عن الترجمة وحالها

الثورة أون لاين:

تعد الترجمة جسر التواصل الحقيقي بين الثقافات والفكر والعلوم، وهي اليوم أكثر تطوراً وازدهاراً ومع ذلك ثمة الكثير من القضايا التي يجب الحديث عنها..
الدكتور سامي كرمة يتحدث عن هذه الهموم في أخبار الأدب المصرية، ومما قاله: أما فيما يخص عملية الترجمة كعملية نقل للمعرفة، فالأمر أكثر تعقيداً ومأساوية. وهنا لابد من أن أعود إلى حوار الدكتورة كرمة خاصة فيما يتعلق بأن الترجمة عمل راق يحتاج صياغة وتفكير ومعرفة وسياق ثقافي، مايعنى أن الأمر لايقتصر فقط على إجادة اللغة، بل لابد من معرفة السياق الثقافي للنص المترجم منه، والمترجم إليه، وهو الأمر الذي يتطلب قراءات متصلة، وأسفار كثيرة إذا أمكن، وهو أمر لايستطيعه غالبية المترجمين دون رعاية مؤسسية.
ومرة أخرى أعود لافتراض أن هناك من لم يستطع مقاومة عشق الترجمة، وكان له حظ من أسفار.. علاوة على ثقافة موسوعية، وموهبة فطرية أهلته أن يكون مترجماً جيداً، وفي الحقيقة دائماً ما سيكون هناك أشخاص مؤهلون وموهوبون رغم كل الصعوبات السابقة، ولكن يبرز هنا السؤال الأصعب والأكثر تعقيداً.. ماذا عليه أن يفعل؟
بعيداً عن وجود المترجم القادر على نقل الثقافة، تبرز معضلة أخرى كبيرة وهي النص الجيد الذي يستحق الترجمة، وكيفية الحصول عليه، ثم التأكد من أنه لم يترجم من قبل، وهي أمور صعبة ومعقدة، وتفوق قدرة الشباب المترجمين، لأنها كما أوضحت مسبقاً تحتاج إلى عمل مؤسسي.

b-50.jpg

ومرة أخرى أفترض أن هناك من استطاع بشكل فردي أو بمساعدة ما التغلب على هذه المشكلات، ولكنه يفاجأ بمشكلة حقوق المؤلف، و دور النشر والتي تعتبر أكبر وأعقد المشكلات التي تواجه المترجمين عموماً، و لاسبيل أمام المترجم سوى اللجوء إلى دار نشر لتتولى هي الحصول على حقوق الترجمة.

للتغلب على مشكلة الحقوق يلجأ الكثير من المترجمين الجدد لترجمة نصوص قديمة تكون حقوقها قد سقطت بالتقادم، وأصبحت ملكية عامة، والتي تصل إلى خمسين عاماُ بعد وفاة كاتبها، علماً بأن هذه النسبة قد تزيد في بعض البلدان مثل إسبانيا التى تصل فيها إلى 80 سنة. هنا تبرز بعض المعضلات.. منها عدم وجود نص جيد لأن النصوص الجيدة والمشهورة تكون قد تُرجمت في الغالب.
المشكلة الثانية هي كيفية الحصول على العمل في حال التأكد من عدم ترجمته من قبل، وصلاحيته للترجمة، وفي حالة عدم وجود نسخة بصيغة PDF متاحة على الإنترنت، أو حتى إمكانية شرائها من بعض المواقع مثل أمازون فلربما توجب على المترجم أن ينسى الموضوع برمته.
ثم تأتي مشكلة صعوبة اللغة، فترجمة نص مرَّ عليه ثمانون عاماً بالنسبة لمترجم مبتدئ يظل أمراً شاقاً لما ينطوى عليه الأمر من تقادم استخدام بعض المفردات والصيغ ومع ذلك فهذا الأمر بالنسبة لعاشقي الترجمة يظل أيسر المشاكل.
توجد بمصر الآن الكثير من دور النشر الخاصة التي تعنى بالترجمة، ولديها متخصصون يقومون بإنهاء هذه المشكلة. ولكن في المقابل يبخسون المترجم حقه، بل في كثير من الحالات لايحصل المترجم على أي عائد مادى خاصة أصحاب التجارب الأولى والذين فقط يكتفون بتلك المتعة السحرية التي يشعرون بها عندما يرون أسماءهم كمترجمين مطبوعة على العمل المترجم.
أمام هذا التوجه الذي تمارسه دور النشر الخاصة يهرع المترجمون للمؤسسات الحكومية التي تعنى بالترجمة مثل المركز القومى للترجمة وسلسلة الجوائز التي تصدر عن الهيئة العامة للكتاب

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة