الثورة – ريم صالح:
لا نجافي الحقيقة إذا قلنا أن الشمال والشرق السوري بما يحدث فيهما من جرائم إرهابية، وتغييرات ديمغرافية، وعمليات نهبوية من قبل الاحتلالين الأميركي والتركي وأدواتهما الإرهابية والانفصالية، لا نبالغ إذا قلنا أنه يتسيد المشهد الميداني والسياسي اليوم، حيث إدارة الإرهاب الأمريكية تقيم قواعد غير شرعية، بعد أن شرعنت لقواتها الغازية التواجد قرب آبار النفط والغاز السورية، وتنقل دبابات ومعدات عسكرية إلى قواعدها الاحتلالية جنوب الحسكة، وغيرها من القواعد الاحتلالية بشكل شبه يومي، كذلك فإن قواتها المحتلة تستهدف برصاص غدرها المدنيين في شرق دير الزور، وفي أماكن أخرى من الجزيرة السورية، وتمعن بقتلهم بالصواريخ والقنابل المحرمة دولياً، وتدمر المشافي، والمدارس، وتحرق الأراضي الزراعية، وتصب نار حقدها على محاصيل السوريين، وفوق هذا كله تزاود بحقوقهم، وتنصب نفسها زوراً وبهتاناً ناطقة باسمهم، وتقامر على الطاولة الأممية بقضيتهم، وتحاجج كذباً ونفقاً في الأروقة الدولية بمعاناتهم، وهي التي تحاصرهم بـ”قيصرها”، وتميتهم جوعاً، وعطشاً، ومرضاً، وهذا يرقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
المؤكد لنا جميعاً أن الاحتلالين الأمريكي والتركي، وأي تواجد غير شرعي على أراضينا إلى زوال، وكل هذا التصعيد العدواني المحموم، والاستعماري المسعور الذي يشهده الشمال والشرق السوري، ما هو إلا تنفيس عن حالة التخبط التي يعيشها كل من المهزوم الأمريكي، والواهم التركي، فكل أوراقهما احترقت تحت أقدام بواسل الجيش العربي السوري، وكل مخططاتهما التقسيمية والكانتونية التوسعية باءت وستبوء بالفشل، ولن تبصر النور.
وما الحراك الشعبي المتنامي لمقاومة الاحتلال الأميركي وأدواته ومرتزقته الانفصاليين، ومقاومة إرهابيي المحتل التركي ومأجوريه، إلا خير دليل على كلامنا هذا، وعلى سبيل الذكر لا الحصر وتحديداً في الحادي عشر من الشهر الحالي اعترض أهالي بلدة المتينية بريف القامشلي الجنوبي الشرقي رتل آليات لجيش الاحتلال الأمريكي ومنعوه من المرور عبر القرية وأجبروه على التراجع.
كما اعترض حاجز الجيش العربي السوري المتمركز في محيط قرية عاكولة بريف القامشلي الجنوبي الشرقي رتلاً لقوات الاحتلال الأمريكي مؤلفا من 5 عربات عسكرية ومنعه من المرور باتجاه مدينة القامشلي وأجبره على التراجع ومغادرة المنطقة في الثالث والعشرين من الشهر الماضي.
وفي يوم 24/10 اعترض أهالي قرية حامو بريف القامشلي شمال شرقي سورية للمرة الثانية خلال أسبوع رتلاً للجيش الأمريكي من 5 مدرعات، ومنعوه من دخول قريتهم برشقه بالحجارة، وأجبروها بمؤازرة من الجيش السوري على المغادرة والعودة أدراجه.
وفي الـ17 من تشرين الثاني الماضي اعترض أهالي قرية تل ذهب في ريف القامشلي الجنوبي رتل آليات للقوات الأمريكية ومنعوه من المرور عبر القرية باتجاه مدينة القامشلي، فضلا عن الهجمات المتكررة التي تنفذها فصائل المقاومة الشعبية على تحركات ومواقع مسلحي ميليشيا “قسد” ضمن المناطق التي ينتشرون فيها بدعم من قوات الاحتلال الأمريكي في الجزيرة السورية وغالباً ما تسفر هذه الهجمات عن إيقاع قتلى ومصابين في صفوف الميليشيا وإعطاب آليات لهم.
