لا شك أن وزارة الثقافة تسعى دائماً إلى ترسيخ مبدأ تبني الثقافة كتوجه عام، وتحفيز وتنمية الوعي المجتمعي تجاه أهمية الثقافة، لما لها من دور في تأسيس جيل جديد يتمتع بالذائقة الفنية وروح الإبداع والابتكار.
ولأن السينما أحد صنوف الإبداع، تكمن أهميتها في كونها إحدى الوسائل الإعلامية التي تُسلّط الضوء على قضايا المجتمع جاء القانون رقم ٦ الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد بإحداث المعهد العالي للفنون السينمائية بهدف تخريج المتخصصين في الفنون السينمائية والتدريب والتأهيل في مختلف مجالات الفن السينمائي بما يحقق نهضة فنية في هذه المجالات.
في الأمس القريب تقدم نحو ٣٠٠ طالب وطالبة لاختبارات القبول للمعهد العالي للفنون السينمائية للعام الدراسي ٢٠٢١ – ٢٠٢٢ في عامه الأول بقسميه الإخراج السينمائي والسيناريو والنقد السينمائي، وهذا بحد ذاته دليل على شغف ورغبة الكثيرين من الطلاب السوريين للانتساب إلى هذا المعهد الذي طال انتظاره والذي يشكل حالة حضارية وفنية وثقافية في تأهيل جيل جديد من السينمائيين الأكاديميين للنهوض بواقع السينما السورية.
في الحرب العدوانية على سورية أنتجت المؤسسة العامة للسينما عدداً من الأفلام المهمة التي طرحت معاناة وهموم وقضايا الناس، بيد أن السينما السورية عبر التاريخ حملت على عاتقها مهام التربية والتعليم والتثقيف لتكون بحق تاريخاً مضيئاً للمجتمع.. وبالتالي ما أحوجنا إلى هذا المعهد الذي يستحقه الشباب السوري الطموح المثابر الذي يحتاج إلى الدعم لمتابعة مسيرته الإبداعية.
من هنا يمكن القول إن الثقافة فعل يتحرك في جميع جوانب الحياة اليومية وكل مؤسسة مطلوب منها أن تسهم في تطوير هذا الفعل الخلاق بصورة تتناسب معها، فبهذا الفعل يمكننا بحق تكوين جيل جديد عاشق للسينما مؤمن بها وبأنها الفن الجامع للفنون الإنسانية من العمارة.. والموسيقى.. والرسم .. والنحت .. والشعر .. والرقص، بغية الارتقاء بالنفس فكراً وثقافة وعلماً.
رؤية -عمار النعمة