مؤشرات عديدة غير مفهومة السبب على تنوعها، ولكنها جميعها تشترك في أن نتيجتها واضحة: تضرر الإنتاج الزراعي في سورية ولا سيما منها في الساحل، كمواسم الليمون والحمضيات تماماً، وحيث لم يعد تقريباً من أشجار زيتون يمكن أن ترفد الموسم العام وتطعم أصحابها.
استيراد عصائر الليمون والحمضيات من بلاد آسيا، وإفساح المجال للتجار لطرح منتجات زيتهم مكتوم القيد بعبوات ممسوخة، كل ذلك حديث واضح عن تجاهل منتجاتنا الزراعية في الخارطة التجارية للبلاد، في وقت يكثر فيه الحديث ويتشعّب عن ضرورة تحفيز الإنتاج وتخصيص الأموال لتقويته.
لا يمكن لأحد أن يفسّر لنا بعد التهويل الإعلامي عن بدء السورية للتجارة استجرار موسم الحمضيات سبب غياب الرقم عن الكمية التي تم استجرارها حتى اليوم بعد مضي نحو أسبوع على ذلك، كما لا يمكن لأحد تفسير سبب غياب أي رقم او دراسة رسمية عن الزيتون ومواسمه التي تحكمها التكهّنات والأخبار الشفهية والتي تحدد بدورها بورصة الأسعار، مع الأخذ بالحسبان أن أحد لا يعارض أي عائد يحصل عليه الفلاح مهما كان عالياً، ولكنها معادلة غير محققة الحدوث لكون الأرباح تذهب للحلقات الوسيطة.
قبل الحديث عن تمكين الإنتاج لا بد من العمل على تحديد قطاعات الإنتاج وتحديداً منها الزراعي الذي يبدو قاطرة للنمو في الفترة الحالية، بالنظر إلى المشكلات التي تعاني منها الصناعة الوطنية، إن كان على مستوى ألاعيب بعض الصناعيين أو آلية اتخاذ القرار، الأمر الذي يفرض توجيه الاهتمام صوب الزراعة..
لعل من نافلة القول إن الزراعة يمكن لها حل مشكلة الطعام والشراب التي يعاني منها المواطن، الأمر الذي يتيح قطع شوط كبير في عملية الإصلاح الإنتاجي.
الكنز- مازن جلال خيربك