الثورة – عبير علي:
شاعرة استطاعت أن توقد حروفها بجمالية الشعر وبلاغته، تحاول الإبحار من خلال قصائدها، فكل قصيدة لها حكاية من الواقع، تكتب معظم الأنماط الشعرية وتبدع في قصيدة النثر.. ولها الكثير من المنشورات والمقالات في صحف محلية وعربية.
وصدر لها أربع مجموعات شعرية “نافذة للطفولة والبحر”، “أحزان على ضفاف الجسد”،”للروح أغني”، “مرايا البحر”، تحدثنا الشاعرة هويدا مصطفى وفي لقاء مع صحيفة الثورة حول موهبتها الشعرية، ومتى بدأت الخروج من شرنقة الصمت والبوح للآخرين عما تخالجه الروح؟ ذكرت مصطفى أن موهبتها بدأت في المرحلة الابتدائية، إذ كانت تتأثر بأي مشهد يمر في طفولتها البريئة، فتحتضن أوراقها وتلملم بقايا الصور العالقة بذاكرتها، لتنسج منها بعض الخواطر التي اتسمت حينها بولادة موهبتها الفطرية، التي اكتشفتها معلمتها في المدرسة فبدأت تشارك بالمناسبات والنشاطات التي كانت تقام في المدرسة، بإشراقة الغد التي أوقدت من مشاعرها حروف نور في سماء الأدب، لافتة إلى أنها ليست بشاعرة، بل لا تزال تخطو على سلم الشعر، لأن عالم الشعر كالروح مداه بعيد.
وعن المضامين الفكرية التي احتوتها مجموعاتها الشعرية، وما القصيدة الأقرب إلى روحها.. أشارت الشاعرة مصطفى إلى أن الشعر هو من يكتبها وليست من تكتبه، لأن الواقع يرسم خيوطه في مداد فكرها ونسيم روحها، لذلك نجدها بين تفاصيل الواقع وحكاياته، مؤكدة أنها حاولت أن تكون قريبة من الناس ومن الطبيعة والبحر والوطن، فهو نبض قلبها والحب عالمها، فكل حالة كانت تعيشها تكتبها دون موعد مسبق، ونوهت أنها تكتب كل أنماط الشعر وكل نمط له خصوصيته لحظة الكتابة، ولكنها تجد نفسها محلقة بقصيدة النثر التي تأخذها لعالمها المفتوح بفضاء النور والإبداع.
وحول مجموعاتها الشعرية الأربع، وفي أي مجموعة شعرية تجد نفسها.. أكدت مصطفى أن “نافذة للطفولة والبحر”، كانت أول ولادة لها في عالم الشعر صدرت عام 2001، من خلال مشاركتها الواسعة في نشاطات متعددة ومهرجانات شعرية بمعظم المحافظات، صقلت لغتها أكثر، وكانت ولادة مجموعتها الثانية “أحزان على ضفاف الجسد”، ومن ثم “للروح أغني”و”مرايا البحر “آخر إصداراتها عام 2024.
وهي تعتبر كل ولادة مجموعة بمثابة الولد بالنسبة لها، وكل مجموعة تجد نفسها بطريقة تختلف عن الأخرى من حيث النضج الفكري والإبداعي والعاطفي، ومن حيث مسافات الزمن التي جعلتها قريبة من المتلقي أكثر وفق ما ذكرت.
وعن كونها أنثى وهل استطاعت ترجمة حالات المرأة من خلال نصها الشعري؟ أكدت مصطفى أن لديها القدرة على كتابة كل ما يجول في خاطر المرأة، من خلال مشاعرها وأحاسيسها وكل حالاتها، إذ تناولت في شعرها حالات اجتماعية كثيرة تخص المرأة، كما تناولت المرأة المناضلة، فهي رمز العطاء والحياة فكتبت نصاً بعنوان “أنا أنثى”.
وفي إطار كونها تعمل في مجال الإعلام، وعن العلاقة بين الإعلام والشعر، وما قدم الإعلام لهويدا مصطفى أشارت إلى أن للإعلام دوراً أساسياً في إظهار أي عمل أدبي، وفي إلقاء الضوء على نتاجات أدبية وفكرية ونقدية وفنية بكل المجالات، وهي من خلال عملها الصحفي، حاولت إلقاء الضوء على الكثيرين من الأدباء، وكانت تهتم بمن تجد لديه موهبة، ولفتت إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون الشاعر لديه مجموعات شعرية لنقول إنه شاعر، وليس الشاعر بعدد الكتب إنما الشاعر الذي يثبت وجوده من خلال قصيدته.
وبالنسبة لها الإعلام قدم لها الكثير من خلال اللقاءات التلفزيونية والإذاعية، والمنشورات بصحف محلية وعربية، ومن خلال حفل توقيع مجموعاتها كان للإعلام الدور الكبير لوجودها بالساحة الأدبية.
ورداً على سؤالنا كيف يكون النص الشعري قريباً من المتلقي؟ قالت مصطفى: بالنسبة لي الشعر الذي يمتلك بلاغة شعرية، وصوراً ذات دلالات رمزية تصل حد الدهشة وأسميه الشعر السهل الممتنع، بعيداً عن التعقيد في اختيار الكلمات، منوهة بأنه يتوجب علينا أن نجعل النص الشعري كقطعة موسيقية، تدندن على شفاه السطور وتطرب آذان وإحساس المتلقي من دون تكلف.
من يقرأ النصوص الشعرية لمصطفى يجد أنها تدخل عالم الفلسفة، ماذا تحديثننا عن ذلك؟ الكتابة هي روح، والروح هي عالم لا متناهٍ تجمعني به ذرات الضوء، التي تتناسل على مقبرة الذاكرة، فأعيش تفاصيلها وتشغلني جداً حكاية الوجود والعدم والطاقة، التي استمد منها شاعريتي وأحاسيسي الممزوجة بفضاء نصي المتأرجح على بوابة الزمن، بكل ما يمر على أرصفة العبور، فتأخذني حروفي للغوص في تلك العوالم.. لافتة إلى أن مشاريعها القادمة هي مخطوط شعري جديد ستنتهي منه قريباً.