الملحق الثقافي:ديب علي حسن:
ربما ستمر قرون حتى يظهر نزار آخر في المشهد الشعري العربي ..يقلقل الساكن ويحرك الماء الذي يبدو أنه نهر ولكنه في حقيقة الأمر ليس إلا بقايا سيل وطمي من العالم الأزرق الذي جعل الجميع يبدون وكأنهم أسنان مشط واحد.
نزار الذي استطاع بعبقريته أن يكون صوتاً مختلفا بدءاً من الرسم بالكلمات إلى كل مراحله الشعرية شغل النقاد والمتابعين ..وسيبقى زمناً طويلاً لا يصل إلى غوره إلا من أمتلك أدوات التجديد والإبداع.
نزار دمشق الغناء والياسمين والبيت العطر..ألم يقل إنه ولد في قارورة العطر.. ؟
والعطر الذي يعطر ما حوله ويغيره ليس إلارذاذاً لا قيمة له.
نزار هو القنديل الأخضر شعراً لا يموت وتجديداً في اللغة والشكل والموضوعات…لم ينزل بالشعر من عليائه بل سحب جمهور الشعر إليه.
جمهورية نزار الشعرية هي الملايين التي كانت وهي الحاضرة الآن وتلك التي ستكون.
ننتظر ولادة الشعر الأخضر من قنديل آخر يضيف إلى زيت نزار وإلى ماء اللغة العربية..
وطبعا الشاعر الكبير يستدعي وجود ناقد كبير ولكن ما نراه اليوم غير ذلك تماماً فلا النقد ازدهر ولا الشعر صارالقنديل الأخضر…ومازال في البال ما قاله نزار قباني ذات يوم بعد معركة نقدية طويلة مع مارون عبود حول قصيدة جانيت لنزار..
إذا قال مارون مخاطباً نزار: الشعر رقص فارقص حتى نصفق لك …وكان أن ختم نزار المعركة النقدية بقوله :سنقول كتبنا شعراً في عصر مارون عبود..
ترى ماذا سيقول شعراء اليوم ..كتبوا شعراً بعصر من…الفيسبوك أم …؟.
التاريخ: الثلاثاء7-12-2021
رقم العدد :1075