لويس آراغون.. شاعر الحب والمقاومة

الثورة:
لايمر عام إلا ويحتفي العالم بذكرى رحيل الشاعر لويس آراغون، صاحب عيون إلسا، ومجون إلسا وغيرها من الأعمال الشعرية الرائعة التي تعد كنوزاً إبداعية لايمكن الاستغناء عنها، وقبل هذا وذاك هو شاعر عالمي النزعة والشهرة يملأ الإبداع أعماله، التي تتجه إلى الجميع، فكرياً كان صاحب النزعة التي تمجد الجمال والإنسان والحرية، نبضه دائماً نحو الدفء، عاش حياة ثرة قضاها بالإبداع ونشر الثقافة الجمالية، وما تكاد تفتح صفحة من مواقع التواصل الاجتماعي ومراكز البحث إلا وتجد عنه الكثير.
من عوالمه الثرة اخترنا في ذكرى رحيله أن نقدم باقة مما كتب عنه، ومن إبداعه، بقي أن نشير إلى أنه رحل في كانون عام 1982 /.
▪️محطات:
ولد لويس آراغون في ضاحية نيبللي المتاخمة لباريس، في (3 تشرين الأول 1897)في نويي سور سين – كطفل “غير شرعي”، وقدمته أمه إلى المجتمع الفرنسي كأخ لها وليس كأبن، في الوقت الذي رفض فيه أبوه الاعتراف رسمياً بأبوته له، ولقد عاش آراغون تقلبات كثيرة في حياته.
ألتحق كطالب طب عام 1917، وبدأت الفترة الرئيسية في حياته الأدبية في هذا العام نفسه عندما التقى بريتون مؤسس السوريالية، لقد كانت بالنسبة إلى الشاعر نقطة انطلاق أكثر مما كانت نهجا، وآراغون شاعر فرنسي، وروائي ومحرر، وهو الشيوعي الذي ربط كثيراً من كتاباته بهويته الأيديولوجية، وفي مطلع ثلاثينات القرن الماضي، انتصر للشيوعية، وزار الاتحاد السوفييتي معبّرا عن إعجابه بتجربته الاشتراكية، ومادحاً الدور التاريخي لستالين.
وقد ظلّ آراغون وفيّا للشيوعية حتى نهاية حياته.
وقد عُيّن لويس آراغون في الثلاثينات من القرن الماضي، أي خلال فترة صعود النازية في ألمانيا، والفاشية في إيطاليا، رئيساً للاتحاد العالمي للكتاب الثوريين خلال المؤتمر الذي انعقد في موسكو نهاية عام 1930.
كتب في هذه المرحلة الطويلة التي سميت بالواقعية بعد زيارته إلى الاتحاد السوفييتي 1930 كتب خمس روايات، ونشر العديد من القصائد ومن أبرزها قصيدة (الجبهة الحمراء)، ورواية (أجراس بال) 1934، والأحياء الجميلة 1936، مسافرو الملكية 1939، واوربليان1944، والشيوعيون 1954، ولعل الدرس الأول الذي أن نستفاد من سيرة هذا الشاعر العظيم يساريا وتجريباً وسوريالياً ودادائياً، وشاعر مقاوم بعد هزيمة فرنسا 1939 لجأ إلى جنوب المنطقة الحرة كما تسمى، وشارك في المقاومة، سواء من خلال الأنشطة الأدبية وتنظيم إجراءات المقاومة، كما تعكس قصائده ما بعد الحرب من ذكريات المقاومة.
▪️ملهمته:
كتب لزوجته وحبيبته ألزا الروسية الأصل ومادة إلهامه، التي كانت في حياته نوعاً من مشروع أو أسطورة شعريه حيث أسمى ديوانه (مجنون ألزا) متأثراً بمجنون ليلى، في «مجنون إلزا» يجد القارىء نفسه أمام ملحمة تجمع بين فني الشعر والنثر، وهو نص تنبع أهميته من أنه راح ينظر إلى ما حدث في الأندلس من وجهة نظر المهزومين، لا من وجهة نظر المنتصرين، والمهزومون هم هنا، أول الأمر، كائنات بشرية، لكنهم كانوا أيضاً أبناءً لحضارة مزدهرة كانت هي ما أشع بنوره على أوروبا كلها.
إن الشاعر وضع نص “مجنون إلزا” أصلاً لفرط استلهامه لحكايات وأشعار عربية، ولتمثله لوقائع وأحداث حصلت في غرناطة العربية قبل سقوطها في عام 1492 بسنتين. شاعر ومغن غرناطي، غريب الأطوار، يطوف في أسواق غرناطة، راوياً أيامها الماضية، متحدثاً عن حاضرها الحزين، ومتغنياً بامرأة سلبت لبّه المجنون.. الغرناطي يستل أراغون صورته من المجنون العربي القديم، قيس ابن الملوّح، ويبني عليها ديوانه، وفي غمار ذلك يسعى لرد الاعتبار لأبي عبدالله آخر ملوك غرناطة.
ومن مجموعته “عيون إلزا” نقتطف:
عيناك من شدة عمقهما رأيت فيهما وأنا أنحني لأشرب
كل الشموس تنعكس
كل اليائسين يلقون فيها بأنفسهم حتى الموت
عيناك من شدة عمقهما.. أني أضعت فيهما ذاكرتي.
في ظل الطيور يوجد المحيط المضطرب
ثم فجأة يشرق الطقس الجميل وتتغير عيناك
الصيف يطوق الطبيعة العارية بمئزر الملائكة
السماء لم تكن أبداً زرقاء كما هي فوق القمح.
الرياح تذرو بلا طائل أحزان الزرقة
عيناك أكثر صفاء منها عندما تتألق فيهما دمعة
عيناك تجعل السماء التي تعقب المطر غيورة
الزجاج لا يكون أبداً أشد زرقة إلا عند تحطمه.
أم لسبعة أحزان يا أيتها الضياء المبتلة
سبعة سيوف اخترقت مخروط الألوان
النهار أشد حسرة وهو يبزغ بين الدموع
قوس قزح يثقبه سواد أشد زرقة من أن يكلل بالحزن.
عيناك في الحزن تفتحان شقاً مزدوجاً
عن طريقه تقع معجزة الملوك
عندما رأوا ثلاثتهم بقلب خفاق
رداء مريم معلقاً في الحظيرة.
فم واحد يكفي في شهر( مايو) كلمات

آخر الأخبار
رفض الهجري للسلطة المركزية يعمّق الأزمة في السويداء ويثير تساؤلات حول البدائل المطروحة  توقف السرافيس في حلب يعيد رسم مشهد النقل "المالية" تعلن رفع الحد الأدنى المعفى من ضريبة الدخل على الرواتب والأجور مع تعذر إدخال كميات جديدة من الوقود..  "الاتصالات": الخدمات في السويداء ستبقى عرضة للانقطاعات  أكاديميو طرطوس لـ"الثورة":  سوريا الواحدة الموحَّدة أمانة في أعناقنا  المبعوثة البريطانية: تقرير التقصي حول أحداث الساحل رسالة بأن المحاسبة ستشمل جميع الجرائم  باراك: احتواء الأعمال العدائية في السويداء يتم بوقف العنف وحماية الأبرياء   بحث احتياجات المهجرين من السويداء مع "الأغذية العالمي" بدرعا سوريا تندّد بمنع دخول قافلة إنسانية إلى السويداء وتحذّر من تداعيات أمنية خطيرة داعم للأسر الريفية في طرطوس.. "تربية الأبقار" مشروع متناهي الصغر رويترز: شركات أميركية تعد خطة لإعادة تأسيس البنية التحتية للطاقة في سوريا من التسرّب إلى التسوّل.. حكايات ترقب بصيص النور في نفق الأمل تفقد مراكز إيواء المهجرين بالريف الشرقي في درعا استبدال وتوسيع مراكز تحويل كهرباء بالقنيطرة دعم المحاصيل وتحسين أنظمة الري في ريف سمعان بحلب آثار حلب تستعيد نحو 1000 قطعة أثرية ثمينة حلب تبسط تراخيص البناء لتمهيد الطريق أمام الإعمار تطوير خطة شاملة بحلب لإدارة النفايات وإعادة تدويرها جنرال إسرائيلي يؤكد أن إسرائيل في حالة ضبابية وتصدع داخلي إعادة التشجير.. أمل أخضر ينبت من رماد الحرائق