الثورة – آنا عزيز الخضر:
لمسرح خيال الظل خصوصيته، كونه يجسد النواة الأهم لنشوء المسرح، وقد رافق الذاكرة كموروثٍ ثقافي، لذلك يسعى المشهد الثقافي للحفاظ عليه، وعلى مفرداته وتفاصيله وتقنياته..
حول هذا المسرح، حدثتنا الفنانة “مها داوود” التي أنجزت الكثير من الأعمال الموجهة للطفل، فقالت:
“ماضينا جزء من تكويننا الفكري والثقافي، ومن الأهمية الحفاظ على كلّ منتج وكلّ عنصر من عناصر التراث، بنوعيه المادي واللامادي، بما فيها عنصر خيال الظل.
مسرح خيال الظل، هو نوع من المسارح الشعبية، يقوم على تحريك مجموعة من الدمى الجلدية المتمفصلة، وذلك من وراء ستارة يسلّط عليها الضوء، لتظهر ظلالها على الستارة المواجهة للجمهور، حيث يقوم بتحريكها شخص يدعى (المخايل).
تعدّدت الآراء في تاريخ نشأة خيال الظل وموطنه الأول، ولكن أيّا كان تاريخه وموطنه فهو فنّ قديم جداً ومنتشر عالمياً وعربياً.. وله هوية معينة وخصوصية في كلّ بلدٍ يوجد فيه.
تمّ إدراج عنصر خيال الظل في سورية، على قائمة التراث الثقافي اللامادي الذي يحتاج إلى الصون العاجل لمنظمة اليونيسكو عام 2018 ، وهذا اعتراف بغنى التراث الثقافي اللامادي السوري من قبل المجتمع الدولي.
ويتم صون مسرح خيال الظل من خلال الأمانة السورية للتنمية، وبمساعدة الجهات الحكومية وغير الحكومية والمجتمع المحلي من خلال: تدريب وتأهيل وزيادة ممارسي العنصر، ورفع الوعي المجتمعي بأهميته، والمشاركة في الاحتفالات الدولية وتقديم التجربة السورية وخصوصيتها، وتنظيم معارض وفعاليات تظهر التراث السوري الحي من خلال استثمار المواقع الأثرية، والعمل بنية تشريعية وقانونية، لصون عناصر التراث الثقافي اللامادي.
أهمية مسرح خيال الظل: هو مسرح تفاعلي يعرض ويعالج قضايا ومشكلات المجتمع، بأسلوبٍ سلس وجذاب وكوميدي هادف، فهو وسيلة ترفيهية تجمع بين الفائدة والمتعة، وبالنسبة للطفل تكمن أهمية هذا الفنّ في وظيفته التربوية والتعليمية والترفيهية.
وعندما يشارك فيه الطفل تُنمَّى لديه المهارات المعرفية والشخصية والنقد البنّاء والمحاكمة العقلية والابداع، ويصبح فعالاً إيجابياً وتزداد ثقته بنفسه، كما تُنمَّى لديه المهارات الفنية والأدبية من خلال حفظ الأشعار والأغاني والقصص، وبذلك تتم حمايته من التطرف والعنف والجهل”.
لقد كان لخيال الظل نصيبه من اﻻهتمام، ومن هذا الاهتمام ما كان ضمن احتفالية أيام الثقافة السورية، حيث أقامت مديرية ثقافة الطفل في وزارة الثقافة وبالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية، ثالث ورشة من الورشات التدريبية لكوادر الشباب على تقنيات مسرح خيال الظل.
أيضاً، وحول هذه الورشة، تحدث المخرج “محمد تلاوي” قائلاً:
“تعلمنا خلال الورشة طريقة تصنيع مسرح خيال الظل وتصنيع الدمى، ونفذنا خلالها عدة مشاهد، حيث تم تصنيع الدمى وكتابة السيناريو لكلّ مشهدٍ وتقديمه، وبعدها استقبلنا طلاب يافعين وعلمناهم وشاركناهم تصنيع الدمى وكتابة السيناريو، حيث قدموا المشاهد وتمتعوا بهذا التراث اللامادي، وكان ذلك حافزاً ليقدموا المزيد، من خلال النصوص وماهو مفيد وممتع..
قام بالتدريب الاستاذ “عمار الحسن” وحضر الورشة كمتدربين، عدد من الشباب والشابات المهتمين، وعدد من المسرحيين، وكانت ورشة غنية قدمت شيئا إضافيا لنا كمسرحيين، وأكسبتنا خبرة بكيفية التعامل مع مسرح خيال الظل وتصنيع الدمى”..