من يراقب مواسم الحمضيات على مدى السنوات الماضية يكتشف من دون عناء تفكير أن هناك خللاً واضحاً في طريقة التعاطي مع هذا الملف.
سورية من الدول المنتجة للحمضيات عالمياً وهذا يجب ان يكون محفزاً لأصحاب القرار بالعناية والتشجيع.
الذي نراه على أرض الواقع اتباع سياسة الإحباط المتعمد لمزارعي الحمضيات سواء من ناحية التسعيرة أم ناحية التسويق!
منذ أشهر قليلة ضبطت وزارة التجارة الداخلية شحنة موز غير نظامية، فحجزتها ووزعتها على صالات السورية للتجارة و”أكرمت ” المواطن بالسماح له بشراء 2 كيلو موز بسعر عشرة آلاف ليرة للكيلو الواحد.. وعلى ” ذمة ” الوزارة أن هذا سعر التكلفة و لم تربح قرشاً واحداً..!!
الموز ” المضبوط” لم تدفع الوزارة ثمنه وأكدت أنها باعته للمواطن بسعر التكلفة…!
اليوم يباع كيلو الموز بأقل من ثلاثة آلاف ليرة.. ومن قبل تجار المفرق.. يعني هناك هامش ربح سواء للمستورد أو تاجر الجملة وصولاً الى تاجر المفرق ..
ما هذا السر؟ .. كيف هبط السعر بشكل مفاجىء إلى الربع .. ؟ ما التغييرات التي حصلت ولماذا؟!
معادلة غير مفهومة جعلت المواطن يضع عشرات علامات التعجب والاستفهام .. فما بالك بالمختصين والخبراء الاقتصاديين …
المراقب لآلية تسويق الحمضيات يلاحظ انخفاض أسعار الموز بشكل مفاجىء ومخيف مع بداية موسم الحمضيات سنوياً ..
هو تكرار غير بريء والهدف منه التأثير في تسويق الحمضيات وأسعارها …
الجانب الآخر :
حددت وزارة الزراعة سعر كيلو البرتقال والليمون ما بين 350- 750 ليرة سورية، في حين هناك دراسات ومعطيات لدى اتحاد الفلاحين أن هذا السعر لا يصل في أحسن أحواله الى مستوى التكلفة…
السؤال هنا:
ما المعطيات التي استندت إليها وزارة الزراعة في تسعيرها للحمضيات؟
كيلو الفجل والذي لا تتجاوز دورته الإنتاجية أكثر من شهر يباع بأكثر من ألف ليرة والأمر نفسه ينطبق على بعض السلع والمنتجات الزراعية التي لا تحتاج الى كثير من العناية والتكلفة … بينما الحمضيات دورة إنتاجها عام كامل مع تكاليف باهظة من ري ومبيدات وجهد يباع الكيلو بأقل من سعر كيلو الفجل!!
نعود ونؤكد أنها معادلة صعبة الفهم ولا يمكن إغفال التوجس عند مزارعي الحمضيات أن هناك من يعمل ” بالظل”ضد هذا المحصول الاستراتيجي.
لن ندخل هنا في هذه العجالة عند تفاصيل معمل العصائر بطرطوس والذي ألغي استكمال تنفيذه ووضع في الأدراج المظلمة من دون سابق إنذار رغم المناقصات واللجان التي استمرت لسنوات طوال …
ما العبرة من ذلك غير التخريب الممنهج المتبع من قبل البعض الذين يقفون صفاً واحداً ضد النهوض!!.
على الملأ – شعبان أحمد