الملحق الثقافي:آنا عزيز الخضر:
تشرين النصر الشامخ في حياة العرب والسوريين، أيام المجد والانتصارات التي أضاءت كلّ مساحات الوطن، وكلّ المجاﻻت التي منها الثقافة والأدب والشّعر والفن.. الفنُّ الذي يوثّق الحقائق التي تسطع كالشّمس، فتنير الكون بحكاياتها الواقعية..
من هنا، وإن تابعنا الفنون السورية، لوجدنا أعمالاً فنيّة كثيرة، تحفظ كلّ تلك الوقائع، وتركّز على إشراقاتها في السينما والتلفزيون والأغنية، وغيرها من الفنون السورية.
حول ذلك، تحاورنا مع الباحث والناقد السينمائي «عوض القدرو»، فكان ما قاله عن دور كلّ تلك الفنون في مواكبة وتوثيق هذه الحرب:
«إذا أردنا الحديث عمّا رصدته الفنون ككلّ، والسينما بشكلٍ خاص، عن حرب تشرين المجيدة، سواء كانت أفلاماً روائية طويلة وقصيرة، أو وثائقية أو تسجيلية، فسنجد أن السينما السورية لم تتناول حرب تشرين التحريرية على مستوى الأفلام الروائية الطويلة، عكس السينما المصرية التي قدمت أفلاماً طويلة مثل «الوفاء العظيم، المواطن مصري، رصاصة لاتزال في جيبي، أبناء الصمت، الطريق إلى إيلات وغيرها..
لكن، وإن تحدثنا في مجال الأفلام الوثائقية، فسنجد أن المؤسسة العامة للسينما وثّقت أحداثاً وبطولات مهمة عن هذه الحرب، وكان هناك سلسلة أفلام وثائقية قصيرة، وهي ذاكرة مهمّة عن هذه الحرب، ومن هذه الأفلام «البترول والمعركة»..
هو فيلم وثائقي، من إخراج «فيصل الياسري»، ويتحدّث عن استعمال البترول لأوّل مرة، كسلاحٍ في المعركة، وذلك حينما قرّرت الدول العربية المنتجة للنفط، قطع تصديره للدول التي تدعم الكيان الصهيوني.. وهو فيلم تسجيلي قصير، يرصد متابعة الاطفال السوريين، من على أسطحة المنازل والشرفات، المعارك الجوية الباسلة التي خاضها نسور طيران الجيش العربي السوري، ضد الطائرات المعادية، وكيف تحوّل حطام الطائرات المعادية إلى شظايا متناثرة في الأراضي السورية، بل إلى ألعاب بيدِ هؤلاء الأطفال..
أيضاً، فيلم «وجاء تشرين» وفيلم «القتلة» و»الصمود»، وهم من إخراج الراحل «وديع يوسف».
لقد قدّم التلفزيون السوري أفلاماً مهمّة، مثل «مهمة خاصة» للمخرج «هيثم حقي»، وهو فيلم يتكلّم عن اقتحام مرصد جبل الشيخ، وهو تسجيلي أيضاً، وهناك بعض الأعمال الأخرى..
سينمائياً، يجب أن نفكّر بعملٍ ملحميّ مهمّ عن حرب تشرين، وأعتقد أن هناك شيئاً معمولاً به سينمائياً، في كلّ أنحاء العالم، فعندما تكون الحرب قائمة، يتم إنتاج وتصوير أفلام وثائقية وتسجيلية، لتوثيق هذه الحرب، ولكن الأفلام الروائية الطويلة، يتمّ إنتاجها بعد الحرب، وأكبر دليل أننا ولغاية هذا اليوم، نجد في كلّ فترة إنتاجاً سينمائياً جديداً، يتحدث عن الحرب العالمية الأولى والثانية، كذلك الأمر في السينما الروسية، نرى أفلاماً كلّ فترة، تتحدث عن انتصار معركة ستالينغراد، وكلّ فيلم يكون بوجهاتِ نظر مختلفة، والأهم فيما يخص السينما، أن تتكلم دوماً عن انتصارات جيشها وبلدها التي تنتمي إليه.
حسب رأيي الشخصي، من المفروض أن يتم إنتاج عمل سينمائي سوري، روائي طويل وضخم، يحكي عن بطولات حرب تشرين التحريرية، وذلك وفاءً لهذه الحرب العظيمة، وهذا حق حرب تشرين على السينما، حيث يجب أن تتم إعادة النظر في إنتاج مثل هكذا فيلم ليبقَ وثيقة لكلّ الأجيال..
من ناحية ثانية، خرجت للنور كثيرٌ من الأغاني الوطنيّة الخالدة، منها أغنية «هوية جديدة» المعروفة بـ «سورية يا حبيبتي».. هناك أيضاً، أغنية (يجعلها عمار)، وهو النشيد الذي أهداه موسيقار الأجيال «محمد عبد الوهاب» لسورية، مباركة منه لنصرها في حرب تشرين، وغير ذلك الكثير…
التاريخ: الثلاثاء12-10-2021
رقم العدد :1067