الثورة أون لاين :
صدر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب
كتاب (صراع الهوية في العلاقات الدولية)، تأليف: د. جاسم محمد زكريا.
تصميم الغلاف: عبد العزيز محمد.
طغى الغرب على العالم حتى أوشك كل سوء أن يكون غرباً؛ وأخذ الغرب بناصية العلم حتى ظن الناس أن الغرب علم، وتولى الغرب شن الحروب حتى باتت الخصومات كلها قتلاً؛ والتهم الغرب العالم الجديد عنوة وقهراً وظلماً؛ وبات السؤال مشروعاً: ما الغرب الذي يسعى أن يكون رباً؟ والعياذ بالله أن يكون الغرب رباً…
ذاك هو الغرب الذي لا يزال يرانا – نحن أمة الرسالة – جملة اعتراضية في مسار التاريخ؛ التاريخ الذي يقدمه الغرب للعالم بأنه سيرة الرجل الأبيض؛ الغرب الذي يسعى إلى فرض فرادته على العالم؛ كهوية نرجسية ترى مصالحها حقوقاً لا تدانيها الريب، ولا تقربها الشكوك، ويرانا وباقي أمم العالم وشعوبه مكملاتٍ تخدم وجوده؛ في حضور مروّع للأبعاد اليهودية الغربية…
لذلك ظل الصراع على الهوية في العلاقات الدولية مثقلاً في ثناياه بإشكالية الحضارة كلها؛ وسؤالها المفتاح: هل إقصاء العرب من التاريخ وهمٌ انتهى أو مشروعٌ مستمرٌ؟!… فجاء هذا الكتاب في سبيل الإجابة…
كتاب (صراع الهوية في العلاقات الدولية)، تأليف: د. جاسم محمد زكريا، يقع في 426 صفحة من القطع الكبير، صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2021.
روايات
في خريف عام 1964، كان الإيطاليُّ أنطونيو تابوكي يدرس الفلسفة في باريس حين اكتشف، مصادفةً، نصّاً مترجماً إلى الفرنسيّة بعنوان (دكَّان التبغ) لكاتب برتغاليّ غير معروف اسمه فرناندو بيسوا. كانت تلك هي المرَّة الأولى التي يسمع فيها بهذا الاسم. منذ ذلك اليوم لم يفارقه قطّ. من أجله انكبَّ على اللّغة البرتغاليَّة ليتعلَّمها، فأتقنها وصار يكتب بها. صار تابوكي بالنسبة إلى بيسوا مثل ما كان عليه سانشو بانشا بالنسبة إلى دون كيخوته: يتبعه كظلِّه.
دخل تابوكي عالم الأدب من بوَّابة بيسوا. بالنسبة إليه، لم يكن بيسوا مجرَّد كاتب كبير بل كان معلِّماً ومرشداً.
ترجم تابوكي كلَّ أعمال بيسوا. لم يترك شيئاً: كلّ كتاب، كلّ عبارة، كلّ جملة، كلّ كلمة. ولم يكتفِ بهذا، بل راح يكتب مقالات عن حياة بيسوا وكتبه، ويلقي محاضرات لشرح نصوص بيسوا ودرس أفكاره. بل إنَّه كتب نصّاً قصصيّاً جميلاً بعنوان (الأيَّام الثلاثة الأخيرة لفرناندو بيسوا). على فراش الموت يستقبل بيسوا أنداده من الكتَّاب، الذين كان صنعهم بنفسه، ليتبادل وإيّاهم الكلمات الأخيرة.
والكتاب الحاليّ، الذي أصدره تابوكي باللغة الفرنسيّة بعنوان (الحنين إلى الممكن)، يضمّ ثلاث محاضرات كان ألقاها في المعهد العالي للدراسات الاجتماعيّة في باريس عام 1994. في الكتاب، الصادر عن دار سوي، يحاول تابوكي أن يبيّن إلى أيِّ حدٍّ كان بيسوا يعبِّر عن دخيلة الإنسان المعاصر. كان بيسوا مهووساً بالعلاقة التي تربط الإنسان بالزَّمن وذلك الانشداد النوستالجيّ ليس إلى ما مضى وانصرم وحسب، بل إلى ما هو ماثل في اللحظة الحاضرة أيضاً. فالحاضر ليس سوى ماضٍ مؤجّل. ومسألة الحنين لديه لا تكمن في البحث عن الزمن الماضي بل عن الزمن الحاضر. إنَّه حنين ليس إلى ما كان بل إلى ما كان يمكن أن يكون.