تصعيد أميركي هنا، واعتداء اسرائيلي هناك، تحشيد وتعزيز هنا، وتوتير وإشعال للحرائق هناك، باتت تلك هي العناوين الرئيسة للسياسات الأميركية، ليس في سورية فحسب، بل في عموم المنطقة والعالم أيضا، فلا يكاد يمر يوم إلا وتقوم أميركا بعمل تصعيدي واستفزازي من أجل أخذ الأمور بعيداً نحو الحرب والفوضى التي تحقق من خلالها الكثير من الأهداف والغايات التي تلهث ورائها بغية إعادة التحكم بزمام الأمور.
فالسلوك التصعيدي للإدارة الأميركية، بات يكرس جملة من الحقائق الهامة التي تحاول واشنطن إخفائها وطمسها عبر الهروب إلى الأمام ونشر الدمار والخراب والفوضى.
أبرز وأهم تلك الحقائق هي أن الولايات المتحدة قد خسرت موقعها كقوة مهيمنة وأحادية تتحكم بمصير الشعوب وتتفرد بسياسات وقرارات الدول، لاسيما بعد هزيمة مشروعها الاحتلالي والاستعماري في سورية والمنطقة، وبعد صعود قوى مؤثرة وفاعلة إقليمياً ودولياً إلى المسرح الدولي، وهذا الأمر جعلها كـ”الثور الهائج” تضرب هنا وهناك.
يبدو أن إدارة الرئيس بايدن قد اتخذت قرارها بإشاعة الفوضى والخراب ليس كرد فعل انتقامي على اخفاقاتها وهزائمها فحسب، بل لأن ذلك بات خيارها الوحيد في هذا التوقيت تحديداً، لكن ما تتجاهله الأخيرة حتى اللحظة هو أن تشبثها بخيارات التصعيد والتفجير وإشعال الحرائق التي لن تكون بمنأى عنها، لن يغير في قواعد الاشتباك أو في العناوين الرئيسة للمشهد شيئاً، بل سوف يؤدي إلى تثبيتها أكثر وأكثر، وبالتالي ما على واشنطن إلا الرجوع عن تلك الخيارات الكارثية والقبول بالواقع المرتسم على الأرض بكل قواعده ومعادلاته.
حدث وتعليق – فؤاد الوادي