اختبار النيات سابقاً ولاحقاً!!

ثورة اون لاين: رغم ما يشوب قرار مجلس الأمن الدولي حول سورية من ملاحظات، فإنه يفتح الطريق عملياً أمام مهمة السيد كوفي أنان إذا ما صدقت النيات، وإن كانت نيات الكثير من الأطراف والدول قد سقطت في امتحانات الجدية على مدى الأشهر الماضية أكثر من مرة، ونتمنى ألا تسقط من جديد، وإن كانت مؤشراتها الأولى على الأقل تنحو بهذا الاتجاه.
فالواضح أن الاجماع على إرسال المراقبين يقتضي بالقدر ذاته الاجماع على النظر بشمولية كاملة لمختلف جوانب المهمة، بما يمليه ذلك من تقيد والتزام بالإطار العام الذي بنيت عليه، والمعطيات التي جمعها المبعوث الدولي خلال الأيام القليلة الماضية.
لا أحد يشك بأن ما جرى خلال الأيام الثلاثة الأولى من بدء سريان وقف العمليات، يحتاج إلى توقف وتدقيق في مغزاه ودلالاته، إذ إن التصعيد السياسي والإعلامي والتحريض والتجييش الذي يترجم من قبل المسلحين مزيداً من الإرهاب وعمليات الاغتيال الممنهج، شهد تكثيفاً واضحاً بالتوازي مع الجهود السياسية المبذولة في مجلس الأمن.
وعلى القوس الممتد ذاته كانت الإدارة الأميركية تعلن عن دعم لوجستي للمسلحين يفتقده أصدقاؤها في المنطقة ويعوض عليهم عوزهم إلى الدعم السياسي العلني لزيادة تسليح الإرهابيين، وهو ما انعكس في عودة نبرة التهديد والوعيد من ثالوث التآمر القطري السعودي التركي.
وفق هذه المعطيات لا أحد يستطيع تجاهل النيات الأميركية المسبقة، خصوصاً أنها تتحرك في الاتجاهات الخاطئة لناحية التوقيت، وتعطي الإشارات المغلوطة حتى في المضمون، فيما لا يحتاج الأمر إلى دليل بعد أن قال ثالوث التآمر وبالفم الملآن نياته دون أي لبس.
لقد سمعنا بعد اتخاذ القرار خطباً لم تخلْ من اتهام وتشكيك مسبق، يعكس القرائن التي تتوسم تلك الأطراف البحث عنها، وتترجم الواقع الذي تريد افتراضه مسبقاً وصولاً إلى ما أبطنته في صيغة القرار الأممي من عبارات رغم عملية التنظيف المتقن التي قامت بها كل من روسيا والصين.
فإذا كانت العناوين بهذا الالتباس لن يكون من الصعب الجزم بوعورة التفاصيل، وإذا كانت البدايات بهذه النيات فلنا أن نتخيل مسيرتها في الأيام القادمة، ومساحة التجديف وصولاً إلى الغاية الأساسية في إفشال المهمة من أساسها، بعد أن حملتها الخطب الأميركية والفرنسية والبريطانية ما لا تحتمل، وقوّلتها ما لم يقله أساساً نص القرار.
على هذه القاعدة ثمة معضلة تفترض أن الطريق المفتوح أمام السيد كوفي أنان محاط بأفخاخ أعدتها الأدوات الاميركية في المنطقة ومحاصر بألغام حاضرة في كل خطوة، أو لا نعتقد أنها غائبة عن الذهن ويستطيع أن يقرأ ذلك بوضوح في بيانات ومواقف دول وأطراف لم تخفِ هويتها وموقفها.
ويستطيع أيضاً أن يبدأ منذ الآن إعداد جداوله الخاصة ويومياته المتعددة، لكنه لن يكون بمقدوره تجاهل الخطوط التي ترتسم هنا وهناك تارة بلغة التشكيك وتارة أخرى بصيغة التساؤل، وثالثة بأسلوب التحذير ورابعة بالوعيد وخامسة بالاستجداء…
وحين تحضر النيات لابد أن تحضر معها البدائل .. وعندما يغدق الأميركيون مساعدتهم للمسلحين لابد أن نستذكر كل الخيارات وفي المقدمة التحضير الأميركي المسبق للفشل بتجهيز الأدوات لسيناريو ما بعده والتي تنتعش بعد تحريض بانيتا لدعم مرتزقتهم بالسلاح ؟!!.

 

                                                                                                           علي قاسم
 

آخر الأخبار
وسط دعوات للعدالة وعدم النسيان.. إحياء الذكرى الثالثة عشرة لمجزرة داريا الكبرى  يئة ضمان الودائع... خطوة لإعادة بناء الثقة بالقطاع المصرفي السوري مجدداً اليوم..معرض دمشق الدولي يفتح أبوابه ونوافذه إلى العالم "سويفت" ليست مجرد خطوة تقنية - مصرفية.. بل تحول استراتيجي على حركة التجارة من الوعي إلى التطبيق..البلوك تشين في خدمة التحول الرقمي الحكومي أموال "البوابة الذهبية".. عقود بيع لا ودائع مجمدة (2-2) المعارض الذكية لتبادل المعلومات والخبرات المهندس حسن الحموي: فضاء واسع للمشاركين تركيا: الاعتداءات الإسرائيلية تقوض مساعي إرساء الاستقرار في سوريا والمنطقة معرض دمشق الدولي .. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول  الأمم المتحدة: مقتل الصحفيين في غزة غير مقبول ويجب تحقيق المساءلة والعدالة المعامل العلفية في حلب تحت مجهر رقابة الزراعة محمد الحلاق لـ"الثورة": ما يهمنا إظهار معرض دمشق الدولي كقوة اقتصادية جاذبة للاستثمارات  صيانة خطوط الكهرباء وإصلاح أعطال الشبكة في حمص وفد اقتصادي ألماني يبحث التعاون مع غرفة تجارة دمشق جذب الاستثمارات الزراعية.. اتحاد فلاحي حمص بمعرض دمشق الدولي وزير المالية: نرحب بالدعم الفني الأوروبي ونتطلع لزيارة وفد الأعمال الفرنسي رؤية جديدة في طرطوس لدعم الاستثمار وتوسيع آفاق التصدير  اعتماد المعيار المحاسبي الدولي IFRS 17 في قطاع التأمين الكويت: مواصلة الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته تجاه سوريا انتهاك للقانون الدولي مسار جديد لبناء تعليم نوعي يواكب متطلبات التنمية المجتمعية