الثورة أون لاين – نهى علي:
تحاول وزار النقل حالياً التركيز على استثمار كل مرافق النقل السككي، بما فيها الأملاك الواقعة تحت إدارة المؤسسات المتخصصة بهذا الشأن ، وهما المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي ومقرها دمشق، والمؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية ومقرها حلب.
ووفقاً للتقارير الرسمية الراشحة عن الوزارة، حققت المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي قفزات جيدة على مستوى استثمار المرافق الخاصة بها في دمشق والمحافظات الجنوبية وبشكل حقق لها عائدات جيدة، وتحاول الآن استئناف نشاطها الاستثماري في المناطق المحررة من الإرهاب، بعد أن كانت الأملاك العائدة لها قد تعرضت لعمليات نهب وتخريب ممنهج..هذا إضافة إلى سعي المؤسسة لاستثمارات من الطراز الثقيل في دمشق كمعمل تصنيع لوحات السيارات الذي سيحقق عائدات كبيرة للمؤسسة وللخزينة العامة.
أما فيما يخص استثمارات المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السورية فتوضح التقارير أنه نظراً لامتلاك المؤسسة عقارات كبيرة ومتعددة في كل من حلب – حماة– حمص– اللاذقية فإن ثمة سعي حالياً لتحديث الخارطة الاستثمارية لهذه العقارات من أجل طرحها للاستثمار بأسرع وقت ممكن، كما تعمل المؤسسة على نقل ملكية هذه العقارات إلى أملاك باسم المؤسسة وإعادة فرزها وتغيير الصفة التنظيمية والعمرانية لها لتصبح عقارات سياحية وتجارية لتتمكن من طرحها للاستثمار وفق برنامج محدد وذلك للاستفادة من عائدات الاستثمار للإنفاق على مشاريع المؤسسة لتحقيق برامج وخطط المؤسسة في عملية النقل ورفد خزينة الدولة بموارد مالية إضافية وخلق فرص عمل جديدة.
في سياق متصل وعلى صعيد الربط السككي مع دول الجوار تسعى وزارة النقل من أجل تأمين التمويل اللازم لتنفيذ مشروع إعادة تأهيل وتطوير خط حديد مرفأ طرطوس– حمص– مناجم الفوسفات بطول /286/كم (بهدف زيادة الطاقة النقلية والتمريرية له) وإنشاء خط جديد مناجم الفوسفات – البوكمال – الحدود العراقية بطول /270/كم وفق المعايير الفنية والخدمية المعتمدة دولياً لاستكمال هذا المحور وتأمين الربط السككي مع العراق وتأمين مستلزمات استثماره (معدات وتجهيزات مراكز الصيانة والإصلاح والأدوات المحركة والمتحركة ونظام الإشارات والاتصالات) لما له أهمية كبيرة في النقل الدولي.
هذا وهناك عقبات كثيرة تعترض العمل تتمثّل بالإجراءات القسرية الأحادية الجانب وغير الشرعية المتخذة على سورية، والتي أدت إلى عدم إمكانية تأمين القطع التبديلية للأدوات المحركة والمتحركة، علماً بأن هذه القطارات تقوم بنقل الركاب ونقل الحبوب والمواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات الرئيسية للمواطنين.
إضافة إلى أن منشآت وشبكات الخطوط الحديدية السورية ومحطاتها وقاطراتها وعربات نقل الركاب وشاحنات نقل البضائع ومراكز الصيانة والإصلاح ومنظومة الإشارات والاتصالات تعرضت إلى تخريب وتدمير ممنهج نتيجة الحرب على سورية منذ عام 2011 ما أدى إلى توقف حركة القطارات على أغلب محاور الشبكة حيث تم توثيق الأضرار بموجب ضبوط قانونية لغاية تاريخه بما يقارب تريليونين ومئة وخمس وثمانين ملياراً وخمسمئة مليون ليرة .
وتجتهد المؤسسة بالإمكانات المتواضعة حالياً من أجل استثمار قدراتها التشغيلية في نقل البضائع والركاب – على محدوديتها – و عملت على تسيير رحلات لنقل الركاب بين طرطوس واللاذقية لنقل طلاب الجامعات، وبذلك تقوم بدور اقتصادي وآخر اجتماعي لجهة التخفيف من معاناة الطلبة في النقل، وإتاحة الخدمات بأسعار رخيصة مقارنة مع التكاليف الكبيرة التي يضطر الطالب لدفعها مقابل تنقله بين طرطوس واللاذقية.