العنف وهيبة التعليم!

 

أفرزت الحرب العدوانية على سورية الكثير من التحديات والصعوبات وكرست أنماطاً من المفاهيم الخاطئة والظواهر الغريبة عن مجتمعنا وعاداته وتقاليده ومنها ظاهرة العنف المنتشرة بين طلاب وتلاميذ المدرسة أنفسهم أو بينهم وبين معلميهم والاعتداء على الكوادر التدريسية والتصادم معهم، والتجمع خارج أسوار الحرم المدرسي بعد الانصراف وقيام البعض منهم بافتعال المشاكل والمشاجرات الأقرب لثقافة العصابات والتقليد الأعمى لبعض شخصيات الأفلام والمسلسلات وتقمص تلك الأدوار، وما تحمله من المخاطر والمواجهات التي تتطور أحياناً نتيجة تدخل الأهالي والأصدقاء، عدا عن انتشار موضة الموبايلات والتدخين ورفقة السوء والذهاب لأماكن اللعب والحدائق والمقاهي العامة بدل المدارس ما يؤثر في فرص تعليمهم ومستقبلهم بشكل خطير.

تنامي ظاهرة العنف في المدارس والإقرار بوجودها لا ينقصان من شأن المؤسسة التربوية ودورها المهم في تنشئة الأجيال ولكنها لا تستطيع بمفردها تحمل العبء، فهناك دور كبير للمجتمع والأسرة بالدرجة الأولى لأنها المسؤولة عن ميول الأبناء ،وضعف وسائل الإرشاد والتوجيه الاجتماعي سواء من قبل المدرسة أو من قبل أهالي وأسر الطلاب، ناهيك بالأعداد الكثيفة بالقاعات الصفية، الأمر الذي يعوق موضوع مراقبة الطلاب ويخفف من جودة التعليم نتيجة اختلال التوازن بين التعليم والتربية.

الهدف الأساسي للعملية التعليمية هو التربية وهي تأتي قبل التعليم لذلك يجب تضافر الجهود الأسرية والمدرسية وباقي المؤسسات المعنية للتصدي لتلك الظواهر الخطيرة ووضع الخطط لمواجهتها والحد منها لأن العنف المدرسي هو نتاج للثقافة المجتمعية وللتباينات الاقتصادية والاجتماعية الملحوظة بين الطلاب وتنوع البيئات واكتظاظ الصفوف.

انطلاقاً من ذلك يجب تخصيص مادة التعليم الوجداني لمناقشة الطلاب بموضوع العنف المدرسي وتوعيتهم بآثاره السلبية وكيفية التصرف الصحيح عند التعرض له والالتزام بآداب الحديث مع بعضهم وحل المنازعات بالطرق السلمية وتحفيزهم على اكتساب السلوكيات الحسنة وممارستها وتكريس قيم المحبة والتسامح وإدخال الأنشطة المدرسية المتنوعة وتحفيزهم لممارسة هواياتهم من رسم وعزف ورياضة وطرح الأنشطة الترفيهية البديلة وتزويد المدارس بالاختصاصات والمؤهلات المطلوبة من مرشدين واختصاصيين نفسيين لتقصي العنف ومختلف المشاكل التي يتعرّض لها التلاميذ والمشاركة بإيجاد حلول لها وعدم التساهل بموضوع الاعتداء على الكادر التدريسي أو التعليمي والأهم من ذلك هو إعادة الهيبة إلى المؤسسة التربوية و للمدارس والمعلمين كما كانت في السابق.

أروقة محلية-بسام زيود

آخر الأخبار
المغرب يكسر رقم إسبانيا القياسي بسلسلته التاريخية لأول مرة... مشاركة سورية بعد التحرير في الألعاب الآسيوية بالبحرين.. مشاركة أولى للمواي تاي في شباب آسيا الانتخابات الكروية.. بمكانك سر أم بداية عهد جديد؟! هل بدأ الإصلاح في وزارة الرياضة والشباب..؟ مياه "الجفت".. ثروة مهدورة أم قنبلة بيئية موقوتة؟ حمص تحت وطأة التلوث.. الصناعات تهدد بيئة المدينة سوريا تشارك في الاجتماع العربي السابع للحد من الكوارث بخطة وطنية دمشق تُعيد رسم خارطة النفوذ..  قراءة في زيارة الشرع إلى روسيا الاتحادية وزير الطوارىء: نحن أبناء المخيّمات..نسعى لإعمار وطنٍ يُبنى بالعدل أوضاع المعتقلين وذوي الضحايا .. محور جولة هيئة العدالة الانتقالية بحلب بعد تحقيق لصحيفة الثورة.. محافظ حلب يحظر المفرقعات تخفيض الأرغفة في الربطة إلى 10 مع بقائها على وزنها وسعرها محافظة حلب تبحث تسهيل إجراءات مجموعات الحج والعمرة  جلسةٌ موسّعةٌ بين الرئيسين الشرع وبوتين لبحث تعزيز التعاون سوريا وروسيا.. شراكةٌ استراتيجيةٌ على أسس السيادة بتقنيات حديثة.. مستشفى الجامعة بحلب يطلق عمليات كيّ القلب الكهربائي بحضور وفد تركي.. جولة على واقع الاستثمار في "الشيخ نجار" بحلب أطباء الطوارئ والعناية المشددة في قلب المأزق الطارئ الصناعات البلاستيكية في حلب تحت ضغط منافسة المستوردة