الثورة أون لاين- دينا الحمد:
يستغرب البعض قيام ما يسمى سفير الكيان الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة بتمزيق تقرير مجلس حقوق الإنسان لأنه يدين كيانه العنصري، ويستغرب هؤلاء البعض أيضاً أن الإرهابي المذكور فعل فعلته أمام كل ممثلي العالم بالمنظمة الدولية دون أي احترام لهم، وينسى هؤلاء البعض أن الكيان الإسرائيلي قبل أن يمزق هذه الأوراق كان يدوس على قرارات الأمم المتحدة على مدى عقود من الزمن، ومنذ لحظة قيامه وحتى يومنا.
فهذا الكيان الاستيطاني الإرهابي العنصري لم يكتف منذ ولادته القسرية بالدوس على قرارات الشرعية الدولية بل وتنكر لها ولم ينفذ فقرة واحدة من فقراتها ولا بنداً واحداً من بنودها، ولهذا السبب فإن قيام ممثله لدى المنظمة الدولية المدعو جلعاد إردان بتوجيه إهانة للحاضرين على مقاعد الأمم المتحدة ليس جديداً ولا مستغرباً، ولا حدثاً استثنائياً بل هو فعل يعبر عن طبيعة هذا الكيان الإرهابي وجلده العنصري المتغطرس.
وإذا كان (إردان) قد وجه هذه الإهانة اليوم من على منبر الأمم المتحدة بتمزيقه تقرير مجلس حقوق الإنسان الذي يدين جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، فإن حكام الكيان العنصري ومشغلوهم وداعموهم في أميركا كانوا قد سبقوه بالقيام بأفعال مشابهة ولاقت استنكاراً كبيراً من قبل الأسرة الدولية.
وكلنا يذكر في هذا الإطار حادثة مشابهة حين قام ممثل الاحتلال الأسبق (حاييم هرتسوغ) بتمزيق قرار أممي يساوي الصهيونية بالعنصرية، وكلنا يذكر أيضاً ما صرح به (توماس نيدز) مرشح أميركا لمنصب سفيرها لدى الكيان الإسرائيلي في جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأميركي قبل سنة من الآن حول موقفه من القدس المحتلة والجولان العربي السوري المحتل حين قال “إن القدس هي عاصمة لإسرائيل” مروجاً للأوهام الأميركية المناقضة لحقائق التاريخ وكل القوانين والشرائع الدولية، وحين قال أيضاً: “إن إدارة الرئيس بايدن تدعم اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بأن الجولان جزء من إسرائيل” وبذلك فهو يوجه إهانة لكل دول العالم التي تحترم الشرعية الدولية والقرارات الدولية التي تعتبر الجولان والقدس أراض محتلة ويجب الانسحاب منها.
وكلنا يذكر رؤساء أميركا ووزراء خارجيتها ومندوبوها لدى المنظمة الدولية وهم يزدرون بالقرارات الدولية حول فلسطين أكثر من مرة، ويوجهون الإهانات للمنظمة الدولية ولأعضاء الأمم المتحدة مجتمعين في أكثر من مناسبة، وآخرها خلال جلسة خاصة للجمعية العامة منذ أيام عرضت فيها رئيسة مجلس حقوق الإنسان (نزهة شميم خان) تقريرها السنوي حول حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث هاجم ممثل الاحتلال الصهيوني المجلس ومزق تقريره الذي تضمن إدانة واضحة للاحتلال على جرائمه بحق الفلسطينيين بما فيها خلال عدوانه على قطاع غزة في أيار الماضي وقراره الذي ينص على تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ودائمة للنظر في انتهاكات سلطات الاحتلال القانون الدولي الإنساني وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نيسان الماضي والتقدم بتوصية لإنهاء الإفلات من العقوبة عن مثل تلك الجرائم وإنصاف الضحايا.
هكذا إذاً مزق ممثل الكيان الإرهابي لدى الأمم المتحدة تقرير مجلس حقوق الإنسان ووصفه بالمنحاز، وقال إن المجلس اتخذ 95 قراراً ضد كيانه من بين 142 قراراً صدرت عن المجلس منذ إنشائه قبل 15 عاماً، دون أن يسأل نفسه لماذا يقوم مجلس حقوق الإنسان بإصدار عشرات القرارات التي تدين كيانه العنصري؟ أليس لأن هذا الكيان هو كيان إرهابي ومارق وعنصري وأس وأساس الإجرام في هذا العالم؟!.. ولتبقى المفارقة الصارخة والمثيرة للاستغراب أن (جلعاد إردان) وجه هذه الإهانة المدوية لكل المجتمع الدولي وظل ممثلو هذا المجتمع صامتين ومازالوا يتفرجون على جرائم كيانه وإرهابه