الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير بشار محمد:
لا شك أن أجواء التهدئة والانفراج هما سمة المشهد الدولي والمنطقة وتحديداً في سورية، حيث إن القرار بإنهاء ملفات ساخنة وعالقة اتخذ من الدول المعنية بهذه الملفات، ومنها روسيا والولايات المتحدة الأميركية، والأطراف المتصلة بهذه القضايا والملفات، مع الإبقاء على محاولات عبثية لابتزاز الدولة السورية وحلفائها وخاصة فيما يتعلق بالمنظمات والبعثات الأممية مسلوبة القرار والموجهة بالريموت الأميركي.
الانفراج أصبح حقيقة تجسدها الوقائع على الأرض وعلى مختلف المستويات، وإن كانت ربما مع الجار الشقيق الأردني واضحة ومهمة ومع لبنان والإمارات وغيرها، كما أكدت دمشق وجود اتصالات عربية منها المعلنة ومنها غير المعلنة تصب في محصلتها وبالمساهمة في استقرار المنطقة.
المشهد الإيجابي الحالي فرضه انتصار الشعب السوري وخياراته الوطنية وتحالفاته الوثيقة والاستراتيجية والتي أثمرت عن هزيمة المشروع الأميركي وترنحه بالمنطقة وبالتالي ضعف جدوى بقاء قواته المحتلة لأجزاء مهمة في سورية، وهذا ينطبق على المحتل التركي المحشور في زاوية صلفه وعناده واستكباره، ولن يحصد إلا الخيبة والخروج من المعادلة من الباب الواسع مكسوراً.
أمام واقع صعود الدور السوري كمنتصر في معركة توازنات القوى فبدهي عودة العرب إلى سورية، وبدهي تماسك محور المقاومة وتعاضد الحلفاء، وليس مستغرباً مسرحية بعثة تقصي الحقائق فيما يتعلق بمزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية من باب محاولات يائسة لتحسين شروط التفاوض، أو بالحد الأدنى محاولة خلط أوراق المشهد الحالي لابتزاز الدولة السورية والتشويش على حالة الانفراج المتزايد التي لا تتناسب مع مصالح العدو الإسرائيلي.
العربة على السكة الصحيحة والتفاهمات بين الدولة السورية وحلفائها واضحة في استعادة سورية لكامل حقوقها وطرد القوات المحتلة عن أرضها وحقها في استكمال انتصارها وهزيمة المشروع الإرهابي واحترام وحدتها وسيادتها والاجتماعات الدولية المرتقبة في جنيف وعلى أساس تفاهمات سوتشي وأستانا ستفضي لتعزيز حالة الانفراج والاستقرار والبدء بمرحلة جديدة أساسها مصلحة الشعب السوري وإطلاق عجلة إعادة الإعمار وعودة السوريين الطوعية وتفويت الفرصة على الأعداء والمتربصين، والمؤشرات جميعها تعطي الأمل بأشهر قادمة حاسمة تحظى برضا وقبول الشعب السوري.