يؤكد التصعيد الذي تقوم به منظومة الإرهاب بشكل عام، والولايات المتحدة بشكل خاص، أن تلك الأطراف باتت تمتلك فائضاً كبيراً من الهزائم التي أضحت تدفعها إلى ارتكاب المزيد من الحماقات والمغامرات ليس في سورية فحسب، بل في دول كثيرة في المنطقة وخارجها.
الإدارة الأميركية ومعها أدواتها وحلفاؤها وشركاؤها في الحرب والإرهاب والعدوان على الشعب السوري، وخصوصاً الكيان الصهيوني، باتوا جميعاً بأمس الحاجة إلى من ينزلهم من أعلى الشجرة، لكن اللافت في الأمر ذلك الإصرار على التصعيد والتفجير برغم الأثمان الكارثية التي سيدفعونها على مختلف الجبهات التي يحاولون إشعال النيران فيها.
المؤكد أن السلوك الأميركي بأبعاده وتداعياته الإقليمية والدولية، بات يعكس حقيقة هزيمة المشروع الصهيوأميركي، والأهم أنه بات فقدان وخسران أميركا لموقعها الاستراتيجي كقوة آحادية ومهيمنة تتحكم بمصير الشعوب وتتفرد بسياسات وقرارات الدول، ولاسيما بعيد هزيمة مشروعها الاحتلالي والاستعماري في سورية والمنطقة، وبعد صعود قوى مؤثرة وفاعلة إقليمياً ودولياً إلى المسرح الدولي.
بحسب الوقائع والمعطيات يبدو أن إدارة الرئيس بايدن، قد اتخذت قرارها بالتصعيد المتدحرج والممنهج في أماكن عديدة في المنطقة والعالم، ليس كرد فعل انتقامي على إخفاقاتها وهزائمها فحسب، بل لأن ذلك بات خيارها الوحيد في هذا التوقيت تحديداً، لكن ما تتجاهله الأخيرة حتى اللحظة هو أن تشبثها بخيارات التصعيد والتفجير وإشعال الحرائق التي لن تكون بمنأى عنها، لن يغير في قواعد الاشتباك أو في العناوين الرئيسة للمشهد شيئاً، بل سوف يؤدي إلى تثبيتها أكثر وأكثر.
حدث وتعليق – فؤاد الوادي