الثورة أون لاين:
ستة وثمانون عاما على رحيل شيخ الشهداء عز الدين القسام ولا تزال ذكراه خالدة في قلوب الفلسطينيين فالبطل الذي قدم من مدينة جبلة السورية ليتصدى للاحتلال البريطاني لفلسطين جسد معنى الارتباط بين الشعبين الفلسطيني والسوري والدفاع عن الأرض في وجه كل الاحتلالات.
فمن وسط جامع الاستقلال في مدينة حيفا المحتلة أعلن القسام أن البريطانيين هم رأس البلاء والداء ويجب توجيه الإمكانات كلها لمحاربتهم وطردهم من فلسطين قبل أن يتمكنوا من تحقيق وعدهم المشؤوم لليهود “وعد بلفور” ما جعله هدفاً للاحتلال البريطاني ولا سيما بعدما حذر عز الدين القسام المصلين في إحدى خطب الجمعة سنة 1927 من التساهل مع الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
وصفي عبد الغني سكرتير اللجنة الشعبية للتضامن مع سورية أكد ان فلسطين تسكن وجدان السوريين فلا تغادر عقولهم ولا قلوبهم ويقدمون في سبيل تحريرها الأرواح والدماء وكل ما هو غال ونفيس ويشهد على ذلك ما قدمه المطران المقاوم هيلاريون كبوجي ابن سورية.. ومن قبله شيخ المقاومين عز الدين القسام الذي تمر ذكرى استشهاده على أرض فلسطين هذه الأيام.
وقال عبد الغني إن دعم سورية لفلسطين والدفاع عنها حتى الشهادة، موقف ثابت لا يتذبذب ولا يتزحزح أبدا وهو موقف بدأ قبل مجيء القسام الى فلسطين ومستمر حتى يومنا هذا.. وما الحرب الكونية التي شنتها أمريكا والصهيونية والغرب والرجعية العربية على سورية إلا لأنها رفضت المساومة على موقفها المبدئي الراسخ من قضية فلسطين ودعمها للمقاومة في فلسطين ولبنان.
الشهيد القسام ابن مدينة جبلة السورية جاء إلى فلسطين مقاوما للاحتلال البريطاني وإذ نحيي ذكرى استشهاده هذه الأيام فذلك لأن إحياء ذكرى الشهداء هو عطاء وتجسيد لاستنهاض القيم النبيلة السامية وبث روح التضحية والفداء في سبيل تحرير الأرض ويؤكد الفلسطينيون في الداخل أن من كانت فلسطين بوصلته ستبقى فلسطين وفية له على مر الزمان وأنه بتضحيات الشعب السوري وبواسل الجيش العربي السوري سيكون الخلاص لدول المنطقة وفلسطين في مقدمتها وما يتحقق من انتصارات على أرض سورية اليوم سيكون نصرا للعروبة جمعاء.
واعتبر المهندس شادي عبده ابن مدينة حيفا أن استشهاد القسام في فلسطين بعد كفاحه ضد الفرنسيين في سورية أكد أن هم الأوطان العربية واحد وأن العدو وإن تعددت وجوهه إلا أنه أيضا واحد والأهم أنه حسم بأن المقاومة هي الأداة الأصح والقادرة على هزيمة الأعداء حيث لم ينته القسام باستشهاده كما أمل الانكليز بل سرعان ما انفجر في وجوههم الإضراب الكبير عام 1936.
يستطيع الشهيد القسام أن يخلد في رقدته الأخيرة معتزا وهو يرى الوطن الأم سورية ما يزال قابضا على جمرة رفض احتلال فلسطين ويبقى الشهيد القسام رمزا عروبياً سورياً لوحدة الأمة العربية وأن سورية التي اختارت درب النضال وتبنت وضحت من أجل القضية الفلسطينية لا تزال على ثوابتها حتى اليوم فالبوصلة لم ولن تتغير يوما وستبقى متجهة نحو فلسطين.
عطا فرحات