بنفسه وبسلاحه وعتاده وقيادته، بعد أن كسرت مقولة أن “إسرائيل” لا تقهر بما تملكه من سلاح جوي وسلاح المدرعات وغيره، فالتخطيط الجيد لهذه العملية نتج عنه قناعات بأن الجيش العربي السوري قادر على تحقيق أي عملية عسكرية توكل إليه، مشيراً إلى الأثر السلبي الذي تركته حرب تشرين على العدو الإسرائيلي بعد أن أعادته إلى حجمه الطبيعي وكسرت غروره، فقد كانت المفاجئة غير المتوقعة له بأن يقوم العرب بحرب مشتركة لم تكتشف حتى من قبل استخباراتهم وقياداتهم العسكرية، وتظهر ضعف التكتيك العسكري الذي يتغنون به، فقد شكلت حرب تشرين بالنسبة “لإسرائيل” عدة صدمات أولها أن العرب يشنون حرباً، والثانية وجود جبهتين تعملان بنفس الوقت وبتنسيق واحد، وثالثاً فقدان الجيش الإسرائيلي سلاحه الجوي بالكامل والذي كان يتفاخر به بأنه الذراع الأطول في العالم.
ومن المهم ذكره وفقاً لرئيس فرع الدراسات النفسية والدعائية في الإدارة السياسية هو توضيح كيف أن اندفاع القوات العسكرية العربية في الأيام الأولى من الحرب أربك العدو الإسرائيلي ونسف له جميع الخطط والدراسات التي درب جيشه عليها، وكيف تحركت الهجرة العكسية من “إسرائيل” إلى الدول التي لديهم فيها جنسيات أجنبية مختلفة، إضافة للانهيار الاقتصادي الكبير وفقدان ثقة الإسرائيليين بجيشهم وقياداتهم.
واستعرض العميد الصالح الأحداث الهامة التي جاءت بعد حرب تشرين مثل حرب 1982، ومواجهة الإخوان المسلمين، ومشاركة الجيش العربي السوري في حرب الخليج الأولى عام 1991 وصولاً إلى الأزمة التي تسببت بها الحرب الإرهابية على سورية، موضحاً قدرة وقوة الجيش العربي السوري وحضوره العظيم أينما كان، وخاصة في إعادة الأمن والأمان للمدن والأرياف السورية وتحريرها من الإرهاب، فقد حصد دروساً عديدة أهمها حسن التعامل مع المدنين داخل المجتمع وليس فقط في مناطق انتشاره على الجبهات، والارتقاء بأسلوب تعزيز الانتماء للوطن في أماكن تواجده، ففي أي نقطة يرفع فيها العلم السوري كان الناس يشعرون بالأمل بالنصر وبالأمان.

ولفت العميد الصالح إلى بعض الجوانب التي نتجت عن انعكاسات الحرب الإرهابية على سورية والتي تركت أثراً على الحياة الاجتماعية بالعموم إذ لا يوجد عائلة إلا ولديها شهداء أو جرحى أو مفقودين، وعليه فإن الدولة السورية لم تتوان عن متابعة أوضاع جميع هؤلاء من خلال مركز الشهداء والمكاتب التابعة له في جميع المحافظات والتي تعتبر خطوة في غاية الأهمية لدعم الحالة النفسية لذوي الشهيد، وجاء بعدها العديد من الخطوات ومنها رفع قيمة المنحة المالية التي تعطى لذوي الشهداء من عشرة آلاف ليرة سورية إلى 50 ألفاً، والعطاء المتعلق بالمفاضلة الخاصة بذوي الشهداء والقبول في الكليات العسكرية، مشيراً إلى مجموعة من التعاميم المتعلقة بمعالجة حالة الجرحى كان آخرها تعديل نسبة الإصابات بالاعتماد على طريقة المتوسط الحسابي للإصابات التي تعرض لها المقاتل شرط أن تكون ناتجة عن العمليات الحربية، حيث تجمع الإصابات وتقسم على عدد المرات، وبعدها تحسب النسبة وتعطى المبالغ من خلال تقسيم الجرحى إلى ثلاث شرائح بحسب شدة الإصابة، وقد استفاد من هذا المرسوم حوالي 20 ألف جريح في الجيش العربي السوري والقوات الرديفة، إضافة إلى إحداث مكتب خاص لمتابعة شؤون الجرحى وحالتهم الصحية حتى بعد تسريحهم من الخدمة لتقديم المساعدة لهم في حال ارتفعت لديه نسبة الإصابة أو تسببت لهم بإصابات أخرى، حيث يتم إعادة النظر بحالة الجريح بعد عرضه على المجلس الطبي العسكري وتعدل نسبة الإصابة ومتابعة علاجه، الأمر الذي ترك أثراً إيجابياً في نفوس المقاتلين بشكل عام.

وتحدث العميد الصالح عن إحداث موقع خاص لمعالجة أوضاع العسكريين بالكامل بحيث يستطيع أي عسكري الدخول إلى الموقع للاستفسار عن وضعه أو التقدم بالشكوى التي لديه مع الأدلة، لتتم معالجتها من قبل لجنة مشكلة من أعلى المستويات وبأسرع وقت، وكذلك إحداث موقع يستطيع من خلاله العسكري والمدني أن يطرح التساؤلات التي تخص وضعه العسكري بعد أن يضع اسمه الثلاثي، حيث تظهر له نشرة تبين إن كان مطلوباً للخدمة الإلزامية أو الاحتياطية أم لا، إضافة إلى خدمات أخرى تخص طلاب الكليات العسكرية التي أصبح من خلالها أي طالب يستطيع التعرف على نتائجه الدراسية وترتيبه بدقة كبيرة، الأمر الذي ترك أثراً إيجابياً كبيراً على الحياة العسكرية، ولدى الناس ثقة عالية بالجيش العربي السوري.

آخر الأخبار
تعاون اقتصادي وصحي بين غرفة دمشق والصيادلة السعودية: موقفنا من قيام الدولة الفلسطينية ثابت وليس محل تفاوض فيدان: الرئيسان الشرع وأردوغان ناقشا إعادة إعمار سوريا وأمن الحدود ومكافحة الإرهاب رئيس مجلس مدينة اللاذقية لـ"الثورة": ملفات مثقلة بالفساد والترهل.. وواقع خدمي سيىء "السكري القاتل الصامت" ندوة طبية في جمعية سلمية للمسنين استعداداً لموسم الري.. تنظيف قنوات الري في طرطوس مساع مستمرة للتطوير.. المهندس عكاش لـ"الثورة": ثلاث بوابات إلكترونية وعشرات الخدمات مع ازدياد حوادث السير.. الدفاع المدني يقدم إرشادات للسائقين صعوبات تواجه عمل محطة تعبئة الغاز في غرز بدرعا رجل أعمال يتبرع بتركيب منظومة طاقة شمسية لتربية درعا حتى الجوامع بدرعا لم تسلم من حقد عصابات الأسد الإجرامية المتقاعدون في القنيطرة يناشدون بصرف رواتبهم أجور النقل تثقل كاهل الأهالي بحلب.. ومناشدات بإعادة النظر بالتسعيرة مع بدء التوريدات.. انخفاض بأسعار المحروقات النقل: لا رسوم جمركية إضافية بعد جمركة السيارة على المعابر الحدودية البوصلة الصحيحة خلف أعمال تخريب واسعة.. الاحتلال يتوغل في "المعلقة" بالقنيطرة ووفد أممي يتفقد مبنى المحافظة الشرع في تركيا.. ما أبرز الملفات التي سيناقشها مع أردوغان؟ بزيادة 20%.. مدير الزراعة: قرض عيني لمزارعي القمح في إدلب تجربة يابانية برؤية سورية.. ورشة عمل لتعزيز الأداء الصناعي بمنهجية 5S