أصابعهم تتكلم ونطقهم في خطر

الثورة أون لاين – حسين صقر:

أصابعنا التي تتكلم، حالة فرضتها جميع تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، وبدت تأثيراتها واضحة ليس على الصغار وحسب، وعلى الكبار أيضاً، فبالنسبة للكبار الذين قطعوا شوطاً في مصطلحات وكلمات اللغة ومهارات النطق، قد يبدو الأمر مقبولاً إلى حد ما، لكن بالنسبة للصغار، فهو يشكل خطراً على اندماجهم وتعلمهم النطق والكلام، بعد أن انحسرت آفاقهم في شاشة لا تتعدى مساحتها عدة سنتميترات مربعة.
إذاً لا ينكر عاقل، أن الهواتف الذكية والتطبيقات المحمّلة عليها تلعب دوراً كبيراً في حياة الناس، وأصبحت وسيلة للتواصل والترفيه والمعرفة، وهو ما ساعد على انتشارها بين الأطفال والمراهقين بشكل لافت، وزادت المدة التي يمضونها مع تلك الأجهزة.
تمر الأيام مسرعة، ويكتشف الأهل مع مرور الوقت أن أطفالهم لا يملكون حصيلة لغوية تذكر، وبعضهم يعاني من مشاكل في النطق رغم بلوغهم سن المدرسة.
وفي هذا السياق يؤكد اختصاصيو النطق أنهم لمسوا تراجع تلك الحصيلة لدى الأطفال، وعزوا ذلك إلى قضاء الطفل منذ سنوات عمره الأولى فترات طويلة أمام التلفاز، وفي ممارسة الألعاب الإلكترونية.
و توضيحاً لما سبق قالت السيدة هناء فخر الدين أبو فخر الاختصاصية في معالجة صعوبة النطق عند الأطفال: إن الألعاب الإلكترونية تبعد الطفل عن الأم والمجتمع والمهارات النطقية، ولهذا لا بد من إطلاق أحاديث تعلمه كيفية النطق و الكلام، لأن تلك الألعاب تسبب له الخمول في مخه وتجمد عقله، وتجعله منعزلاً عن أترابه وأبناء جيله.
وأضافت أنه عندما يخطئ أي طفل بأي حرف، نقول له بأن لفظه خطأ، وبالتالي لا بد من ضرورة التشديد والتركيز عليه حتى يلفظه بشكل صحيح، مشيرةإلى أن بعض الأطفال لا يستطيعون لفظ مخارج الحروف بشكل جيد، وذلك نتيجة تراصف الأسنان والانخفاض في سقف الحلق، ولهذا لا بد من القيام ببعض الحركات كوضع الإبهام في الفم من خلف الأسنان أي من الداخل، ونبدأ بشدها ومحاولة رفع ذلك السقف، كما يفضل أن نضع لذلك الطفل تقويماً لمعالجة ذلك التراصف، لأنه السبب بخطئه في التحدث والنطق.
وقالت أبو فخر: من الضروري البحث عن أساليب تشجعه على النطق وتعليمه بعض المهارات كالسباحة، لأن هذه الرياضة تدفعه لتحريك كل أعضاء جسمه الخارجية كالأطراف، والداخلية كالرئتين حيث يفتح الصدر وتصبح حركة التنفس سهلة، وجعله يمارس السباحة لأكثر من مرة أسبوعياً، لأن ذلك يساهم في توسيع الرئتين.
وأوضحت الاختصاصية في معالجة صعوبات النطق عندما تستهوي الطفل الألعاب الإلكترونية، وتستحوذ على عقله وتفكيره، ولا سيما إذا كانت خيالية وغير مألوفة، يدفعه ذلك للانعزال نحو الوهم، بينما يكون تواصله مع المحيط والأهل وأمثاله من الأطفال أفضل بكثير، من خلال دفعه لممارسة بعض الهوايات الرياضية والفنية والعلمية، بدل مشاهدته أفلام الرعب والقتال والمخاطرة، لأن ذلك سوف يدفعه لمحاكاة وتقليد الصورة أو المشهد الذي رآه، وجعله مندمجاً بتفاصيلها، وهذا لا يؤثر على نطقه وحسب، بل على تحصيله العلمي أيضاً، ونوهت بأن تبادل الأحاديث أفضل بكثير من العلاقة مع الجهاز الإلكتروني وما يتم تحميله من تطبيقات وبرامج، حيث هناك أطفال يشاهدون “سبيدرمان” مثلاً، فيظنون أنفسهم أنهم هو، ويحاولون تقليده والقفز من أماكن مرتفعة والتسبب بأذيات جسدية ونفسية، وتدفعهم للتصرفات الخطأ.
وختمت أبو فخر عندما نعرّض الطفل لألعاب إلكترونية لأوقات طويلة، يجب أن نهيئ أنفسنا لأي مشكلة قد تحدث معه، ولهذا لا بد من تحريضه لمتابعة البرامج التعليمية الهادفة، كجمع الأشكال الهندسية والصور وإعادة ترتيبها، وتحفيز عقله وتنمية تفكيره على البحث والتقصي والحل، لأن ذلك يعلمه أيضاً على المهارات الاجتماعية والاندماج بين الناس، وأبناء الجيل الواحد.
إذاً فمع التطور التكنولوجي والتقني الهائل في شبكات الإنترنت وانتشار الهواتف الذكية والكمبيوتر المتنقل، ازداد استخدام الأطفال والمراهقين للألعاب الإلكترونية، نظراً لما تحتويه من تأثيرات بصرية وسمعية وحسية متنوعة، بالإضافة إلى اقتناعهم التام بأن هذه الألعاب توفر لهم التسلية والمرح، ولكن في حقيقة الأمر فهي تتسم بالخطورة القصوى، ولا سيما مع حالة الإفراط باستخدامها دون الشروط والضوابط المحددة من الأهل، خاصة وأن الكثير منها مستوحى من الصراعات والحروب, وهو ما يترك أثراً نفسياً وسلوكاً عدوانياً سيئاً عند الأطفال والمراهقين.

آخر الأخبار
إقبال كبير في طرطوس على حملة للتبرع بالدم  الشيباني: سوريا تدعم مبادرات السلام والاستقرار الإقليمي والدولي "الأشغال العامة": الانتهاء من تأهيل أتوستراد دمشق - بيروت آخر أيلول  القانون الضريبي الجديد بين صناعيي حلب والمالية  أزمة البسطات في حلب.. نزاع بين لقمة العيش وتنفيذ القانون  جسر جديد بين المواطن والجهاز الرقابي في سوريا  90 مدرسة خارج الخدمة في الريف الشمالي باللاذقية  غلاء الغذاء والدواء يثقل كاهل الأسر السورية بعد تدشين سد النهضة..هل تستطيع مصر والسودان الحفاظ على حقوقهما المائية؟! قافلتا مساعدات أردنية – قطرية إلى سوريا 90 بالمئة من الأسر عاجزة عن تكاليف التعليم الحد الأدنى المعفى من الضريبة.. البادرة قوية وإيجابية.. والرقم مقبول عملية نوعية.. القبض على خلية لميليشيا “حزب الله” بريف دمشق "الإصلاح الضريبي" شرط أساسي لإعادة الإعمار المال العام بين الأيادي العابثة أرقام صادمة .. تسجلها فاتورة الفساد في قطاع الجيولوجيا الأسعار في ارتفاع والتجار في دائرة الاتهام سرافيس الأشرفية – جامعة حلب.. أزمة موقف بين المخالفات ومعيشة الأسر بين الهاتف الهاكر ومواجهة العاصفة الإلكترونية  الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان والهيئة الوطنية للمفقودين تبحثان آليات التنسيق عودة اللاجئين السوريين نقطة تحول من أجل إعادة الإعمار