كيف نعزز قدرة الطيور على تحمل درجات الحرارة المرتفعة..؟

الثورة – غصون سليمان :

لا يدخر شبابنا الجامعي الطموح وسيلة للابتكار والإبداع إلا وجربوا لنا الحاجة والضرورة عبر تفاصيل بياناتها المختلفة. فالأبحاث التي تنجزها الجامعات السورية وعلى مستوى جميع الفروع والكليات تشكل ركيزة أساسية للتطور والتقدم تغني بها حاجات المؤسسات الوطنية وسوق العمل وفق كل عنوان.
وفي هذا السياق نشير إلى البحث الذي أنجزه الدكتور المهندس إياد علي ديب في كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق تحت عنوان “تأثير المنابلة الحرارية خلال التطور الجنيني والتعبير عن بعض جينات الإجهاد الحراري عند الفري” تخصص “الإنتاج الحيواني – فيزيولوجيا الحيوان” .
بداية تضمن البحث دراسة لأهم النواحي الفيزيولوجية والجزيئية الخاصة لتطوير أساليب طبيعية لتعزيز قدرة الطيور على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، فارتفاع درجات الحرارة صيفاً وارتفاع تكاليف تبريد مساكن الدواجن إضافة لعدم توفر الطاقة البديلة ،من كهرباء، مازوت، بشكل جيد بسبب الحصار الاقتصادي الجائر والحرب العدوانية على سورية، يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة جداً في قطاع الدواجن، ما يؤثر على ارتفاع أسعار المنتجات في السوق المحلية، وبالتالي، فإن تعزيز قدرة الطيور على تحمل درجات الحرارة المرتفعة بشكل طبيعي قد يكون حلاً مثالياً ومستقبلياً لخفض تكاليف الإنتاج وتوفير المنتجات من الدواجن بشكل أوسع.
وقبل الدخول بالتفاصيل نوه المهندس ديب بأنٌ نتائج البحث قد أثبتت أن تعريض الأجنة لدرجات حرارة مرتفعة خلال مراحل مختلفة من النمو الجنيني وفق برامج خاصة أدى إلى قدرة الطيور على تحمل درجات الحرارة المرتفعة من خلال الآليات الفيزيولوجية والجزيئية في الجسم، وهو ما يمكن أن يتم اعتماده كلبنة أساسية يُبنى عليها لتطوير هذه الآليات وتعزيزها مستقبلاً.

la6.jpg
*خصوصية البحث
وحول خصوصية البحث يشير  ديب في لقاء معه إلى أنٌ الإجهاد الحراري يعد أحد أكثر الظروف البيئية صعوبة التي تسبب خسائر اقتصادية كبيرة لمربي الدواجن في سورية بسبب زيادة نسبة النفوق وخفض الإنتاج، فضلاً عن ارتفاع تكاليف تبريد مساكن الدواجن في أثناء فترة ارتفاع درجات الحرارة، بالتالي فهو مصدر قلق كبير في قطاع صناعة الدواجن. لذا كان لابد من دراسة أساليب جديدة بهدف تعزيز قدرة الطيور على تحمل ارتفاع درجات الحرارة بشكل طبيعي من خلال فهم النظام الفيزيولوجي والجزيئي لمقاومة الإجهاد الحراري، وإيجاد برنامج المنابلة الحرارية المناسب وقدرته على تحقيق الفائدة المرجوة منه.
ولفت الدكتور ديب إلى ازدياد الاهتمام بطائر الفري في السنوات الأخيرة عالمياً من الناحية العلمية والاقتصادية، فهو من أنواع الدواجن المهمة الذي يُربى بهدف الحصول على اللحم والبيض، إضافة لكونه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالدجاج وبالتالي يمكن تعميم نتائج الدراسات المطبقة عليه بشكل مباشر على الدجاج، كما يُعد الفري الياباني” Coturnix coturnix japonica” أحد النماذج الطيرية المخبرية المهمة في الدراسات البيولوجية والفيزيولوجية ودراسات التحليل المورثي والجزيئي، إذ يتميز بالعديد من المزايا التي تجعله أحد النماذج المخبرية لدراسات البحث العلمي أهمها النمو السريع ومعدل الإنتاج المرتفع من البيض وقصر مدّة الجيل فضلاً عن سهولة التعامل معه بسبب صغر حجم الجسم وإمكانية تربية عدد كبير من الطيور في مساحة صغيرة.
ميزات البحث
وعن ميزات البحث يوضح الدكتور ديب أهمية تطوير أسلوب جديد لتعزيز قدرة طيور الفري على تحمل الإجهاد الحراري بشكل طبيعي دون الحاجة للرجوع إلى الاستراتيجيات الصناعية (مثل تبريد المساكن) والتي تتطلب تكاليف مالية مرتفعة، مما يجعل هذه الطيور تتجاوز فترات درجات الحرارة المرتفعة صيفاً للحد من النفوق والخسائر الاقتصادية المتعلقة بالإنتاج.
*أهم الصعوبات
وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهت البحث يقول أنه تطلب تنفيذ البحث العمل في أكثر من جهة “كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق ، كلية العلوم بجامعة دمشق ، مخابر مديرية الصحة البيطرية ، مخبر الدراسات الوبائية لطفيليات اللايشمانيا” وبالتالي كان هناك صعوبة لتنسيق العمل في كافة المؤسسات المذكورة أعلاه، ما كان متعباً بشكل كبير للتواصل بين كافة المراكز، دون نسيان الشكر للجهد الكبير المبذول من قبل كافة الموجودين في تلك المخابر والمؤسسات على المساعدة الكبيرة المقدمة.
أيضا التكاليف المالية المرتفعة وصعوبة تأمين بعض المواد المطلوبة لإتمام البحث، الأمر الذي كان عائقاً على الاستمرار بدراسة أمور أخرى تفيد في تعميق النظرة الفيزيولوجية والجزيئية للنتائج المتحصل عليها.حيث تطلبت المؤشرات المدروسة “الإنتاجية والفيزيولوجية والجزيئية” إلى مجهود كبير للعمل على شمولية كافة النتائج لبلورتها بالشكل الصحيح، ما زاد من حجم العمل المبذول.

كما إن انقطاع الكهرباء والحاجة لتوفير الشروط المثالية للعمل، سواء لرعاية الطيور وإبعادها عن ظروف الإجهاد خلال فترة الدراسة كي لا تؤثر على المؤشرات المدروسة، أو أثناء العمل المخبري والذي يتطلب توافر الكهرباء بشكل مستمر كي يتم إتمام الاختبارات والتي يتطلب غالبها إلى فترات طويلة من العمل المستمر.

 

la8.jpg

*إمكانية التطبيق على أرض الواقع
وحول إمكانية التطبيق على أرض الواقع ذكر الدكتور ديب بأنٌ نتائج العمل كانت عبارة عن اللُبنة الأساسية في طريق الوصول إلى الهدف النهائي وهو قدرة الطيور “ليس فقط الفري، إنما كافة الدواجن المرباة” على مقاومة درجات الحرارة المرتفعة بشكل طبيعي، وبالتالي يجب العمل على إتمام الدراسة من خلال دراسة المؤشرات المناعية والصحية والإنتاجية بشكل كامل.
وفي حال تم إكمال العمل، يمكن البدء في تكوين خطوط لإنتاج هجن محلية من طيور تتمتع بصفة مقاومة الحرارة المرتفعة الطبيعية، الأمر الذي يتطلب تكاتف الجهود من المؤسسات المعنية كافة للعمل على مستوى القطر، ناهيك عن إمكانية تكوين خطوط لمقاومة درجات الحرارة المنخفضة أيضاً (ما يمكن دراسته أيضاً لفترة الشتاء والفترات الباردة).
وفي هذا السياق أوضح كل من الأستاذ الدكتور إبراهيم مهرة الأستاذ في قسم الإنتاج الحيواني في كلية الهندسة الزراعية بجامعة دمشق والدكتور شادي سكرية الأستاذ المساعد في قسم علم الحياة الحيوانية في كلية العلوم بجامعة دمشق، المشرفين على البحث أهمية هذا النوع من الأبحاث ،فمن وجهة نظر الدكتور مهرة أن ما أنجزه المهندس ديب يُعد من الأبحاث الهامة لما يهتم به من مشكلة رئيسية تواجه مربي قطاع الدواجن في جميع المحافظات السورية، وضرورة إيجاد حلول مبتكرة لها من خلال توجيه الدراسات إلى الحلول الطبيعية التي تختص بطبيعة جسم الطيور فضلاً عن الحلول الصناعية.
وأيضا من وجهة نظر الدكتور سكرية فإن أهمية البحث تتمثل باعتباره خطوة أولى مهمة لإنتاج خطوط “من طائر الفري والدجاج ” يمكنها تحمل درجات الحرارة المرتفعة، إضافة لدراسة باقي النواحي الإنتاجية والمناعية، ناهيك عن إكمال الدراسات الجزيئية كي يتم تكوين صورة كاملة وشاملة عن التحمل الحراري للطيور.
يذكر ان البحث المقدم من قبل المهندس إياد علي ديب كلية الهندسة الزراعية قسم الإنتاح الحيواني بتخصص فيزيولوجيا الحيوان لنيل درجة الدكتوراه . وتم تقييمه بتقدير امتياز ومعدل (94.8%).والبحث خطوة مهمة لدعم انتاجنا المحلي من الطيور والدواجن .وان خبراتنا العلمية الوطنية كفيلة بتجاوز الصعوبات في حال دعمها وتبنيها بما يناسب كل قطاع ومؤسسة.

 

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص