يوما بعد آخر تزداد على صفحات التواصل أعداد الذين يوقعون على لوحات ليست من انتاجهم، وفي أحيان كثيرة يكون الكمبيوتر قد رسمها لهم بدون اي تدخل منهم، يكفي وضع صورة في البرنامج، لتحصل عليها مرسومة بطريقة آلية بأقل من دقيقة (بإحساس قلم الرصاص أو الفحم أو المائي أو الزيتي أو أي تقنية تختارها) وهنا يجب أن نميز بين فن الديجيتال المعترف به عالمياً، وبين طريقة الرسم حسب البرامج المحفوظة في ذاكرة العقول الالكترونية المشار اليها هنا..
و من جهة أخرى هناك ادعياء عندهم من يرسم لهم أو يساعدهم في وضع اللمسات الأخيرة، وهناك من يشترون لوحات رخيصة غير موقعة من الصالات التجارية الموجودة خارج سورية أو داخلها، ويوقعون عليها إلى آخر ما هنالك من الأعيب لا تخفى على الذين يعرفون إمكانيات هؤلاء الأدعياء المتواضعة في الرسم والتلوين.
والمشكلة الكبرى لم تعد في بروز هؤلاء الذين يريدون فرض أنفسهم بهذه الطرق الملتوية، دون رادع أخلاقي فقط، إنما المشكلة تكمن أيضاً في أنهم يحوزون على إعجابات وتعقيبات بالمئات من فنانين معروفين، وأعمالهم المزيفة باتت مهيأة للدخول في الكتب التوثيقية والمتاحف وصالات العرض، وهذا يؤدي إلى خلط الأوراق حيث يتساوى المبدع مع الهاوي، والدجال مع الذي يعمل بإبداع وبعشق وصدق مطلق.
ولإزالة الالتباس الذي قد يحصل أشير الى وجود فن كمبيوتري معترف به، ويدرس كمادة في كلية الفنون، وفيه تدخل الموهبة والخبرة في انتاج العمل الفني، وهذا خارج الموضوع الذي أتحدث عنه، أنا لا أتحدث عن فنون الديجيتال ولا عن التشكيل بالضوء، ولا عن الذين يستعينون بصورة في خطوات إنجاز لوحاتهم، وإنما أتحدث عن لوحة تنسب على صفحات التواصل لشخص من دون أدنى حق، لأنها ليست من إبداعه ،حتى كبار رواد الحداثة عندنا لايستطيعون رسم بورتريهات بهذا الاتقان والحيوية وبدرجات الشبه الكاملة.وحتى من يقدم لوحة مستعيناً بالبرمجة يجب أن يقول إن هذا فن ديجيتال، حتى تكون هناك مصداقية، وحتى يكون لعمله قيمة فنية تضاف للقيم الإبداعية المتعارف عليها.
رؤية – أديب مخزوم