ألم يتعظ الأمريكي، ومن معه في منظومة العدوان والتآمر على سورية، من الدروس والصفعات التي تلقوها في الميدان السوري بعد؟!، على ماذا يراهنون ؟!، ألم تُحرق كل أوراقهم السياسية، وتُفضح سيناريوهاتهم الدبلوماسية، والأممية ذات الرائحة الكيماوية؟!، ألم يتيقنوا بعد بأن مشاريعهم التقسيمية، الكانتونية، النهبوية، عصية على التنفيذ فوق الأرض السورية؟!.
إدارة الإرهاب الأميركية جربت عدة وصفات بنكهات تخريبية بحتة من بدعة الكيماوي، مروراً بالإرهاب المأجور، وصولاً إلى الحصار الاقتصادي، عبر بوابة ما يسمى “قيصر”، مروراً بالاتجار السياسي بمعاناة المهجرين، وعرقلة الحل على المسار السياسي، ولكن ماذا جنت سوى مراكمة الفشل لسياساتها العدوانية، فهل استطاع الأمريكي أن يحقق ولو جزءاً يسيراً من أجندته السياسية الاستعمارية؟!.
الإجابة واضحة، هو عجز عن تحقيق مخططاته في إطار المشروع الصهيوني المعد لسورية والمنطقة، وما انتصارات الجيش العربي السوري في الميدان، وصمود السوريين، والتفافهم حول جيشهم الباسل، ورهانهم على مؤسستهم العسكرية، بأنها القادرة على الذود عن حياض الوطن، وإيمانهم بقائدهم أنه القادر بحكمته على أن يرسو بهم على شط الأمان والاستقرار، حيث لا إرهاب، ولا احتلال، ولا حصار، إلا خير دليل على كلامنا هذا.
بل لعل قافلة التسويات والمصالحات التي انطلقت على امتداد الجغرافية السورية، وبخطا متسارعة هي الأخرى من يقطع الشك باليقين، هذا إن كان هناك شك أصلاً، ولعل آخر هذه التسويات ما شهدته محافظة دير الزور، والتي شملت المدنيين المطلوبين، والعسكريين الفارين، والمتخلفين عن الخدمتين الإلزامية، والاحتياطية، وما توافد مئات الأشخاص إلى مركز التسوية في مدينة الميادين جنوب شرق دير الزور لتسوية أوضاعهم، إلا أكبر صفعة على وجه كل من راهن أن باستطاعته أن يغير من معالم النسيج السوري وتلاحم كافة فئاته وشرائحه المجتمعية.
سورية انتصرت.. نقطة من أول السطر، ومشاريع الأمريكي الدونكيشوتية، وجوقته المارقة لن تبصر النور.
حدث وتعليق –ريم صالح