ترافق تحديد وزارة النفط والثروة المعدنية مخصصات التدفئة بكمية 50ليتر من مادة المازوت باستغراب وامتعاض؛ إلا أن الأمر سرعان ما استدرك من قبل المتفائلين.. ليعلق أحدهم: لعل الهدف من تخفيض الكميات..التخفيف من حجم الفساد وتوزيع الكميات على كل المستحقين.
ومرت الأيام وعاد الشتاء وربما ينتهي وهو ينتظر رسالة المازوت كما العام الماضي حيث ذهبت مخصصاته من الـ200ليتر كما الأعوام السابقة، وحلت محلها الـ50 ليتراً دون جدوى.. وهو يسمع من هنا وهناك عن استلام بعض أصحاب الواسطة للمادة، فيما هو يجلس منتظراً مترقباً على أمل سماع صوت رسالة المازوت عبر هاتفه الذكي.
ولاشك أن الوزارة المعنية لها مبرراتها المعروفة حول نقص التوريدات و الجميع يدرك و يستوعب.. لكن ما لا يمكن استيعابه هذا التأخر والتباين في التوزيع دون معرفة الدور، فكيف يمكن الاستعلام عن دور المواد الأساسية المقننة ولايمكن معرفة دور البطاقة الذكية من مادة المازوت، ويا ليت الأمر متروكاً للحظ أو حتى للمقارنة ومتابعة من استلم الدفعة الماضية ومن لم يستلم.
من جهة أخرى لابد من تساؤل حول أولويات التوزيع، وإن كانت أخذت الوزارة بعين الاعتبار أن برد الشتاء يختلف من منطقة إلى أخرى، وأن الأولوية للمناطق الأكثر برداً.. رغم الحاجة الضرورية لكل المناطق على حد سواء مع استمرار ساعات التقنين الكهربائي والذي يلعب دوراً كبيراً في زيادة الحاجة لمازوت التدفئة، ومن المهم الأخذ بعين الاعتبار أهمية توفير المازوت للمزارعين، لكن يجب أن يكون هناك توازن دون أن يكون على حساب حاجات التدفئة للناس .
ومع التطرق لازدياد الحاجة لمشتقات التدفئة لابد من التأكيد على ضرورة تسريع توزيع مادة الغاز كونها قادرة على تحمل جزء من الحاجة، إضافة إلى أهمية المتابعة الجدية لعمليات توزيع مادة مازوت التدفئة، مع التأكد من أن استخدامات المادة في مكانها وخاصة بالنسبة للجهات العامة.
ويبقى الأمل في ظل ما يحدث من انفتاح تجاه سورية وكذلك تصريحات متفائلة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والاتفاقيات المهمة أن يتوج قريباً بالإنفراج و لننعم بشتاء دافئ.
الكنز – رولا عيسى