كيف تنظر واشنطن إلى دمشق … بعينين من زجاج أم من خلال انقلاب حوجلة السحر على حضن أشباح البيت الأبيض؟!
العاصمة السورية قبلة دبلوماسية من جديد، تمد سجادها الأحمر فوق جثة عقوبات قيصر ترامب وخطوط أوباما الحمراء ورمادية جو بايدن .. التي تلوح برفع العقوبات وهي تجلس مغتصبة آبار النفط والقمح والقوانين الدولية على ضفاف شرق الفرات.
كيف تفكر واشنطن ورائحة العودة العربية باتت تزكم أنف إسرائيل، وتتزامن مع تحولات عظمى في المنطقة والملف السوري ..ظهور عربي في سورية يطل على كل تهديدات أردوغان في إدلب وزحف للأفعى الأميركية على بطن قسد فتتلون حسب المشهد.
هناك من يقول: إن بايدن أعطى الضوء الأخضر لمبادرة عربية وعودة دبلوماسية إلى سورية، وقد يكون ذلك لفك لغز استعصاء الحلول بمفتاح الشرق الأوسط المعلق على سور دمشق .. فما عادت المنطقة من دون سورية قادرة على حرب أو سلام حقيقي، بل يبدو الاستنزاف سيد المشهد.
ليس بعيداً أن يضطر بايدن لغض البصر عما يجري وخاصة أن واشنطن لم تستطع تمرير أهدافها في سورية منذ غزو العراق وحتى اللحظة، بل على العكس بدت سورية المنتصرة أقدر على فك حصارها الاقتصادي وقيود قيصر، وما عادت مفاتيح واشنطن صالحة للضغط والمراوغة.
عودة العرب إلى سورية من بوابة الأردن والإمارات أو مصر هي الحالة الطبيعية بحكم التاريخ والجغرافية واللغة والثقافة والسياسة… ولكن الغريب أن هناك من يستخدم مصطلح التطبيع بدلاً من عودة العلاقات.
لا ليس تطبيعاً، إنها حاجة سياسية واقتصادية، هي حاجة العرب لعاصمتهم دمشق .. وهو وعي متأخر ويقظة عربية بعد ثبات وتنوير سياسي يدرك خطورة المرحلة… سعياً لإنقاذ المنطقة من حرائق الربيع العربي والتطبيع.
البقعة الساخنة- عزة شتيوي