الثورة – لميس عودة:
مع استئناف المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة (٤+١) والتي انطلقت جولتها السابعة في فيينا اليوم، يحبس كيان الاحتلال الإسرائيلي أنفاسه وتتلون واشنطن مموهة الموقف أمام إصرار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ضمان حقوقها بعدم تمزيق الاتفاق النووي كما فعل دونالد ترامب، وضرورة رفع العقوبات عن الشعب الإيراني خاصة أن إيران أبدت تعاونا كبيرا مع المجتمع الدولي فيما يخص ملفها النووي وسحبت كل الذرائع والمعوقات التي وضعتها أميركا ومن خلفها كيان الإرهاب الإسرائيلي في وجه تقدم المباحثات النووية، ولكن ذلك لا يعني التراجع عن المواقف المبدئية والأسس التي قامت عليها طاولة الاتفاق النووي منذ ٢٠١٥ وحتى اللحظة الراهنة.
طهران أكدت أن رفع العقوبات هو أساس أي مفاوضات ايجابية ومثمرة وتنفيذ للأسس التي بني عليها الاتفاق النووي وانه من المستبعد تماماً أن تقبل طهران بإبرام اتفاق مؤقّت في صورة “التزام بالتزام”
كما ترفض الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيّ تغيير في الجداول الزمنية التي حددتها الاتفاقية النووية، ويشمل ذلك يوم الانتقال في العام 2023، والذي يكون بعد انقضاء 8 سنوات من يوم اعتماد الخطة، وكذلك يوم إنهاء العمل بأحكام قرار مجلس الأمن رقم 2231 في العام 2025، والذي يكون بعد انقضاء 10 سنوات من يوم اعتماد الخطة، إذ يكفّ مجلس الأمن حينئذ عن النظر في المسألة النووية الإيرانيّة.
كما أن فرض أي عقوبات تحت أي ذرائع واهية من بينها أكاذيب حقوق الإنسان بعد تطبيق الاتفاق النووي في كانون الثاني2016 تعده طهران انتهاكاً للاتفاق.
كما أكدت طهران على ضرورة الحصول على ضمانات بأنَّ الولايات المتّحدة لن تنسحب مرة أخرى من الاتفاق النووي إضافة إلى التحقق من امتثال الأطراف الأخرى لالتزامات الاتفاق النووي، ويتعلّق ذلك بأن تكون هناك مدة زمنية لطهران حتى تتحقّق من رفع العقوبات وإزالة الحواجز التي تحول دون تطبيع علاقاتها التجارية الدولية على نحو فعال وعمليّ، قبل العودة إلى الامتثال التام بالاتفاقية.
بالأمس شهدت فيينا لقاءات واجتماعات بعد وصول فريق التفاوض الإيراني بقيادة علي باقري كني حيث تمهد هذه المشاورات لاستئناف المفاوضات النووية و احياء الاتفاق الموقّع في 2015 بين طهران ودول (٥+١) والذي ألغاه ترامب ويبدو أن المشاورات بدأت بين ايران وروسيا والصين وهو ما يرسل إشارات ايجابية للمشهد خاصة أن كل من موسكو وبكين تدركان أهداف الغرب وأبعاد الذبذبة والزئبقية الأميركية ومن ورائهما “اسرائيل “.
وكان رئيس الوفد الإيراني للمباحثات في فيينا باقري كني قد أكّد في مقابلة مع صحيفة “الاندبندنت” البريطانية، أنّ أي تقدّم في المفاوضات يجب أن يترافق مع إلغاء كل إجراءات الحظر الأميركية، وانتقد أداء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قائلاً: إنّ “الإدارة الراهنة تقوم بتكرار بعض أخطاء سلفها وتواصل سياسة الضغط الأقصى الفاشلة على طهران والتي أدّت إلى تخبّط أميركا السياسي”.
وفيما التزمت واشنطن الصمت لم تخفِ “اسرائيل” امتعاضها وخوفها وبدت ملامح الذعر السياسي بما صرحه رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت إنّ “إسرائيل قلقة جداً من أن ترفع القوى العالمية العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود غير كافية على برنامجها النووي”،
وفي وقتٍ سابق أعلن المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، روبرت مالي، أنّه من المرجح أن تُمارس الولايات المتحدة وشركاؤها ضغوطاً على إيران.
والجولة الجديدة من المفاوضات ستكون بين طهران ومجموعة 4+1 (ألمانيا وفرنسا وبریطانیا وروسيا والصين) ومن المُنتظر أن تشارك الولايات المتحدة في المفاوضات بشكل غير مباشر.
وقد أكدت الخارجية الإيرانية اليوم على لسان المتحدث باسمها سعيد خطيب زادة، أن طهران لن تجري محادثات ثنائية مع الوفد الأمريكي في محادثات فيينا النووية، وقال في مؤتمر صحفي: “فريق التفاوض الإيراني دخل فيينا بتصميم جاد للتوصل إلى مبادئ اتفاق ويفكر في محادثات موجهة نحو النتائج”.
وردا على سؤال حول إمكانية إجراء محادثات مباشرة بين الوفدين الإيراني والأمريكي خلال المحادثات قال زادة: “لن تكون هناك محادثات ثنائية مع الوفد الأمريكي خلال محادثات فيينا”، وشدد على أن “الأمريكيين يجب أن يأتوا إلى فيينا بهذا النهج لإزالة الجمود الذي أحدثته المفاوضات السابقة ورفع العقوبات المفروضة على إيران والتي فرضوها منذ عام 2015 بعلامات وهمية”.