الثورة- لميس عودة:
في الوقت الذي تستأنف فيه الجولة الثامنة من المباحثات في فيينا للعودة إلى الاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومجموعة”4+ 1″ بعدما انسحبت منه الإدارة الأميركية السابقة وتنصلت من التزاماتها وفرضت عقوبات ظالمة على الشعب الإيراني تلبية لرغبة الكيان الصهيوني استبقت “إسرائيل” استئناف المفاوضات التي بدأت قبل يومين بشن هجمة تصريحات مسعورة ضد طهران بدأها وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد زاعماً أن لدى كيانه الغاصب القدرة على ضرب المنشآت العسكرية والحيوية الإيرانية, الأمر الذي اعتبرته طهران زوبعة من هراء وأن ما تتوهم “إسرائيل” تحقيقه لا يعدو كونه “حلماً كاذباً من نظام مزيف ضد الأمة الإيرانية العظيمة كما جاء على لسان وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان، مؤكداً الدفاع بقوة وعقلانية عن حقوق ومصالح وتقدم الشعب الإيراني.
فاستئناف المحادثات للتوصل لاتفاق يضمن رفع العقوبات الجائرة عن الشعب الإيراني يثير حالة من الذعر والارتباك لدى متزعمي الاحتلال, الأمر الذي تجلى في تصريحات متناقضة بين أركان حرب الاحتلال, فتارة حملت بطياتها التهديد المعلن، وتارة حاول بعض أركان إرهاب الاحتلال مرغماً مجاراة تيار المحادثات الجارية وعدم قدرته على تعطيلها محاولاً إيهام الشارع الصهيوني بأن إبرام الاتفاق يتيح لـ”إسرائيل” وقتاً أطول لوضع سيناريوهات عدوانية ضد إيران كما ادعى رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية هارون حاليفا, بدوره رئيس الموساد الصهيوني دافيد برنياع عارض فكرة العودة إلى الاتفاق النووي مراهناً على قدرة كيان الاحتلال التأثير على الولايات المتحدة في كل ما يتعلّق بشروط الاتفاق النووي.
بعيدا عن تهيؤات “إسرائيل” وذعرها وترهات متزعميها، تمضي طهران قدماً تجاه التوصل إلى نتائج إيجابية من المباحثات المستكملة لرفع العقوبات الجائرة عن الشعب الإيراني وتحصيل ضمانات ملزمة بعدم عودة واشنطن لتكرار خرق بنوده والتنصل من التزاماتها حياله و الوصول إلى نقطة يمكن من خلالها التحقق من أن النفط الإيراني سيباع بسهولة من دون أي قيود، وأن الأموال لقاء هذا النفط ستحوّل بالعملات الأجنبية إلى حسابات مصرفية تابعة لإيران والاستفادة من كل العوائد الاقتصادية في قطاعات مختلفة كما أكد وزير خارجيتها عبد اللهيان،
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده من جهته جدد رفض بلاده وضع سقف زمني للمفاوضات التي انطلقت العام الماضي مبيناً أنّ الاجتماعات بين إيران والصين وروسيا مستمرة لافتاً إلى أنّ “المفاوضات في فيينا تمضي في ظل إثباتنا فشل سياسة الضغط الأقصى الأميركي”.
وأضاف أنّ هناك “آلية واضحة في فيينا وكل ما تم تبادله بين إيران وأميركا لم يكن سوى نصوص مكتوبة ولم يتم نقل رسائل شفاهية بيننا وبين واشنطن”، لافتاً إلى أنّ “الولايات المتحدة تريد مفاوضات مع إيران منذ بدأت سياسة “الضغط الأقصى” ضدها معتبراً أنّ “الكرة اليوم في ملعب الولايات المتحدة والأطراف الغربية ليثبتوا جديتهم في الالتزام بالاتفاق”.
وأكد خطيب زاده أنّ ” إيران في فيينا من أجل تحقيق مصالح الشعب الإيراني في رفع العقوبات والحصول على امتيازات الاتفاق النووي”، مضيفاً أنّ “الوقت لا يزال مبكراً للحكم على نوايا الترويكا الأوروبي وأميركا وجديتهم”.