الثورة أون لاين:
معركتان ضاريتان يشهدهما الدور نصف النهائي لدوري الأمم الأوروبية لكرة القدم في نسختها الثانية، مواجهتان تجمعان أربعة من أفضل المنتخبات عالمياً، يعدان باهتمام كبير، فبطلة أوروبا إيطاليا ومضيفة النهائيات ستواجه اسبانيا (الشابة) الساعة إلى الثأر لخسارتها بركلات الترجيح في نصف نهائي كاس أوروبا الماضية حيث سيتواجهان على ملعب سان سيرو، وفي (معركة خاصة) تضرب بلجيكا متصدرة التصنيف الدولي موعداً مع فرنسا بطلة العالم غداً الخميس على ملعب اليانز ستاديوم في تورينو.
وتقام المباراتان بالتوازي مع تصفيات كاس العالم التي تستحوذ على الاهتمام الأكبر، إلا أن إثارة مباراتي نصف النهائي للمسابقة القارية الحديثة، بوجود المنتخبات القوية الأربعة فإنها قد تجذب مزيداً من الاهتمام.
ويتطلع الآزوري الليلة بقيادة روبرتو مانشيني إلى الجمع بين اللقبين القاريين، عبر تقليد البرتغال التي نالت لقب النسخة الأولى من دوري الأمم على أرضها في 2019 عقب تتويجها ببطولة أوروبا 2016.
ويتمسك مانشيني بالتشكيلة الفائزة بلقب بطولة أوروبا على حساب إنكلترا في ويمبلي في تموز الماضي، رغم غياب المهاجم تشيرو إيموبيلي، بينما يعود الجناح والظهير الأيسر لورينزو بليغريني الذي غاب عن النهائي للإصابة. ويطمح المنتخب الايطالي إلى مواصلة سلسلة نتائجه الخالية من الخسارة وتعزيز رقمه الحالي البالغ 37 مباراة متتالية، وتحديدًا منذ 10 تشرين الأول 2018 حين سقطت أمام البرتغال في دوري الأمم الأوروبية بالذات، وشاءت الصدف أن تتفوق إيطاليا في هذه الإنجاز على إسبانيا بالذات، إذ كانت الأخيرة تحمل الرقم القياسي وقدره 35 مباراة متتالية مشاركة مع البرازيل.
واستطاع مانشيني تغيير فلسفة اللعب الدفاعية إلى كرة ممتعة هجومية، يدرك ان اللقاء (معقّداً) لأن الخصم الاسباني كان الأصعب في الطريق إلى لقب كاس أوروبا، وقال : إسبانيا كانت المنتخب الذي عانينا أمامه أكثر من أي خصم. إنهم فريق جيد مع لاعبين جيدين. ستكون مباراة جيدة، مشيراً إلى أن أسلوب التمريرات الأرضية هو أمر يمتازون به.
ومن بين 26 لاعبا كانوا في عداد تشكيلة آزوري في يورو 2020، استدعى مانشيني 22 منهم، بالإضافة إلى لاعب وسط روما المتألق بليغريني، ومهاجم جوفنتوس مويز كين بدلاً من إيموبيلي، كما سيغيب مدافع أتلانتا رافائيل تولوي حيث سيعوضه مدافع ميلان دافيدي كالابريا.
واعتبر مدرب إسبانيا لويس أنريكه أن مواجهة إيطاليا في ملعبها هي (مناسبة جذابة) وكان واضحاً في مقاربته للمباراة بالقول : إذا كان علينا اختيار ثلاث كلمات لما نسعى اليه من حيث طريقة اللعب، فستكون الهجوم، الضغط والطموح. ويسعى لا روخا الى تحقيق ثأرها من أزوري.وتوقع أن : تكون مباراة ممتعة للغاية لأنها ستمنحنا فرصة أن نعرف نوع الأداء الذي يمكننا تقديمه أمام جمهور إيطالي بأغلبيته وضد أبطال أوروبا. لا تحتاج الى أي دافع أكثر من ذلك. أتطلع بفارغ الصبر لهذه المباراة. لا شك أن أسلوب لعب إيطاليا هو بين الأفضل حالياً، وأنا متأكد من أنه سيكون من المثير جداً أن نرى كيف يتصدى كل فريق للآخر.
ويمكن القول أن المنتخب الإسباني كان الوحيد الذي سبب المتاعب لفريق مانشيني في كأس أوروبا هذا الصيف من خلال استحواذه على الكرة وهجومه المتواصل.ولا يبدو أن أنريكه سيغير أسلوبه حتى في مواجهة أبطال أوروبا على أرضهم وبين جمهورهم العائد الى الملاعب وإن كان بعدد محدود وليس بمدرجات ممتلئة.وشدد انريكه : الكلمة الأهم هي الهجوم، لماذا؟ عندما نجلس لاختيار فريق، فإن أول شيء ننظر إليه هو ما يمكن أن يقدمه في الهجوم. سيكون لدى كل لاعب القدرة على الدفاع لتحقيق التوازن في هذا الأمر (الناحية الدفاعية)، لكن النوع الذي يجب أن يكون عليه لاعبو خط الوسط وقلبا الدفاع والظهيران هو النوع الهجومي. يجب أن يتمتعوا بفنيات جيدة من أجل محاولة إخراج الكرة من الخلف حتى تصل الى مهاجمينا بأفضل طريقة ممكنة.
ومن المؤكد أن مهمة أنريكه في تطبيق فلسفته الهجومية لن تكون سهلة في سان سيرو الذي يستقبل المنتخب الوطني للمرة الأولى منذ تتويجه بكأس أوروبا. وتأمل إسبانيا في إفساد احتفالات الإيطاليين بالريادة القارية على أرضهم، خصوصا بعد مخالفتها للتوقعات في كأس أوروبا وبلوغها دور الأربعة حيث كانت الطرف الأفضل في أغلب فترات المباراة قبل أن تسقط في فخ ركلات الترجيح أمام الطليان وتودع البطولة. وسيغيب عن إسبانيا نجم برشلونة الواعد بيدري بسبب الإصابة.
وحتى صباح الأحد، تم بيع 31 ألف تذكرة للمباراة الأولى في ميلانو، وتم شراء 13 ألف تذكرة لنهائي الأحد على الأرض نفسها.