الثورة – محمود ديبو:
في أحد أحياء المزة 86 بدمشق، بدأ المواطنون يسمعون أصوات لم تكن مألوفة خلال السنوات الماضية، وهي أصوات مضخات المياه التي اضطر البعض منهم مرغمين على استخدامها لملء خزاناتهم، علماً أنه وعلى مدى عشرين عاماً لم يكن هذا المشهد مألوفاً على الإطلاق لأنه لم يكن هناك حاجة لها لكون المياه كانت ترتفع إلى الخزانات بشكل طبيعي ودون مضخات.
ذلك أنه ومنذ حوالي ثلاثة أسابيع قامت إحدى ورشات مؤسسة مياه الشرب بدمشق بتعديل خط مياه الشرب في شارع صبحي سبح بالمزة 86 الذي مضى عليه أكثر من 20 عاماً دون أن يعلموا سكان الحي بما يفعلون وما هي الأسباب الداعية لذلك.
وبسبب هذا الإجراء غير المفهوم الأهداف فقد فرغت خزانات المياه لدى سكان الحي تماماً بعد مرور 3 أيام، حيث فوجئ الأهالي بأن الماء لا يصعد إلى الخزانات كما كان عليه الحال سابقاً.
مصادر المؤسسة العامة للمياه بررت ما فعلته الورشة بأنه يأتي لتأمين المياه إلى أحياء أخرى، وأعلمت الأهالي بأن عليهم تركيب مضخات مياه من الآن فصاعداً، لأن مسؤوليتها تنحصر في إيصال الماء إلى العداد ولا يمكنها تأمين الضخ المطلوب لتصعد المياه إلى الخزانات، علماً أنه وعلى مدى 20 عاماً كانت المياه تصل إلى الخزانات دون الحاجة لمضخات وبشكل طبيعي.
السيد وزير الموارد المائية الدكتور تمام رعد ولدى علمه بالموضوع قام بالتحقق من الحيثيات وسمع من مدير عام المؤسسة مبررات هذا الإجراء، ووجه بحل الموضوع وتقسيم فترات الضخ بين الخطين بحيث لا يكون هناك مشكلة، وبالفعل قامت المؤسسة خلال الأسبوع الأول بتحسين الضخ وامتلأت خزانات المواطنين.
إلا أن الوضع عاد كما كان عليه ولم تعد المياه ترتفع إلى الخزانات إلى أن فوجئ المواطنون مرة أخرى بأن خزاناتهم فارغة اليوم بسبب ضعف الضخ.
إلى جانب ذلك لاحظ الأهالي تغير طعم المياه الواصلة إلى البيوت ووجود شوائب كثيرة فيها الأمر الذي دفع الجميع للتساؤل ما الذي فعلته ورشة مؤسسة مياه الشرب ولمصلحة من تم اتخاذ هذا القرار غير المفهوم والذي لم يستطع أحد من المعنيين بالمؤسسة بأن يقدم توضيحاً مقنعاً حوله للأهالي الذين راجعوا مختلف دوائر المؤسسة إلا أنهم عادوا بخفي حنين، وسمعوا إجابات لم يكونوا يتوقعوها من مثل: “عليكم أن تعتادوا على الوضع الجديد”، أو “إذا أردتم ضخ عالي فأمنوا لنا المازوت لتشغيل مولدات الكهرباء لنضخ لكم المياه”، المسألة انتهت ولم يعد هناك إمكانية لتعديل الوضع.. “ركبوا مضخات على عداداتكم” …وهكذا
واليوم ما يزال أكثر من 150 بيت في الشارع المذكور تنتظر ورود المياه التي تم تثبيت تقنينها بوقت محدد من الساعة الحادية عشرة ليلاً وحتى السابعة صباحاً دون ضخ الأمر الذي بات يضطر ربات البيوت إلى تأجيل كل أعمالهن إلى وقت متأخر من الليل..
هي مسألة نضعها برسم المعنيين في مؤسسة مياه الشرب بدمشق وبعلم السيد وزير الموارد المائية الذي طلب من المؤسسة حل المشكلة وإنصاف الجميع، خاصة وأن المواطنين والسكان ليسوا قادرين على تحمل أعباء الحلول المطروحة من قبل المؤسسة وخاصة تركيب مضخات مياه نظراً لارتفاع تكاليفها