الثورة – حسين صقر:
من المعروف أن إعاقات التعلم واكتساب المهارات كثيرة، و”الديسغرافيا” أو عسر الكتابة إحدى تلك الإعاقات التي تواجه الأطفال خلال سنينهم الأولى وحتى مرحلة دخول المدرسة، وقد يصيب الكبار أيضاً.
هذا النوع من الإعاقة يؤثر سلباً على اكتساب الخبرات ومهارات التعلم والتعامل مع القلم، ويعرف بأنه اضطراب عصبي يمكن أن يصيب الأطفال أو البالغين على حد سواء، ويجعل الأشخاص به يكتبون نصوصاً غير مفهومة أو كلمات خاطئة، وحتى الآن لا يُعرف علماء النفس سبب عُسرالكتابة ولكن بالنسبة للبالغين فغالباً ما يكون بسبب حدث صادم مروا به.
وللحديث أكثر عن هذا الموضوع تقول السيدة هناء فخر الدين أبو فخر الاختصاصية في معالجة صعوبة النطق عند الأطفال: يمكن تصنيف الأطفال الذين يعانون من عسر الكتابة إلى قسمين، حيث هناك الأطفال الذين لا يعرفون الأشكال الهندسية، ولا حتى قراءة الأحرف، أو تمييزها عن بعضها، والأطفال الذين يعرفون ذلك، لافتة إلى أن القسم الأول يجب علينا أن نبدأ معهم خطوة خطوة، وذلك عبر تدريب الطفل الذي يعاني من ذلك، باستخدام الورقة والقلم، وليس عن طريق الهواتف أو الأجهزة المحمولة حتى يستطيع الطفل تركيز وترسيخ المعلومات.
وأضافت أبو فخر أن أول مرحلة نقوم بتعليم الطفل فيها على جميع درجات الألوان درجة درجة، و من لا يستطيع تمييز هذه الألوان وحفظها سوف يكون لديه مشكلة كبيرة للأسف، وسوف يحتاج وقتاً أطول للتعلم، أما إذا وجد الطفل صعوبة في تعلم الأعداد، فمن الممكن اتباع طريقة معينة مثل قضاء وقت في محيط الملعب والجري حوله، وجعل الطفل في هذه الأثناء يردد الأرقام سواء باللغة العربية أو الانكليزية، وهو ما سيحفز الطفل من تلقاء نفسه على حفظ المعلومات، و دون بذل جهد، ثم نعلمه على رسم شجرة العائلة مثلاً، وتحديد الألوان لكل شخص فيها، وأيضاً ضمن شكل معين، و هذا سيمكن الطفل من القدرة على التعرف على الألوان وحفظها.
ونصحت الاختصاصية في معالجة النطق عدم إرهاق الطفل أو إلزامه بتعلم الأحرف أو أي شيء مرة واحدة، إذ يجب علينا اتباع وسائل التسلية الهادفة الى التعليم والتسلية في نفس الوقت، لأنه من خلال اللعب بالرمل والتراب أو المعجون وتشكيل الأحرف أو الأشكال الهندسية سيتمكن الطفل من التعلم بطريقة أسرع وأسهل.
ولفتت أبو فخر إلى ضرورة الاهتمام باللغة الإنكليزية، بغض النظر فيما إذا كان الطفل يواجه صعوبة في تعلمها أم لا، موضحة أن الألوان المائية طريقة فعالة للقدرة على حفظ درجات الألوان كتلوين شجرة العائلة التي تحدثنا عنها مثلاً.
وقالت: إن عسر الكتابة الذي يواجهه الطفل قد يكون ناتج عن ضعف عضلات الأصابع وخصوصاً الإبهام والسبّابة، ولهذا يكمن حل هذه المشكلة عن طريق إشغال الطفل بوسائل تجعله يمرن هذه العضلات باستمرارية كقطف البقدونس أو تقطيع الفواكه بالسكاكين البلاستيكية، وتوفير جميع الوسائل الدراسية للطفل كدفاتر وأقلام “فولوماستر” للكتابة بخط كبير، حيث يجب أن يتوافر للطفل مساحة كافية أثناء الكتابة او الرسم ومن الممكن الاستماع إلى الموسيقى، بالإضافة لتعلم الإنكليزية من خلال الأغاني واللعب، وتشجيع الطفل من خلال عرض ما تعلمه سواء كتابة أو قراءة أمام الجميع، و بهذه الطريقة سيتم تحفيز الطفل للتعلم أكثر، وأشارت ابو فخر إلى أنه كلما صغر الطفل كبر قلمه وكبرت ريشته بكتابة الأحرف الكبيرة والواضحة.
ونوهت الاختصاصية في معالجة النطق، إلى أنه يمكن أيضا تعليم الطفل اللغة الإنكليزية أو أيام الأسبوع أثناء اللعب أو الطعام، وهو ما سيمكنه من تلقي المعلومة وحفظها، وأنا أتحدث عن تجربة شخصية لابنتي البالغة ثلاث سنوات من العمر
وأشارت إلى ضرورة الاهتمام بالمناسبات والأعياد، كأعياد الميلاد وتعليم الطفل السباحة لما لها دور أساسي في تكوين وصقل شخصية الطفل وتحفيزه على الحركة، وإذا كان الطفل يواجه أي مشاكل سنية كتراصف الأسنان أو غيرها يجب معالجتها من خلال تقويم مثلاً، فهذه المشاكل لها تأثير على لفظ الأحرف، وعند نطق حرف الباء، ميم ، أو اللام، راء، أو النون والعين مثلاً،.
كما يوجد مشاكل أنفية لابد من معالجتها، و تدريب عضلة اللسان بشكل يومي من خلال ملامسة سقف الفم للتمكن من نطق الأحرف بشكل سليم كحرف الراء والقاف . ومن جهة ثانية من الضروري تحريك عضلة اللسان أكثر من حركة بحيث نغلق الفم ونحبس اللسان خلفه، ثم نضع السبابة من الجهة اليمنى من الخارج عند الخد، ثم ندفع باللسان من الخد الأيمن حتى يخرج من الفم وبهذا يتم مساعدة اللسان على اللفظ والقراءة.
وختمت أبو فخر أن من أعراض عسر الكتابة، قيام المصاب بكتابة نصوص غير مفهومة أو كلمات خاطئة، وهذا أحد العلامات الشائعة، ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل شخص لديه خط سيىء يعاني من هذا الاضطراب، لكن من أكثر المؤشرات الشائعة لتلك الإعاقة تهجئة غير صحيحة وأحرف كبيرة، ومزيج من الحروف المخطوطة والمطبوعة، وتحجيم وتباعد
الأحرف بشكل غير مناسب، إلى جانب صعوبة في نسخ الكلمات، والكتابة البطيئة أو الشاقة، وصعوبة تخيل الكلمات قبل كتابتها، وكذلك وضع الجسم أو اليد غير عادي عند الكتابة كعدم الإمساك بإحكام بالقلم ما يؤدي إلى تقلصات في اليد، وحذف الحروف والكلمات من الجمل، وغالباً ما يواجه
الأشخاص المصابون بعُسر الكتابة صعوبة في التركيز على أشياء أخرى أثناء الكتابة، ما يُصعّب تدوين الملاحظات أثناء الحصة الدراسية.