الحرب الأخرى.. “زراعة السموم” وجهُ الحربِ الجديد في سورية!

الثورة – بقلم الدكتور مازن سليم خضور:

لا يحتاج الحديث عن “الحرب” على سورية البحث مطولاً في “البينة” والبرهان لتوضيحِ وجهتها الأساس في استهداف الدولة و التاريخ وضرب الحاضر والمستقبل، ليس فقط عسكرياً، بل عن طريق ضرب التراث والثروات والأدمغة والثقافات وهو ما أشرنا له ضمن سلسلة “الحرب الأخرى” في الثورة ضمن أكثر من مادة صحفية.
في الشمال السوري تبدو ملامح “الحرب الأخرى” أكثر وضوحاً من قبل، تتجاوز في ملامحها جرائم الاحتلال التركي في استهدف المياه و عمليات “التتريك” الممنهج و سرقة المصانع واقتلاع أشجار الزيتون، ليحضر وجهُ الاحتلال الأميركي هذه المرة ضمن مخططٍ خطير، يكمل جرائم السرقة الموصوفة للنفط والقمح، بأخرى تعمل على تدمير الأمن الغذائي في سورية .
صحيفة “وايرد” الأميركية قالت إنّ بعض العاملين في المركز الدولي للبحوث الزراعية السورية في المناطق الجافة، “إيكاردا” سرقوا بذور أهم المحاصيل على الأرض، من بنك الجينات في “تل حديا” جنوب “حلب”، عام 2014، لتكمل الرواية صحيفة “الغارديان” البريطانية بأن باحثين أميركيين “اكتشفوا”أن بذورا تنبت في سورية تستطيع حماية حقول القمح في الولايات المتحدة من الأضرار الناجمة عن التغير المناخي.
وأجرى الباحثون تجربة على البذور المسروقة في حقل مغطى بولاية كانساس، فأطلقوا سرباً من ذباب “هيشيان” على نحو” 20″ ألف نبتة، وفي نهاية المطاف، وجدوا أن الحشرة لم تقترب من النبات السوري” Aegilops tauschii” أو ما يعرف بـ”الدوسر”، وفق ما نقلت صحيفة “الغارديان”!.
إذاً الرواية تقول إن بذار القمح السوري سُرق من الإيكاردا في حلب ووصلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تعاني حسب خبراء الزراعة من انخفاض معدلات الإنتاج الأمريكية من القمح بنسبة 4% سنويا.
فصول الرواية لم تنتهِ، فبعد أن تمت سرقة البذار من سورية وتجربتها في الولايات المتحدة قامت قوات الاحتلال الأميركية مع أدواتها في الجزيرة السورية، ميليشيا “قسد” بمجموعة من الخطوات لإخراج المنطقة من معادلة السلة الغذائية الأكبر للبلاد، الميليشيا المدعومة “أمريكياً” قامت بسرقة المحاصيل وصوامع القمح السوري وتهريبها بالشاحنات إلى العراق ومن هناك إلى مناطق متفرقة، و منعت الفلاحين من بيع محاصيل القمح إلى المؤسسات الحكومة وفرضت العقوبات ومارست الإرهاب عليهم لمنع ذلك وعملت على حرق المحاصيل والأراضي للأشخاص الذين رفضوا تسليم محصولهم للميليشيا.
الاحتلال التركي بدوره، قام بتخفيض كميات المياه المتفق عليه دوليا لحصة سورية والعراق من مياه “دجلة” و “الفرات” لمنع إرواء المحاصيل الزراعية والاستفادة من المياه في المناطق التي تعاني بالأصل من موجات الجفاف.
خطوات ضرب “الجزيرة السورية” لم تتوقف عند سرقة البذار و النفط بل أكملت خطوات حربها الجديدة في جريمة توزيع “بذار قمحٍ مجانية” في منطقة تل حميس بريف الحسكة، و التي أظهرت الدراسات أن فيها حبوبا مصابة بالنيماتودا (ثأليل القمح) بنسبة ٣٠ إلى ٤٠ حبة في كل “1كغ” إضافة لإصابتها بحشرة المخازن نتيجة التخزين السيئ قبل إدخالها الأراضي السورية، وهذا ما أشار إليه “للثورة أون لاين” المهندس “سعيد جيجي” مدير الزراعة في الحسكة : بأنه تم الطلب من المصالح الزراعية بمعلومات بعد دخول 8 شاحنات عبر معبر “سيمالكا” غير الشرعي باتجاه سورية حول هذه الشحنات وخلال ساعات تم التأكد أن هذه الشاحنات قامت بإدخال ثلاثة آلاف طن من بذار الحنطة يدّعون أنها أمريكية المنشأ وقاموا بإرسال عينة والكيس الفارغ إلينا فتبيَن أنه ليس بذارا امريكيا بل البذار من تركيا وقد دوَن عليه ” تركيا – أضنا ” والتاريخ غير معروف يعني هذا التاريخ ممكن أن يكون مخزَنا من 4 سنوات لأنه غالبا ما تأتي المساعدات يكون معظمها غير صالحة للاستعمال والاستهلاك .
بعد ذلك ومباشرة باشروا في تل حميس بإعطاء حوالي 74 فلاحا ومزارعا ما يعادل 2 طن ونصف الطن لكل مزارع وبالفعل باشر المزارعون بالبذار وللأسف المزارعون والفلاحون لم يلحظوا السواد الموجود في البذار والتي هي “النيماتودا” ؟
طلبنا منهم عينة وقاموا بإرسال عينة جديدة وهذه العينة قمنا بإرسالها على الفور بالطائرة إلى العاصمة دمشق إلى مخبر الوقاية بالوزارة وخلال نصف ساعة أعلمونا بنتيجة التحاليل وكانت النتيجة إصابة بالغة “بالنيماتودا” والبذار لاتصلح لا للبذر ولا للطحن !
“النيماتودا” تكون بالحبة التي نقوم بزراعتها والكلام للمهندس “سعيد” حيث تصعد إلى الساق وتأكل قسما من الساق وتصعد نحو الأوراق وتلتف الأوراق على بعضها وتصبح مثل الثآليل وهي تدعى نيماتودا الثآليل .
و بين المهندس ” جيجي” : أن الأرض المصابة يجب أن تبقى خارج الإنتاج من 2 إلى 4 سنوات ويجب ألا يقوم المزارع بزرعها بالحنطة وأن يلجأ إلى الدورة الزراعية أي أن يقوم بزرعها بمحصول آخر كالفول والقطن .مدير الزراعة المهندس “سعيد جيجي ” أشار إلى أننا نملك الأصناف المعتمدة من “30” سنة وهي أصناف عالمية ومعترف عليها , أما النوع الموزع من البذار غير معترف عليه و هو غير معتمد.وأكد المهندس “سعيد” أن مديرية زراعة الحسكة، تمتلك البذار و الجهوزية العالية في المختبرات و التي قامت بالعمل على تحسينها، و هي تتنوع من بذار “شام1” حتى “شام10” و هي معتمدة بالتصنيفات العالمية ومعترف بها، بينما يغيب الاعتراف و الوثوقية من البذار الموزعة و التي تؤدي إلى تخريب كل الأصناف وهذا استكمال لمشروع ضرب الاقتصاد و الأمن الغذائي السوري، في واحدة من أكثر الجرائم خطورة.. “زراعة السموم” وجه الحرب الجديد!.

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص