العداء «الأردوغاني» واستجداء «الأطلسي»..!!

ثورة اون لاين: يصعب على السياسة وأحكامها أحياناً تفسير بعض الظواهر الرعناء، ويستحيل على التحليل السياسي فهم بعض الممارسات الطائشة لكثير من الساسة، لكنها حين تعاد إلى أصولها ومرجعياتها يمكن تلمس بعض بواباتها.
بمعيار السياسة, لم يكن أحد يشك في هشاشة ومحدودية السياسة السعودية والقطرية وضيق الأفق لديها، لكنها كانت صادمة في النموذج التركي، حين تنجرّ حكومة أردوغان وراء مراهقة سياسية وصبيانية غير مألوفة في العرف السياسي لدولة تمتلك إرثاً وموقعاً ودوراً, وفجأة تقامر بكل شيء مقابل وعود وتعهدات.
الدور التركي المشبوه، والمتورط إلى مستوى الإدانة الكاملة, بدعم المسلحين في سورية.. تسقط ورقته الأخيرة حين يستنجد بالأطلسي منكراً على السوريين حق الرد على المسلحين العابرين من أراضيه.. وبدل أن يستر عورته، نراه يجول في عواصم العالم، مستجدياً هنا ومستعطفاً هناك كي يراها من غفل عنها!!
لا ننكر أن تعامل سورية مع تركيا اتصف بكثير من الأناة والصبر، بل في بعض المراحل كان مادة للتساؤل لدى كثير من السوريين، حين نأت سورية بنفسها عن الرد على الكثير من التصريحات غير الودية، وبعضها لم تغب عنه العدائية الواضحة، فيما اقتربت في قسم منها من الترهات وأحياناً الصفاقة.
ولا ننكر أيضاً، أن حالة الاستيعاب تلك، رغم بعض التفسيرات المتباينة، كانت رسالة واضحة لحكومة أردوغان بمراجعة سياستها وتصريحاتها وحتى مواقفها، خصوصاً أن الكثير مما ذهبت إليه، لم يكن إلا صدى لظاهرة صوتية، سرعان ما انكشفت حدود التورم والاستطالة فيها.
لكن الأمر خرج عن سياقه، حين لم تكتفِ حكومة أردوغان بمواقفها العدائية، بل مارست على الأرض سياسة تحريض وتجييش، سرعان ما تحولت إلى إجراءات عملية في دعم المسلحين وإيوائهم وتوفير القاعدة المادية والعسكرية لوجودهم وتزويدهم بالسلاح وتسهيل عمليات تسللهم إلى الأراضي السورية للقيام باعتداءات وثقتها التقارير الصحفية التركية والعالمية، وهو ما بات معروفاً للقاصي والداني.
ومع تطور الأحداث، كانت حكومة أردوغان تذهب أبعد في إجراءاتها العدائية، حين استغلت وجود السوريين – الفارين منهم أو أولئك الذين نزحوا من أعمال المسلحين -وارتكبت بحقهم جرائم اغتصاب موثقة، فيما أمنت للمسلحين منهم معسكرات تدريب ومساحات دعم سياسي وإعلامي ومادي لم تُخفها أنقرة، ولم تتبرأ منها!!
الأخطر، ما تمارسه اليوم من نفاق سياسي ولهاث محموم في تطوير مواقفها العدائية حيال سورية، حين استنفرت أدوات الضغط السياسي والدبلوماسي، وجيّرت قواها وأدواتها وعلاقاتها من أجل تأجيج الموقف والتحريض على سورية، خصوصاً بعدما شعرت أن خطة المبعوث الدولي يمكن لها أن تسحب البساط من تحت قدميها نهائياً، بل تضعها أمام المساءلة الدولية لدورها المشبوه في دعم المسلحين!!
لذلك، لم تكتفِ حكومة أردوغان بذلك الدور العدائي، بل عمدت إلى تطويره بشكل فاضح، ليكون منطلقاً للعدوان عبر استجداء الأطلسي لحماية حدودها.. في دليل قاطع على أنها باتت جزءاً من المشكلة ولا دور لها في الحل!!
هذا ربما يفسر الهذيان التركي الذي دفع بأردوغان إلى السير في جهات الأرض بحثاً عن أنقاض دور هدمه بسياسته الرعناء، التي تجاوزت كل أعراف السياسة في تهورها وحماقتها، حين أحرقت آخر المراكب في تجنيها على سورية، إلى حد المباشرة بالعدوان، بكل ما تعنيه الكلمة.
وفيما تدرك تركيا أن استجداءها الأطلسي يعني محاولة يائسة لتوريطه في المشكلة، وبالتالي جرّ المنطقة إلى كارثة لا تُحمد عقباها، فإن القطري كما السعودي كان ينتظر ذلك كقارب نجاة من ورطته، وملاذاً للهرب من الحرج الذي وقعا فيه، بعد أن رفض الجميع دعواتهما للتسلح، بما فيهم الأميركيون والأوروبيون، ولو كان ظاهرياً، على الأقل.
فالتمّ «المنحوس مع خائب الرجا» في السعودية وليس ببعيد عنهما المتورم القطري بحثاً عن «قشة الغريق» وهو ما لقي صداها في تصعيد التحريض والتجييش الذي ترجمته التنظيمات المسلحة بعمليات الاغتيال وتفجير العبوات الناسفة واستهداف المدنيين.
الكفاءة السورية في إدارة السياسة تنسحب على كفاءة تماثلها على المستويات الأخرى في الإرادة والتصميم والدفاع عن السيادة الوطنية أيضاً.. وأمام كل الخيارات، لذلك نفترض ومن حسن النية أن يكون الدرس السوري في السياسة رادعاً كي لا يتكرر على المستويات الأخرى؟!!

 

                                                                                                                         علي قاسم
 

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية