الثورة أون لاين – نيفين عيسى:
مراحل مُتعددة في تاريخ سورية الحديث، خاضها أبناء هذا الوطن وهم يَسطرون الملاحم تلو الأخرى على كافة الصعد، لأنهم مؤمنون بعمق الانتماء لبلادٍ أنجبت خيرة المناضلين والمبدعين والمثقفين على مر العصور.
في ذكرى الحركة التصحيحية يستذكر السوريون تلك المناسبة على المستوى الاجتماعي حيث رسّخت تلك الحركة جملةً من المفاهيم المجتمعية والأخلاقية التي تصبّ جميعها في حب الوطن وأولوية الانتماء لتاريخ وحاضر هذه الأمة ومستقبلها.
لم تكن الحركة التصحيحية ذات مفاعيل سياسية فقط بل إنها مهدت الدرب أمام أجيال متعاقبة تُدرك جيداً أن الأسرة هي الوحدة الأساسية في بناء مجتمعٍ متماسك يحفظ جيداً تاريخ أجداده، ويتمسك بثوابت حاضره ويعمل بكثيرٍ من الأمل من أجل مستقبله.
وليس خافياً على أحد أن العقود التي مرت على سورية بعد الحركة التصحيحية شهدت تطوراً غير مسبوق على عدة مستويات شملت الجوانب الاجتماعية والقانونية والتعليم ومشاركة المرأة في العمل والحياة السياسية حتى أصبحت سورية في مقدمة دول المنطقة التي منحت المرأة حقها في التعليم والعمل وشَغل المناصب السياسية والوظائف العامة وكافة مجالات الحياة العامة.
وفيما كانت دولٌ في العالم تبحث عن توصيفٍ للمرأة ودورها في المجتمع كانت المرأة السورية تشغل مناصب رفيعة في الدولة ومجلس الشعب والحكومة وغيرها من المساهمات الجادة في الحياة العامة في سورية.
وفي ذكرى التصحيح تبدو الذاكرة حافلةً بأسماء لنساءٍ شغلن مواقع متقدمة في المجتمع والدولة وقدّمن أنموذجاً في العطاء بلا حدود لوطن يستحقّ من أبنائه الكثير مما يُمكنهم تقديمه
