أن يلتقي الإرهابي أبو محمد الجولاني مسؤولين في نظام الاحتلال التركي، وأن يعقد صفقات إرهابية مع نظرائه من متزعمي التنظيمات الإرهابية على الأراضي التركية، هو أمر لم يكن مفاجئاً لنا على الإطلاق، فالجولاني ما هو إلا إرهابي مأجور، يدين بالولاء لمشغله التركي أولاً، وينفذ ما يمليه عليه سيده من إيعازات إخوانية دون زيادة أو نقصان ثانياً.
ولكن ما نستغربه هنا هو حال نظام الانتهازية التركي الذي يحاول على الدوام أن يخدع المجتمع الدولي بزيف ادعاءاته، ونفاق نياته، لا سيما أن ما ينتهجه، وقواته المحتلة، وأدواته الإرهابية المأجورة في الميدان السوري، تتناقض كلياً مع خطبه التضليلية الجوفاء المعدة على ما يبدو للاستثمار السياسي لا أكثر ولا أقل.
أنقرة تعمل على الدمج بين تنظيماتها الإرهابية في سورية، هذا ما نقله موقع المونيتور الأميركي، الأمر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام، ويضع العديد أيضاً من إشارات التعجب، فهل الأمم المتحدة بمجلس أمنها المسيس، والمنحاز حرفياً، نائمة على أذنيها حقاً، ولا تعي ما يشهده الشمال السوري من إرهاب ممنهج، وتواجد احتلالي تركي وأميركي غير شرعي، وغير قانوني؟!، وما يُعقد من صفقات إرهابية، ويعد من سيناريوهات دموية بين متزعمي الفصائل الإرهابية بتخطيط أميركي تركي ومباركة صهيونية؟!، أم أنها تعي ذلك جيداً، ولكن صالح الشعب السوري، واستقلاله، وحريته، وسيادته، وحقه في العيش بسلام، وحياة كريمة، لا يعنيها في شيء؟!، أم أنها كما سبق وذكرنا تغط في سبات عميق عندما يأمرها بذلك سيدها الأميركي، وتصحو لترعد وتزبد عندما يلوح في الأفق ما يعكر صفو مصالح عراب الإرهاب الأميركي، أو يظهر فجأة ما يقف حجر عثرة في وجه مشاريعه الاستعمارية، ومآربه الدونية الدنيئة؟!.
كل مخططات الانتهازي التركي مصيرها الفشل، وكذلك كل تنظيماته الإرهابية مصيرها الاندحار والأفول على يد بواسل الجيش العربي السوري، إن عاجلاً أو آجلاً، حتى وإن عول أردوغان وأدواته المأجورة على البيادق الإرهابية، والأحزمة الناسفة، والطبخات الكيماوية، وحتى أيضاً، وإن قامروا بكل الأوراق للإبقاء على وجودهم غير الشرعي، ولحماية متزعميهم التكفيريين من ضربات حماة الديار الدقيقة، والمركزية، والحاسمة.
من درعا جنوباً، إلى إدلب شمالاً، تتوالى الانتصارات تباعاً، قالتها دمشق: لن يكون هناك أي وجود إحتلالي، أو إرهابي، أو تكفيري على أراضينا، لذلك لا نبالغ إذا قلنا إن أردوغان وزمره التكفيرية من شاكلة الجولاني، ومستنسخاته لن يكون لهم وجود مستقبلاً، وكل أوهامهم ستتبدد أمام أعينهم، والأمر منوط بهمة حماة الديار، فعلى إيقاع خطواتهم ستتقهقر عقارب الإرهاب التركي، والأميركي، والإسرائيلي، بل ستنسف كلياً وعن بكرة أبيها.
حدث وتعليق -ريم صالح