الثورة – عبد الحميد غانم:
لا تتوقف الولايات المتحدة الأميركية عن التدخل في الشأن السوري منذ احتلالها للشمال الشرقي من البلاد وقد قامت في الآونة الأخيرة بعدد من السلوكيات الخطيرة أبرزها:
– إنشاء مصفاة للنفط في الشمال الشرقي السوري.
– أرسلت أحد دبلوماسييها وهو ما يسمى المبعوث الأمريكي الخاص ماثيو بيرل لحل الخلافات بين الكيانات الانفصالية التي أقامتها أمريكا في الجزء المحتل، وإجراء لقاءات بين تلك الكيانات الانفصالية.
– التغطية على جريمة اعتقال ميليشيا “قسد” للصحفي محمد الصغير.
هذه الأحداث وغيرها تأتي في إطار تحرك واشنطن للتخفيف من سياستها المأزومة في المنطقة لاسيما مخططها بشأن استهداف سورية ونهب نفطها وثرواتها وهي تسيطر على معظم النفط السوري ولهذا تقوم مع تنظيماتها التي أنشأتها بإقامة مصفاة للنفط للسيطرة عليه وخدمة المصالح الأمريكية.
وتبدو هذه الكيانات الانفصالية التي أنشأتها أمريكا وترعاها في الجزيرة السورية كميليشيا “قسد” عاجزة عن تثبيت سيطرتها على الأرض، فضلا عن الخلافات والنزاعات فيما بينها ضمن صراعها لسرقة النفط والثروات السورية وكسب ود المحتل الأمريكي.
وليس الوضع في الجزء المحتل أمريكيا بأفضل من الجزء الذي تحتله تركيا حيث النزاعات والخلافات بين التنظيمات الإرهابية المسلحة التي يرعاها نظام أردوغان وأمريكا وأنظمة غربية ورجعية في المنطقة، والتي تصل إلى الاقتتال الدامي فيما بينها.
في ظل هذه الأوضاع المتردية يعاني المواطنون السوريون حالة مزرية ويواجهون مخاطر الجوع والفقر والحرمان نتيجة ممارسات تلك التنظيمات الإرهابية والجماعات الانفصالية المسلحة من نهب لثروات السكان وسرقة محاصيلهم والسيطرة على مزروعاتهم وإنتاجهم الصناعي فضلا عن حرمانهم أدنى مستوى الحياة، إضافة إلى ما يتعرض له السكان من ممارسات قمعية من قتل وتشريد واعتقال مثل اعتقال الصحفي محمد الصغير إلى جانب السطو المسلح على ثرواتهم وأراضيهم ومنازلهم دون أي وازع أخلاقي وإنساني.
وعليه تأتي التحركات الأمريكية للمبعوث الأمريكي بيرل لحل الخلافات بين الميليشيات الانفصالية لاسيما “قسد” وبينها وبين جماعات أخرى في سورية وخارجها لخلق كيان انفصالي في الشمال السوري.
هذه التنظيمات الانفصالية التي رعتها أمريكا في الجزء الذي تحتله لتوظيفها في خدمة مصالحها ومخططها لتقسيم سورية وتفتيتها إلى كيانات صغيرة تتناغم مع أطماع إسرائيل، أوكلت اليها سرقة النفط السوري والثروات الاقتصادية للتغطية على الأطماع الأمريكية في السيطرة على النفط السوري بالكامل.
ولكن مهما حاولت هذه التنظيمات الانفصالية المرتزقة استغلال الاحتلال الأمريكي أو التواصل مع جهات غربية وإسرائيلية لشرعنة وجودها مثلما حصل قبل أيام مع ممثل ما يسمى”مجموعة الأزمات الدولية” الذي يسعى لحل الخلافات بين تلك التنظيمات فلن يكون مصيرها إلا الفشل والخذلان، فإن إنشاء مصفاة للنفط في الجزيرة السورية هي محاولة من قبل قوات الاحتلال الأمريكي وصيصانها المرتزقة لاستنزاف ثروات سورية وخيراتها وهي جرائم لا يمكن أن تمر دون عقاب ومحاسبة وملاحقة قانونية لأنها جرائم إرهابية موصوفة ترتكب بحق الشعب السوري وتستهدف أراضيه وسيادته..وهي جرائم تخالف المواثيق والقوانين الدولية، ولذلك ينبغي أن يتحرك المجتمع الدولي ومنظماته بشكل فوري وعاجل لوقفها ومحاسبة وملاحقة المجرمين وتحميلهم المسؤولية عن نتائج جرائمهم وتعويض المتضررين.
إن المقاومة الشعبية السورية للاحتلالين الأمريكي والتركي التي تكفلها القوانين والمواثيق الدولية، ستتصاعد حتى تحرير الأراضي السورية كاملة وهو ما تسعى إليه القيادة والجيش والشعب في سورية.
هذه المقاومة الشرعية ستخرج المحتلين من سورية، ومن لا يريد من المحتلين أن يخرج بإرادته، كما قال السيد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد، فسيخرج بإرادة السوريين.
إن “قسد” وأخواتها من المرتزقة لن تستطيع أن تعيش وتستمر في ظل الاحتلال الأمريكي أو غيره من الأنظمة الغربية وتركيا، ولا يحق لأحد أن يشرعن وجود هذه الكيانات الانفصالية أو يمكنها من الإفلات من العقاب والمحاسبة على عمالتها للاحتلال وتسهيل مخططه لسرقة ثروات سورية فضلا عن ممارساته القمعية بحق أبناء شعبنا.
إن ذاكرة شعبنا السوري لن تنسى جرائم الإرهاب الأمريكي عندما قام بتدمير مدينة الرقة السورية بالكامل وسهل للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها “داعش” بالعبث والتنكيل بأهلها وتدمير معالمها الثقافية والعلمية والحضارية، ولن تنسى كذلك ما تقوم به إدارة الإرهاب الأميركية اليوم من جرائم تستكمل ما سبق.