الثورة أون لاين – هنادي الحوري:
الصحافة الثقافية بقيت محافظة على وظيفتها في المشاركة بنشر ما يدور في أروقة الحركة الثقافة في سورية من خلال تسليط الضوء على كل الفعاليات الثقافية التي تشهدها المؤسسات الثقافية والاهتمام بما تقيمه من نشاطات لتعريف الجمهور بما تجود به قريحة المثقفين والأدباء ونقله بأمانة إلى المتلقي، إضافة لاستقطاب معظم شرائح المجتمع وليس المهتمين بالشأن الثقافي فحسب.. لأن الثقافة رافعة تقدّم أي مجتمع، وتهم جميع أبنائه.. لهذا كانت المهمة على الصحافة الثقافية أكبر وبحاجة إلى جهد مضاعف.. وللإضاءة أكثر على عمل ومهمة الصحافة الثقافية ودورها كانت لنا هذه اللقاءات مع أصحاب الشأن في هذا المجال.
* رباب الأحمد رئيس المركز الثقافي بأبي رمانة:
الصحافة الثقافية هي الجسر الواصل ما بين المشهد الثقافي والمتلقي على اختلاف مشاربه واهتماماته، ولها الدور الهام بالتعريف والإضاءة عليه، فهي مرآة تحليلية وليست فقط تقريرية، وبناء عليه يتوخى من العامل في المجال الإعلامي والصحافي آلا يستسهل النقل والتغطية دون أن يمتلك أدواته بحذاقة الملم والمطلع والذي يمتلك ثقافة عامة وتخصصية في آن.
وتابعت الأحمد قائلة: الصحافة هي جزء من دور الإعلام المهم الذي لا ينفصم عن الثقافة، وإن جازت تسميته بالثقافة الإعلامية، والتي هي قاطرة انتشار المعلومة وتعميم الفائدة وسرعة الوصول.. لقد حرصت وبشكل شخصي على أن يطَّلع متابع صفحة المركز على كل الروابط الصحفية الإعلامية التي تغطي أهم فعاليات المركز الثقافي مع الشكر لكل الاقلام المهتمة حتى يأخذ الصحفي أيضاً حقه المعنوي..
الصحافة والإعلام رسالة لمضمون حضاري واحد في زمن الصورة البصرية والمواقع الالكترونية، ونستحضر في السياق الصحافة الورقية التي كان لها دور كبير في الأرشفة التي اليوم قد تكون في خطر ضمن العالم الالكتروني المهدد دائماً بالإزالة والحذف، لكن تبقى الصحافة الثقافية من أهم الوسائل التي تهتم بالمشهد الثقافي وتحديداً عندما تمتلك الأمانة الصحفية..
* بدورها ليلى صعب رئيس المركز الثقافي بالميدان أدلت بدلوها في هذا المجال فأكّدت أن الصحافة الثقافية جزء مهم من العملية الثقافية، لأن الهدف من النشاط الثقافي لا يتحقق بوصوله فقط إلى الحضور، وإنما عبر التغطية الثقافية للنشاط من جهة، وإعادة نشر المادة الفكرية، ليس فقط على صفحات الصحف بسبب تراجع هذا الدور بعد تحولها إلى الكترونية، وإنما بالإذاعة والتلفزيون لتصل إلى أكبر عدد ممكن من المهتمين والمتابعين.
وأضافت صعب لكن يعتري التغطية شوائب تتعلق بالمعارف والانتقائية والمزاجية، ويغيب الصحفي عن نشاطات نوعية لاعتبارات مختلفة أو يكتفي بأخذ معلوماته من مواقع التواصل الاجتماعي.
من جانبه جوني ضاحي مدير المكتب الصحفي بوزارة الثقافة قال: الصحافة الثقافية بسورية جيدة يديرها أسماء وأشخاص بإمكانيات جيدة ولهم باع طويل بالشأن الثقافي.. طبعاً كانت فعَّالة أكثر قبل توقف الصحافة الورقية، و برأيي إنها تحتاج لتخصص أكثر بشتى مجالات الثقافة، ولاسيما النقد “التشكيلي السينمائي”، وبحاجة أيضاً إلى دعم، شأنهم شأن الصحافة السياسية والرياضية و..و.. و.. الخ.
* مدير الثقافة بطرطوس كمال بدران أدلى برأيه حول هذا الموضوع بالقول: فيما يخص الصحافة الثقافية يوجد متابعة واهتمام من الإعلام بوسائله المختلفة( تلفزيوني، إذاعي، ورقي والآن الكتروني)، حيث يواكب الإعلام الأعمال الثقافية ويقوم بربطها بالواقع وإطلاع المتابعين والجمهور على ما يجري من نشاطات وفعاليات ثقافية التي تقام بالمراكز، فيلعب دوراً كبيراً في استقطاب الجمهور من مختلف فئاته، ونشر تحقيقات ومقتطفات من عمل المركز ما يتيح نشرها على نطاق واسعٍ، متخطياً حدود الزمان والمكان والمستوى التعليمي والاجتماعي والثقافي و.. الأشخاص، فالصحافة الثقافية مهمة ومكملة للعمل الثقافي بمختلف أنواعه.
وعن النشاط الثقافي في طرطوس أضاف: نحن في مديرية الثقافة بطرطوس توجد مراكز تقوم بأنشطتها المختلفة، إضافة إلى المهرجانات السنوية التي تقيمها المديرية، سواء في طرطوس أو في المراكز الثقافية التابعة لها.
وأوضح أنه من خلال المهرجانات والأنشطة الثقافية الدورية والمتنوعة يتم السعي لاستقطاب جيل الشباب، لأنهم الفئة العمرية التي يبني عليها المجتمع تقدمه ونهضته، وتوجد تجارب مميزة، سواء قصة او شعر إضافة إلى حفلات موسيقية كفرق جماعية أو حفلات فردية.
* سماح عزو مدير معهد الثقافة الشعبية بالصالحية قالت: الصحافة الثقافية لها دور محوري في دعم المبدعين وإتاحة الفرص لتقييم أعمالهم ونشرها، وخاصة أن الصحافة تلعب دور الوسيط بين جميع القطاعات والمبدعين، وتعدّ الوجه الآخر للمجتمع، كما أنها مسؤولة عن رفع مستوى الوعي المجتمعي لمفهوم الثقافة من خلال تغطية جميع أشكال الفنون الأدبية.
وتابعت عزو: معاهد الثقافة الشعبية لها دور في تلبية حاجات ومتطلبات المجتمع من خلال التنمية الشاملة عبر الدورات المقامة لينسجم الشخص، ويتجاوب مع روح العصر، وأيضا تعمل معاهد الثقافة الشعبية على تنمية الإبداع لدى الأشخاص المهتمين بمجال الرسم والموسيقا والخياطة والخط العربي وجميع الأقسام الفنية، وتقوم بإعطاء دورات في مجال اللغات ومجال الحاسوب، بما يتناسب مع احتياجات الأشخاص والمجتمع.
* نعيمة سليمان مدير مركز كفرسوسة كان لها عتب على دور الصحافة الثقافية فقالت: الصحافة مقصرة نوعاً ما لأنها لا تغطي ولا تكتب عن جميع الأنشطة التي تقيمها المراكز الثقافية، فهي تغطي النسبة القليلة جداً لأسباب كثيرة ، وأحيانا تتحكم فيها العلاقات الشخصية.
* كوكب الأحمد مرشدة ثقافية بمركز ثقافي الميدان أشارت إلى أن للصحافة الثقافية قيمة كبيرة، حيث تسلط الضوء على الإبداع والمبدعين، ومن خلال الحضور في المشهد الثقافي والحوارات ومتابعة الندوات والأمسيات والمحاضرات، كما أن الصحافة الثقافية تجعل من يمارس عمل الصحافة يتمعن أكثر في أعماق اللغة وأهميتها والأدب وفنونه ومضمونه ومزاياه، ومن خلال الصحافة الثقافية نستطيع معرفة ما وراء النص أو اللوحة الفنية أو المقطوعة الموسيقية بأسلوب من خلال نقل هذه المعايير للقارئ.
مما سبق نستخلص أن الصحافة الثقافية رافد أساسي في دعم المشهد الثقافي في سورية والمحافظة على فعاليته، ونقله إلى أوسع شريحة من المجتمع، وتصويب الاعوجاج وخلق روح المثابرة على استمرار الاهتمام بالثقافة في زمن يشتد فيه التنافس على اضمحلال دورها وتهميش وظيفتها.. فالصحافة الثقافية هي الحاضن والمرآة لما يدور في مؤسساتنا الثقافية، وما ينتجه أدباؤنا ومثقفونا