الثورة أون لاين – حلب – حسن العجيلي:
لدوره الريادي التنويري اختارت مديرية ثقافة حلب الدكتور علي الناصر عنواناً لمهرجان عمر أبو ريشة الذي تقيمه ضمن احتفالية أيام الثقافة السورية “أصالة وتجدد” لتشهد الجلسة الأولى عرضاً لسيرة حياته التي امتدت ما بين عامي 1896 و 1970 حيث ولد في حماة وتلقى تحصيله العلمي بحماة ودمشق وسافر إلى الأستانة ومن ثم إلى فرنسا ودرس الطب وتخصص بالأمراض الداخلية وأتقن العديد من اللغات منها التركية والفرنسية والفارسية ، وله العديد من دواوين الشعر منها قصة قلب 1928 – الظمأ1931– اثنان في واحد 1968، كما له أعمال سردية نثرية البلدة المسحورة 1935 – دن الدموع 1954.
الإطلالة الأولى كانت مع الدكتور فايز الداية عن الدراما والأسطورة عند علي الناصر، مشيراً إلى أن شخصية علي الناصر الإبداعية والفكرية ارتبطت بنشأته الريفية ودراسته العلمية وحياته المهنية الطبية حيث كان مطالعاً لأحدث الكتب ويقول عنه سامي الكيالي بأنه كان يقرأ دون توقف، مضيفاً بأن الناصر قدم أنواعاً كثيرة حيث قدم في وقت مبكر النثرية الغنائية وكان معاصراً ومبكراً في تجديده النثري بالجانب الغنائي كما قدم أعمالاً سردية وإنتاجاً أدبياً محاولاً أن يفتح طرقاً عدة في نهضة الأمة وأن شعراء عاصروه مثل عمر أبو ريشة تأثروا به وكان يسمى بودلير سورية.
ورأى الأديب محمد أبو معتوق أن إبداع الدكتور علي الناصر إبداع كثيف ذو شجون ومأساة كديوان “اثنان في واحد” الذي تميز بالمشاركة مع الفنان التشكيلي عدنان ميسر بتحقيق مواءمة بين القصائد والصور المرسومة، مضيفاً بأن وجوده في عصر نزار قباني وعمر أبو ريشة ضيّع منه فرصة أن ينتبه الكثير إلى شعره وإبداعه لذلك انحاز إلى العزلة والكتابة الذاتية وأنه كان في داخله رجلاً متمرداً باتجاه التجديد وأنه مجدد ليس على مستوى الشعر بل على مستوى الصورة والغوص عميقاً في الوجدان الإنساني الجمعي.
أما نظرة النقاد للدكتور علي الناصر فتناولتها الدكتورة بتول دراو قائلة : إن الدراسات النقدية تجمع على ريادة الشاعر علي الناصر وأنه كانت لديه المحاولات الأولى للتجديد وفي وقت لافت، منوهة إلى أن الدراسات النقدية انطلقت من عدة أبعاد منها الجغرافي ففي مدينة حلب التي عاش فيها شهدت حركة ثقافية وعامة إضافة إلى تواصله مع العديد من الشخصيات الأدبية في المدن الأخرى، وفي الجانب التاريخي حيث يصر العديد من النقاد على التحليل الزمني ليكون للدكتور الناصر الريادة في شعر التفعيلة ولتجربة الشعر الحداثي، وفي البعد الفني إجماع نقدي على إخراجه من إطار القصيدة الكلاسيكية دون نفيها ويرى فيه سامي الكيالي تفرداً خاصاً.
كما قدمت ضحى عساف عدة نصوص شعرية وأدبية للدكتور علي الناصر.
وكان مدير الثقافة بحلب جابر الساجور وخلال إطلاقه الاحتفالية أكد على أهمية الدور الريادي للدكتور علي الناصر وتناوله في أعماله الشعرية والنثرية الحياة برؤية تخترق الجمود والرتابة، مضيفاً بأن الدكتور الناصر خاض في أسرار النفوس وانفعالات وخفايا المجتمع ومزج الأسطوري بالواقع.
تصوير – عماد مصطفى