الثورة – عبد الحميد غانم:
بدأت اليوم الخميس أعمال الاجتماع التنسيقي السوري – الروسي المشترك حول عودة اللاجئين، وذلك استكمالاً لجهود المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين الذي عقد في دمشق قبل عام، وتمخضت عنه نتائج مهمة جداً شكلت منهاج عمل للهيئتين الوزاريتين التنسيقيتين السورية والروسية، حيث تتم متابعتها من خلال فريق عمل مشترك يعمل بتوجيهات قائدي البلدين.
و حرصاً على متابعة تنفيذ التوصيات، عقدت اجتماعات ثنائية عدة بين مختلف الوزارات والهيئات السورية والروسية بما يخدم التعاون المشترك الهادف لعودة اللاجئين السوريين واستقرارهم في مدنهم وقراهم.
وبفضل جهود الدولة السورية وبالتعاون الوثيق ومساندة الأصدقاء تمت عودة ملايين السوريين داخلياً وخارجياً، حيث تعمل الدولة السورية بشكل مستمر بمختلف الاتجاهات والجوانب لتأمين متطلبات المواطن السوري الصامد في بلده، وتأمين الظروف المناسبة لعودة المهجرين، وتشجيعهم على العودة إلى وطنهم والاستقرار فيه، وذلك من خلال العمل على توفير البيئة الداعمة لعودة المهجرين وتأمين استقرارهم في مدنهم وقراهم، إضافة إلى صدور تشريعات تساعد على النهوض بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي والخدمي في سورية.
ويجري العمل في كل المناطق التي حررها الجيش على إعادة تأهيل البنى التحتية بكل أشكالها.
كما واصلت الدولة السورية تقديم ما يلزم للمهجرين في مراكز الإيواء وخارجها صحياً وتربوياً، في حين ساهم الجانب الروسي بإنجاز التسويات والمصالحات في درعا ودير الزور والحسكة والقنيطرة وباقي المحافظات بما يخدم هذا الهدف، في حين وقفت روسيا وإيران والصين إلى جانب الشعب السوري وساعدته في مكافحة الإرهاب.
وأمام التحولات والتحالفات الدولية لجأت سورية إلى التحالف مع الدول الصديقة وعلى رأسها روسيا بهدف الحصول على الدعم والمساندة بمختلف المجالات، وهذا يعكس الثقة الكبيرة بين الطرفين بما يساهم في تطوير التعاون والتنسيق القائمين على مبادئ الاحترام المتبادل والخير لكلا البلدين والشعبين.
إن ما نشهده من عودة تدريجية لسورية إلى عمقها العربي ودورها الإقليمي هو مؤشر على صوابية الموقف السوري طيلة فترة الحرب الإرهابية لجهة التمسك بالدفاع عن سيادتها ومكافحة الإرهاب ومقاومة الاحتلال حتى زواله، كما أن الانتصارات التي تحققها كل من سورية وروسيا معاً على الإرهاب تمت مواكبتها بالمزيد من تمتين الروابط الشعبية إلى جانب فتح آفاق جديدة للتعاون الثنائي بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة.
ولكن في الوقت الذي تعمل فيه الحكومتان السورية والروسية وتبذلان قصارى الجهد لاستعادة الحياة الطبيعية وتوفير الأمن للمواطنين في أرجاء سورية، ويقترب فيه الإنجاز السوري من خواتيمه، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على زعزعة الاستقرار والأمن في البلاد، وتقوم بعرقلة عودة المهجرين واللاجئين إلى بلادهم، وتحاول منع عملية توزيع المساعدات الإنسانية الدولية على الأراضي السورية المحررة من الإرهاب، مدعية أن ذلك يخدم مصالح الشعب السوري، في الوقت الذي تواصل فيه تنفيذ سياسة العقوبات والحصار ضد السوريين خلافاً للقانون الدولي، ما يزيد من صعوبة تأمين الرعاية الصحية في البلاد، ومعالجة الوضع الإنساني والاقتصادي والاجتماعي لاسيما في ظل انتشار وباء الكورونا العالمي.
لقد قامت واشنطن بحملة دعائية غير مسبوقة لمنع عودة السوريين من دول النزوح واللجوء، حيث تفرض على سلطات دول المنطقة ووكالات الأمم المتحدة الإنسانية العاملة فيها إجراءات لتعطيل حل أزمة المهجرين، لمواصلة الإتجار بمعاناتهم الإنسانية.
إن إعادة الحياة الطبيعية إلى سورية بعد عشرية الإرهاب والنار الدامية تستوجب تكاتف جميع جهود المجتمع الدولي والضغط على أمريكا للكف عن إجراءاتها التعسفية وانسحاب قواتها المحتلة من الأراضي السورية، والامتناع عن عرقلة عودة المهجرين إلى أماكن إقامتهم قبل الحرب، وإنهاء الاحتلال التركي لأجزاء من الأرض السورية، وكذلك الاحتلال الإسرائيلي للجولان، فضلاً عن وقف العقوبات والحصار الاقتصادي